[align=center]لماذا ؟
لماذا حين تفارق شخصا لا تودعه بكلمات أخيرة ؟
لماذا لا تشحذه ببعض الكلمات حتى تبقى كورقة اخيرة بينكما .. و لكنها تذكره بك ؟
لماذا تفارق البشر دون أن تودعهم ؟
لماذا لا تحرص على بقاء وردة جورية بينك و بين من تفارقهم ؟ لماذا لا تجفف الذكريات الراائعة بين من تفارق و تجعلها كوردة جورية رقيقة مجففة .. لماذا تنزع كل الورود و تدوسها برجلك و تمضي ؟
لماذا لا تشكل كلمات الوداع عندك أهمية كبيرة ؟ ربما تكون لدى الطرف الآخر بغاية الأهمية و أنت لا تدري ..
لماذا لا تخبر من تفارقه بأهميته عندك ؟ لماذا لا تخبره بأنه غير حياتك ؟ لماذا لا تخبره بأنه شخص رائع لن تنساه ؟
ان كنت تحب أن يفارقك البشر و قد تركوا خلفهم أروع الأثر .. فلماذا لا تفعل ذلك بالمقابل ؟ أم أنك أناني ؟
ان كنت تحب أن يخبرك الناس بحقيقة مشاعرهم نحوك و أنك تركت بصمتك في حياتهم .. فلماذا لا تخبرهم أنت ايضا بمشاعرك نحوهم ؟ أم أنك متكبر ؟
ان كنت تحب لحظات بوح الآخرين لك .. و اخبارهم لك بأنك انسان مميز و شخص رائع و عطر ينساب دون سيطرة داخل الشعور و يخدر الوجدان .. فلماذا لا تخبر الآخرين بذلك ان كنت تشعر بذلك ؟ .. و امض بعدها ... ارحل .. لن يطالبك شخص بالبقاء .. أم أنك تتقن فن الكتابة و التعبير في أمور و تغفلها في أهم الأمور ؟
لماذا لا تعود نفسك على كتابة ذكرى رائعة خلفك ؟ صدقني .. أنت ستنسى .. و لكن الآخر لن ينسى ..
تعودت أن أختم كل مراحل حياتي الدراسية بذكريات رائعة .. و بطريقة لا تنسى .. في آخر مرحلة لي في الابتدائية أحتفظ بــ " مريول المدرسة " و قد امتلأ بكتابات و شخبطات الفتيات على اختلاف الخطوط و الألوان و الرسوم و الكتابات المفرحة و المحزنة .. و مرحلة المتوسطة و الثانوية كذلك .. كنت أسلم نفسي في آخر يوم دراسي لكل الفتيات .. من أعرف و من لا أعرف .. و أطلب منهن كتابة ذكرى لي .. أفتح صدري و أمد أذرعتي و تشرع الفتيات في الكتابة ..
و الآن .. و بعد مرور الأعوام .. كلما رتبت خزانتي .. أصل لتلك المراييل .. و اعود لقراءة تلك الذكريات .. أحيانا تدمع عيوني .. و كثيرا أبتسم و أضحك ..
اترك خلفك الذكريات الرائعة .. وضع بصمتك في حياة البشر .. ربما تنسى كلماتك أنت .. و لكنهم لن ينسوا ..
أكتب هذه الكلمات الآن .. و قد كنت قبل لحظات أقرأ احدى تلك المراييل .. ضممتها لقلبي و انهلت دموعي .. و أخذت أخصص الدعاء لأسماء من كتب لي .. أسماااء كثيييرة .. بعضها أتذكر وجوه أصحابها .. و بعضها رؤيتها تحمل شيئا من الغباش .. و بعض الأسماء أفكر بها بحيرة .. هل عرفتهم ؟ غريبة !! لا أذكرهم مطلقا !!
ثم فكرت بعد أن ملأتني الحيرة .. يا ترى هل يذكرونني ؟ ربما نعم , و ربما لا .. ان كانوا احتفظوا بذكرياتي مثلما أحتفظ بذكرياتهم .. ربما أحصل منهن من فترة لأخرى على سهم دعاء صادق ترميني به احداهن ..
و ان أضاعوها .. فبالتأكيد .. أنا ورقة في طي النسيان ..
ليس هذا هو المعنى ..
ما أريد الوصول اليه .. هو أن تسجل ذكراك للأشخاص الذين تحبهم و فارقتهم أو ستفارقهم .. امنحهم أحاسيسك .. و سطر لهم مشاعرك ..
استعجل بفعل ذلك .. فربما .. تنقطع بينكما الأواصر و الحبال و لا يبقى للذكرى سوى بضع تلك الحروف التي سطرتها في زمن ما ..
لا تنغمس في لحظة مرارة الفراق و تؤجل كتابة الذكريات .. في احدى المرات فعلت ذلك .. كنت في منتهى الحزن على فراق احدى المعلمات .. و لم أستطع كتابة شئ لها .. و انتظرت بعض الوقت حتى تهدأ نفسي .. و حين بحثت عنها بعد ذلك لم أجدها .. اختفت في زحمة هذه الحياة .. حينها بكيت كثيرا و لمت نفسي ..
لا تنتظر .. فأنت لا تعلم الغيب .. ربما يفارقك ذلك الشخص دون عودة .. ربما يسافر و تنعدم أي وسيلة اتصال .. ربما يموت ..
ربما اخترتما انتما الاثنان هذا البعد و الفراق .. فلماذا لا تجعل هذا الفصل بداية وصل لأمور أخرى في حياة كل منكما ؟
لماذا نفارق بشجار ؟ ولماذا نفارق بصمت ؟
لماذا نفارق و نحن نتظاهر بعدم الاهتمام ؟ و بالداخل نيران تحترق !!
لماذا لا نبتسم عند الفراق ؟ ابتسامة ود و محبة .. ابتسامة رضا و تفاؤل .. لماذا لا نعبر عن حزننا بكل بساطة ؟ ثم نبتسم بكل راحة ..
لماذا نعطي الأمور أكبر من حجمها ؟
لماذا نغفل جانب المشاعر و نضعه في ركن وحيد مظلم تتجمع فيه الأوساخ و ذرات الغبار ؟
لماذا لا تبتسم الآن ؟ .. أنت نعم ..
يا من تقرأ كلماتي .. لماذا لا تتنفس بعمق الآن .. و تطلق ذرات الاوكسجين الرطبة لتملأ رئتيك .. أغمض عينيك بهدوء و تنفس ببطء ..
و الآن ابتسم !!
لماذا لا تمسك قلمك الآن و تسطر رسالة فراق بكلمات بسيطة لأحد من فارقتهم و كان غاليا على قلبك ؟
أو.. كلا , كلا .. انتظر .. ما رأيك بهذه الفكرة ؟!!!
لماذا لا تنشط خاصية " الرد السريع " أو " اضافة رد جديد " و تكتب كلماتك هنا ؟
الآن .. اكتبها هنا الآن .. و شاركنا لحظاتك .. لا تنمق حروفك .. و لا ترتب أفكارك .. أطلق لها العنان كما تريد .. و دعها تعبر عن نفسها بكل حرية .. دون أن تهذبها أو تشذبها ..
فهكذا فعلت انا الآن ..
لماذا لا تفعل مثلي ؟!!! [/align]