منقول من جريدة الجزيرة لهذا اليوم الاحد
أضواء
أرباح المونديال..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
وفق مفهوم هذا العصر الذي يحسب الأشياء بمقياس الربح والخسارة أخذت الدوائر الرياضية والاجتماعية في المملكة تقيِّم النتائج التي خرجنا بها بعد مشاركتنا في المونديال العالمي (مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم). ولأنني لست خبيراً في أسرار كرة القدم، ولا أريد مزاحمة الخبراء والمحللين الذين امتلأت بهم المحطات الفضائية العربية التي أشغلتنا ولا تزال في تحليل ما يجري في ألمانيا وأظهروا براعة في كشف أسرار الكرة المستديرة والخطط الفنية والتكتيكية التي ابتدعها مدربو كرة القدم الذين يتقاضون مرتبات ومكافآت تفوق كثيراً ما يحصل عليه العلماء والأطباء والمهندسون، ولأني لست ممن ينتهزون هذا المونديال لمضاعفة ثروتي الشخصية (هذا إن وجدت) على حساب (مجنوني) الكرة؛ فإني أكتفي بما (ربحناه) اجتماعياً في أيام هوس مونديال ألمانيا..!!
أولاً وقبل كل شيء ارتاح العرب، ونحن في المملكة أكثر من غيرنا، من زحمة الشوارع، فشهدت الشوارع غياباً للسيارات في أوقات إقامة المباريات، إلا أنه في نفس الوقت شهدت المقاهي زحمة كبيرة، وبالتالي فقد (ربحنا) كل يوم مئات من مدخني الشيشة، وعلى منظمي الاستطلاعات تنظيم استطلاع لمعرفة كم ربح السعوديون مدخناً في أيام مونديال ألمانيا؛ فقد ساهمت عملية تشفير المباريات ومنع المحطات الوطنية من نقل المباريات في تفريغ البيوت ودفع الشباب والمراهقين دفعاً إلى المقاهي التي زادت من كراسيها وضاعفت تلفزيوناتها وكميات التبغ والمعسل؛ لتمكين الرواد وأغلبهم من المراهقين من الحصول على متعة مشاهدة المباريات وتجربة التدخين الذي سيظل ملاصقاً لهم طوال حياتهم إلا من رحمه الله.
أما الأرباح الأخرى التي تتضمن هجرة البيوت من الرجال والآباء، وخصوصاً أثناء المباريات، والتدريب على محاولة (كسر الشفرة) وفك رموز المحطات الفضائية التي خلط بعضها بين بث المباريات والأفلام السكسية، فهذا ربح آخر يضاف إلى الأرباح التي حقَّقناها في مونديال ألمانيا الذي خرجنا منه ب(خف نقطة..!!) مقابل ملايين الريالات..!!
العرض العادي
