[align=center] سمرة مع الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في حياتي مرة غازلني الوطن
هي المرة الأولى منذ زمن
على كفي حملته خفيفا كريشة
كريشة فنان جديدة
أجلسته على سريري البالي
تأفف من منظر الغرفة
وضع منديلا على أنفه
ألم أكن مواطنا في كنفه ؟
أزكمته رائحة غرفتي
فقط يتقزز من حالتي
بادرته بقبلة وفي وجنتيه
خجل أو غضب من قبلتي ؟
هل رغب بي أو رغب عني ؟
إنه لا يبادلني القبل!
حيرني وتقطعت بي السبل
لا يسمعني كأنه أصم
لا يتكلم معي كأنه أبكم
أحضرت له من خبزي كسرة
ومن شرابي الآسن قنينة
تفضل تكرم وطني لقمة؟
هل لك من شرابي الدامي رشفة ؟
كل ما عندي كان من كرمك
أنا المواطن أنا داخل حرمك
تعفف الأبيّ من طعامي
ورفض تذوق شرابي الحامي
فقط قبل أمرا واحدا متاح
قبل أن يسامرني حتى الصباح
قلت له:ما أظلمك حيرتني
في كل حرف من اسمك سممتني
الواو -ويلي منك إن أهملتني
الطاء- طلبت الله أن لا أخسرك
وخسرتَني
النون- نويت تركك لو جافيتني
هز رأسه ضاحكا
وقال : ويل لك لو خنتني
نام الوطن على صدري لحظة
وغفوت تحت ظله برهة
بعد أن ذرفت على يديه دمعتي
ومسحت قدميه بدمع مقلتي
كأنني عار عليه مني يتأفف
لم يتقرب مني ولم يتلطف
خسارة هو لا يحب إلا الكبار
يحتقر الفقراء والصغار
ينظر إلي شذر مذر
فقد فينا الأثر
مسكين فقير الوطن
حين لا يجد السكن
ولا من لقمة شريفة
يقتات منها و يتمكن
كل ما في المكنون
لا تخفيه العيون
حب الوطن!!![/align]