بريدة وملاحظات على طرقها (منقول من جريده الجزيرة)
أطالع ما يكتب على صفحات هذه الجريدة من مشاريع للطرق بمختلف المدن، والطرق الدائرية والتقاطعات والطرق الهيكلية هي شرايين تربط أحياء المدن مع بعضها وتنقل حركة المرور من حي إلى حي ومن جهة في المدينة إلى جهة أخرى، وعند تخطيط أي مدينة لا بد من دراسة التطور العمراني المرتبط بالتطور الاقتصادي لهذه المدينة والمبني على هذه الطرق، إن عدم تنفيذ أي طريق خطط لتنفيذه سيكون مجالاً للتعدي عليه وبالتالي عدم تنفيذه بسبب أنه أصبح داخل الكتلة العمرانية، ونشوء المباني على جنباته سيكون من أكبر العوائق التي تعوق تنفيذه وكذلك تمديد الخدمات عبره، ولا مانع من إجراء دراسة لتعديل بعض مسارات الطرق أو التقاطعات التي اتضح بعد الامتداد والعمران أنه لا بد من تعديلها لتخدم التطور الاقتصادي والحركة المرورية للمدينة.
مدينة بريدة عاصمة منطقة القصيم هي ثاني مدينة في المنطقة الوسطى من المملكة بعد الرياض وقد بلغ تعداد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة وبدأت تشهد نمواً مذهلاً في السنوات الأخيرة وخاصة في شمال المدينة، وهذا النمو التمدد أصبح ينغص عليه بعض الطرق المتقاطعة مع دائري مدينة بريدة وبعض الطرق التي حجزت مساراتها ولم تنفذ التي تتبع لوزارة النقل بحكم أنها طرق تربط المدينة مع مدينة أخرى أو هي طرق ضمن طرق عابرة للمنطقة كلها.
إن تنفيذ هذه الطرق وإن كان يحتاج إلى مبالغ مالية إلا أن مردوده على الناتج المحلي للاقتصاد الوطني سيكون كبيراً وأعني بذلك خدمتها للاستثمار الاقتصادي في الطرق من أهم عوامل النمو الاقتصادي وبالتالي جذب الاستثمارات التي تعود في مجملها بخدمة كبيرة للناتج القومي للمدينة وللوطن كله.
ولقد بذلت وزارة النقل جهوداً جبارة في منطقة القصيم وأنفقت مئات الملايين من الريالات في إنشاء هذه الطرق السريعة والمزدوجة في المنطقة وخاصة طريق الرياض - القصيم السريع وطريق حائل السريع، والطريق الدائري حول بريدة، وهذا الأخير يتقاطع في نقطتين مع طريق الملك فهد ومع دائري بريدة الداخلي، ومع العديد من الطرق الفرعية داخل نطاق مدينة بريدة، نقاط الالتقاء والتقاطعات هي نقاط حضرية أي داخل كتل عمرانية وأي تجاهل لأي حي أو كتلة عمرانية وقطع الطريق للوصول إليها سيصبح بمثابة القتل لهذه الكتلة أو الحي، إن هذه الطرق أنفق عليها مئات الملايين من الريالات ولا نريد لملاحظات عابرة كمدخل أو معبر أن يشوه من مثل هذا الإنجاز الرائع لا بد من دراسة تنفيذ كل المعابر والمداخل التي تربط الكتل العمرانية مع هذه الطرق وسآتي هنا على ذكر بعض منها:
1 - عند التقاء طريق الملك فهد مع دائري بريدة الداخل هناك مع طريق آخر يربط مركز مدينة بريدة مع الأحياء الشمالية الغربية وهو طريق الحمر وقد قطع التقاء طريق الملك فهد مع الدائري الداخلي هذا الامتداد لطريق الحمر إلى جزأين وأصبح من الصعب عبور من يريد شمال غرب بريدة مع وسطها.. إنه ليس من المعقول أن يتم تنفيذ طريق سريع عبر المدينة ثم يكون سبباً في إرباك حركة المرور بها..!!
لا بد من إيجاد نفق يعبر طريق الملك فهد يربط شمال طريق (الحمر) بجنوبه، أي بدلاً من قطعة إلى نصفين حيث إنه جار حالياً إنشاء نفق لعبور طريق الملك فهد أسفل دائري بريدة الداخلي، وإذا رجعنا إلى الدراسة الاقتصادية لتأثير الطريق على النمو الاقتصادي والعمراني فلا بد من أن يكون عامل النمو بسبب عبور هذا الطريق هو في الموجب أما إذا قتل كتلة عمرانية بكاملها فسيكون بالسالب مع أن تكلفة إيجاد معبر أو نفق هي أقل من تكلفة التأثير السالب للاقتصاد بسبب قطع طريق رئيسي.
