[align=center]«شهود الزور» وراء انتشار «عمليات النصب»
توزيع نشرات الفحولة على سيارات المعازيم لحظة انشغالهم بالدسم..!
تحقيق:علي خالد الغامدي/ تصوير:محسن سالم:
فوجئ عدد من «المعازيم» لحظة خروجهم من قصر الأفراح بنشرات دعائية «مزنوقة» باتقان شديد على أبواب سياراتهم من جهة السائق «كأنها قسائم مخالفات»..
المفاجأة الثانية، والأهم كانت في «المحتوى» الذي تتضمنه هذه الدعاية حيث تشير العناوين إلى «زيادة المتعة» عند تناول هذه المادة العشبية، ونظراً - تقول الدعاية - لأن الوقت من ذهب فإن الاستعانة بعبقرية «دواء الفحولة» لا يجب أن يتأخر..؟
المفاجأة الثالثة - يقول أحد المعازيم - ان أمثال هذه «الدعايات» إوشكت أن تكون ظاهرة عند قصور الأفراح، والليالي الملاح كما هي ظاهرة في أماكن، ومواقع أخرى مزدحمة بالناس، والمارة، وعابري الطريق..!
وقد شهدت الشهور الماضية، وما زالت تشهد الأيام الجارية حملات «مكثفة» من مراقبي وزارة الصحة لوضع حد للأعشاب «المنشطة والمقوية» لحماية السذج من «أخطار وأضرار، ومشاكل هذه الوصفات المصنوعة بدائياً أو المتطورة صناعياً إلا ان عمليات ترويجها تزداد انتشاراً.
يروي أحد الصحفيين الذين حصلوا على «الدعاية» ان هناك مؤسسات تخصصت في انتاج وتوزيع هذه الوصفات العشبية للجنسين وانه تم مؤخراً القبض على شخص مقيم يقوم بترويجها في مكان لا يخطر على بال أحد نظراً لهيبة وقدسية هذا المكان في نفوس المسلمين لكن الرغبة في الربح دفعت المؤسسة لانتداب المقيم للسفر إلى هذه المدينة، واختيار هذا المكان لترويج هذه «الوصفات العشبية» للرجال، والنساء: للرجال لتحقيق الفحولة وللنساء لتحسين مستوى الجاذبية.
والخلطات العشبية» البدائية والمتطورة والطبيب الشعبي القديم هما الآن في وجه العاصفة، ويسعيان إلى اثبات وجودهما، واستغلال ذلك في كسب كثير من المال، والشهرة على حساب الطب الحديث، ومن أجل ذلك، وفي سبيل ذلك - يندس - الدجالون والمشعوذون والمزيفون لكسب هذا المال بأسرع وقت دون أن تكون عليهم التزامات، أو تكون عليهم رقابة صارمة أو تكون عليهم محاسبة، ودون أن تكون لهم عناوين يستدل بها عليهم عند الضرورة القصوى حيث يمارسون عملاً يتعلق بحياة الناس ومصائرها.
اختراق غرف المرضى بالمستشفيات
ينتهز «شهود الزور» حاجة بعض المرضى المنومين بالمستشفيات والبيوت إلى «أي معجزة» فينشرون معجزات الطب العربي - المزيفة - حولهم أو حول أقاربهم ومعارفهم ويحكمون الحصار عليهم من كل جانب فيدعي شاهد الزور أن فلانا من الناس اصابة مرض خطير، وفشل الأطباء في علاجه، ودله - أهل الخير - على فلان الفلاني الذي عالجه من مرضه الخطير بالأعشاب، أو بالكي وانه شفي ولا يكاد يكمل شاهد الزور القصة حتى يكون المريض «الميئوس من حالته» قد رمى بنفسه في أحضان شاهد الزور هذا، أو يكون أقارب المريض قد رموا أنفسهم في احضانه ليحضر الطبيب العربي «المعجزة» إليهم في أسرع وقت، ويبدأ شاهد الزور خطواته الأولى في «النصب، والاحتيال والخديعة» لتمضي الساعات تلو الساعات،
تلو الساعات، وتنتهي عملية النصب والاحتيال اما بموت المريض، أو ازدياد حالته سوءاً، أو باختفاء الطبيب العربي المعجزة، ومعه شاهد الزور، أو باستسلام أقارب المريض، وندمهم على وقوعهم في فخ هذا النصاب، أو ذاك، ويكون الطبيب العربي - المعجزة - الذي يعالج كل الامراض المستعصية دون استثناء قد غادر البلد، أو اختفى داخلها، أو هرب من أهل المريض، وأقاربه، أو بدأ شاهد الزور في اختيار فريسة جديدة، وهكذا يستمر مسلسل النصب، والاحتيال، والخداع يعرض في أكثر من موقع، وعلى اكثر من ضحية؟..
روايات مؤلمة عن
العلاج بالنصب
وكثيرة هي اقول (شاهد الزور) التي يلقيها على مسامع ضحاياه من المرضى، واقاربهم، ومعارفهم..