2 - تقاطع طريق الملك عبد العزيز مع طريق المعارض وجميعانة:
هذا التقاطع أصبح تقاطعا معقداً بسبب التقاء طريق الملك عبد العزيز مع دائري بريدة الشمالي عند حي يسمى حي جميعانة وقد أصبح هذا الحي معزولاً داخل تقاطعات هذه الطرق، كان التقاطع في السابق إشارة ضوئية وتم إغلاقه دون إيجاد أي بديل آخر إلى معبر بعيد جداً عن الحي، ولا بد من حل هذا التقاطع بإيجاد نفق لعبور من يقصد الحي والمعارض وجميع المنطقة الواقعة في زاوية تقاطع طريق الملك عبد العزيز مع الدائري الشمالي في الزاوية الشمالية الشرقية، وذلك لمن يقصد مركز مدينة بريدة وقد أصبح عكس حركة المرور مستمراً في ورقة برسيم لم تكتمل.
إن التقاطع يقع في منطقة حيوية مدينة بريدة وذات نمو اقتصادي مستمر ولا نريد لتقاطع مثل هذا أن يصبح عائقاً للنمو معيقاً لحركة المرور بدلا من أن يكون مسهلاً لها وهو الهدف الأساسي من إنشائه.
إن مثل طريق أنشئ بهدف تسهيل حركة المرور ثم أصبح سببا في تعقيدها هو مثل الفريق الذي ألقى إليه بطوق نجاة لم تكتمل أدواته فأصبح سبباً في غرقه بدلا من أن يكون سببا في نجاته وهو ماهر في السباحة..!!
3 - ليس من المعقول أن يصبح طريق الملك فهد سبباً في زيادة زحام حركة المرور في المدينة أو سبباً في جذب مياه السيول إليها حيث إن تقاطعات هذا الطريق قد فصلت جزء المدينة الشمالي عن الجنوبي ولا بد أن يكون هذا الطريق ذا مواصفات وتصاميم تضمن عبور حركة المرور دون أي عناء أو زيادة لعبء حركة المرور على إشارات المدينة وميادينها وشوارعها كما أن ميول الطريق تنحدر من الغرب للشرق، ومن الشرق للغرب أي أنه سيكون جاذباً لكميات كبيرة من مياه الأمطار إلى داخل المدينة ولا بد من إيجاد حلول لضخ مياه السيول التي يجذبها أو التي ستبقى في الأنفاق التي يتم إنشاؤها حالياً وأتمنى أن تسهم الجهود التي تقوم بها وزارة النقل حالياً في حل تقاطعات هذا الطريق وتسهيل حركة المرور بشرط اكتمال جميع التقاطعات، فإذا كان لدينا 5 تقاطعات وتم تسهيل حركة المرور في 4 تقاطعات وتبقى تقاطع واحد فإن جميع حركة المرور في التقاطعات الأربعة ستتحول إلى هذا التقاطع ويصبح الزحام فيه هائلاً.
كما أن عدم وجود جزيرة وسطية فاصلة في الطريق وخاصة من جهته الشرقية صار سبباً في الكثير من الحوادث، مع ملاحظة أن هذا الطريق يعبر منطقة القصيم من شرقها إلى غربها، بل إنه سيصبح طريقاً دولياً، وذلك إنه تم اعتماد وصلة بطول 37 كم لمنطقة الأسياح تتصل بهذا الطريق أو بالقرب منه، وهناك وصلة أخرى يتم إنشاؤها حالياً (قبة - سامودة) تتصل بطريق حفر الباطن الدولي وكل هذه المعطيات تؤكد أن هذا الطريق لا بد أن يكون حراً وسريعاً ودون أي إشارات ضوئية، وخاصة تقاطعاته داخل المدينة كتقاطعه مع شارع الأربعين، ومع طريق الملك عبد العزيز، ومع شارع العدل، ومع طريق الملك خالد، كل هذه التقاطعات لا بد أن تكون مفرغة لحركة المرور الكثيفة عليها.
4 - دائري بريدة الخارجي إنجاز عملاق وجبار من إنجازات وزارة النقل كلف ما يزيد عن 500 مليون ريال، وكان الهدف من هذا الإنفاق الذي هو استثمار وطني كبير يهدف إلى زيادة الناتج القومي وتنشيط الاقتصاد وتسهيل حركة المرور المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد الوطني.
إن هذا الإنجاز الباهر حال دون الاستفادة منه عدم وجود طرق تربط مدينة بريدة معه والموجودة بقيت على وضعها طرق زراعية مفردة تخترق أرياف المدينة ثم تصل إليها عبر طرق صغيرة وذات منحنيات كثيرة وخطرة لا تخدم حركة المرور، إن هذا الطريق أصبح كالثمرة المعلقة في السماء أمام شخص جائع لا يستطيع الوصول إليها وللوصول إليها لا بد من أن يبني له سلماً أو أن يتعاون عدد من الأشخاص للصعود على أكتاف بعضهم للوصول إليه وهذا مستحيل.
وسأعدد بعضاً من هذه الطرق والوصلات مع ضرورة إضافة وصلات أخرى فرضتها الكثافة العمرانية وتغير أنماط التخطيط وكثافة حركة المرور.