وكثيرون هم (شهود الزور) الذين يتولون دخول المستشفيات، والبيوت تحت شعار (زيارة المرضى حق واجب) تمهيداً لشرح معجزات الطب العربي، وتحضير الاعشاب للقضاء - نهائياً - على أخطر الأمراض التي فشل الطب الحديث في علاجها..
خلال الايام الماضية فقط استمعت من أقارب، ومعارف إلى معجزتين - عابرتين - نجح في تمريرهما شهود الزور، الاولى عن امرأة طاعنة في السن، وعلى فراش المرض منذ سنوات، تم اختراع (خلطة أعشاب) لها اعادت لها الذاكرة التي فقدتها طوال سنوات المرض، واتضح بعد ايام قليلة كذب هذه المعجزة والثانية عن رجل نهش المرض جهازه الهضمي، وكاد ينجح في الشفاء على يد طبيب عربي يعالج بالاعشاب لكن المريض انتقل إلى رحمة الله بعد ان مارس تجاربه على المريض بالاعشاب، وغيرها، وعند النهاية هرب بحجة السفر لبلده، وانتداب بطل محلي آخر، وهو لم يسافر لكنه خشي لوم أهل المريض بعد خداعهم لمدة اسبوع، وخشي من أن يتطور هذا اللوم إلى اشياء اخرى..؟؟
وعشرات، بل مئات من هذه القصص، والحكايات، فيروي (ابو سالم) حكاية صاحب المستوصف الطبي الحديث الذي داهمه عارض صحي لم يوفق اطباء مستوصفه الخاص (وفيهم استشاريون واخصائيون) في علاجه ليجد (الطبيب العشبي) الذي اشرف على علاجه علاجاً كاملاً، شاملاً مما أوقع (ابو سالم) نفسه في (براثن) هذا الطبيب العشبي بسبب الرواية السابقة لكن الأمور عند ابو سالم لم يحدث لها أي تحسن فتدارك نفسه في الوقت المناسب، ومضى في علاجات الطب الحديث (أي الطريق الآمن) حتى لو كثرت الادوية، وتغيرت، وتبدلت، وتشكلت..؟
القصة الثالثة أطرفها فقد وجد ميكانيكي السيارات نفسه طبيباً يداوي مرضاه بالاعشاب بعد ان فشل في مداواة سياراته بقطع الغيار فأنفتح امامه باب الرزق الجديد حيث اسند اصلاح السيارات لمساعد استقدمه لهذا الخصوص، وتفرغ هو لعلاج المرضى، ولم يدم الحال طويلاً - بعد ان جرت الفلوس في يديه - فقد زاد عدد ضحاياه (حالة بعد حالة) فأغلق (الورشة بجزءيها: العلاجي، والميكانيكي) واختفى عن الانظار..؟
مشروع عيادات الاعشاب
منذ سنوات وهناك (مداولات، ومشاورات، ومناقشات) في وزارة الصحة لمشروع عيادات الاعشاب، والسماح بافتتاح اكثر من ثلاثين عيادة تعالج بالاعشاب، وتحت اشراف متخصصين. وتمضي السنوات تلو السنوات والمشروع مازال - تحت الدراسة - ومازالت تحذيرات الصحة من (الخلطات العشبية، وجهل الطبيب الشعبي) تملأ الصحف، وابرزها ذلك (المدّعي) الذي اقام الدنيا، ولم يقعدها وهو (يزعم) للسذّج انه (ابو المعجزات الطبية، العشبية) التي تعالج كل مرض قديم، أو جديد، كبير، أو صغير، طارئ، أو مزمن. وفي هذا الاطار (يستحسن) أن (تسرع) وزارة الصحة في اتخاذ (خطوات جادة) نحو اقرار مشروع عيادات الطب الشعبي، أو الطب البديل، والسماح لها بالعمل في النور بعد أن صالت وجالت عيادات ودكاكين الوهم في الظلام، وعلى أقل تقدير فإن مراقبي الوزارة (سيرتاحون) من (جولاتهم) على هذه (الادوية) وعلى هؤلاء (الاطباء).. ويكفيها هي ادويتها، واطباؤها..!
وكما فعلت وزارة الصحة مع (مُدّعي الطب الشعبي) لتوعية - السذج - وراغبي تحقيق المعجزات عليها مواصلة رسالتها في هذا الاتجاه فلا تتوقف حملات مراقبي الصحة عند القبض على مروجي الادوية العشبية، وممارسيها بدون علم، بل عليها أن (تُوضّح) خطورة هذه الادوية العشبية، وضررها، وخطورة ممارسيها، وجهلهم القاتل.. وعلى مراقبي الصحة عدم المبالغة عند (مداهمة) احد موزعي (المراهم) المنشطة، أو المجملة، فهناك مئات المحلات التي تبيعها (سراً، وجهلاً).. والأمر يحتاج إلى (ضوابط) تختلف عن هذا الاسلوب الذي يشبه اسلوب مراقبي البلدية عند مطاردتهم لعربات الباعة المتجولين..؟
الرياض[/align]
[/align]
اللهم زدني علماً .. واعني على ذكرك و شكرك في كل حين .. استغفرك اللهم و أتوب إليك 
العرض العادي