أ - إن هذه الطرق الواصلة بين الدائري وأحياء المدينة بقيت مرتبطة مع وزارة النقل لأنها أشعة تنطلق من الدائري نحو مركز المدينة ومنها الوصلة الرابطة مع طريق الطرفية، وهذه الوصلة تعتبر من أهم الوصلات نظرا لأنها تربط مدينة بريدة بكاملها مع مدينة الطرفية الشرقية ومع الأسياح وشمال شرق القصيم.. حينما تنتهي الكتلة العمرانية لحي الفايزية يبدأ ارتباط الطريق مع الدائري الشمالي لبريدة ومع طريق الطرفية التابع لوزارة النقل.. هذه الوصلة وصلة أنشئت بطريق مزدوج ولكنه ضيق جداً لا يتسع إلا لسيارة واحدة في كل اتجاه من بريدة حتى الطرفية.. رغم الكثافة المرورية الهائلة التي يشهدها الطريق وخاصة في أيام السياحة الربيعية حيث يؤدي إلى متنزه القصيم الوطني (عريق الطرفية)، ويشهد منحنى خطراً بالقرب من الوطاة، إنني أناشد وزارة النقل وإدارة الطرق والنقل بالقصيم بتوسعة هذا الطريق إلى 3 مسارات بكل اتجاه وإضاءته حيث أنه طريق مظلم وليس من المناسب أن يكون المدخل الشمالي الشرقي لعاصمة منطقة القصيم بهذا الشكل.
ب - محول (بريدة - اللسيب) وهو الفرع المؤدي إلى بريدة من الدائري الغربي ماراً بخب اللسيب غرب بريدة ثم جنب القصيعة ثم جنب حويلان، وهذا الطريق يشهد كثافة مرورية كبيرة جداً نظراً لأنه بعد إغلاق التقاء طريق الملك فيصل مع طريق الملك فهد أصبح البديل للحركة للقادمين إلى بريدة والمغادرين لها هو هذا الطريق، ومنذ قديم الزمان وهذا الطريق عرف ب (جادة اللسيب) التي تربط جنوب شرق القصيم ومحافظاته مع مدينة بريدة، هذا الطريق ذو مرتفعات ومنخفضات ومنحنيات خطرة جداً، ومنها المرتفع الواقع إلى الغرب من القصيعة والمنحنى الخطر جداً (90ْ) عند اللسيب حيث ينحني الطريق مرتين عند جنب اللسيب، إن مما أفسد الاستفادة من دائري بريدة هو هذا الطريق الخطر والمتعرج والمظلم، ويجب العمل على تعديل منحنياته وإضاءته وتوسعته.
ج - طريق الملك فيصل وهو المدخل الغربي لمدينة بريدة، وهذا الطريق تم إغلاقه بعد التقائه مع طريق الملك فهد، ومن يسلكه فهو يؤدي به إلى مركز المدينة الذي يشهد حركة تجارية كبيرة ويعبره المزارعون الذين يجلبون منتجاتهم إلى السوق المركزي للخضار ببريدة وكذلك سوق التمور وسوق المواشي.. إنه طريق يشهد حركة مرورية كبيرة ورغم ذلك بقي على وضعه ضيقاً بمسارين في كل اتجاه ويحوي عدداً كبيراً من المنحنيات الخطرة، يجب العمل على توسعته ووضع طريق خدمة بجانبيه لفصل حركة التجارة والمزارعين والمحلات والورش عن الحركة في الطريق الرئيسي ويجب إيجاد حل مناسب لتقاطعه مع طريق الملك فهد كإيجاد نفق لطريق الملك فهد أو وضع دوار في هذا الموقع، إن الحل الأمثل لهذا الطريق هو توسعته إلى 3 مسارات في كل اتجاه وتخفيض مرتفعاته وتعديل منحنياته خاصة وأن حرم الطريق يسمح بذلك.
د - طريق الحمر، وطريق الثقة العليا المؤدي إلى شمال غرب بريدة حيث يربط بريدة مع الثقة ذات الكثافة السكانية العالية ويجب العمل على ازدواجه وإضاءته.
ه - يجب استحداث محول يربط بريدة مع الدائري الجنوبي ويكون في المسافة بين كبري (بريدة - عنيزة) القديم والكبري الجديد على الدائري الغربي هذا الطريق سيعمل على خلخلة الأراضي الفضاء والأرياف الواقعة جنوب بريدة ويربط ما يسمى شارع القناة مباشرة مع الدائري الجنوبي ليكون مرادفاً لطريق الملك عبد العزيز يربط جنوب بريدة مع شمالها ويعمل على تخفيف الضغط المروري الهائل على طريق الملك عبد العزيز.
و - محول السالمية الموجود على الدائري الغربي يجب العمل على مده حتى طريق الملك عبد العزيز.
إن هذه الطرق جميعها تابعة لوزارة النقل وقد ساهم عدم الاهتمام بها في عدم وجود أي فائدة تذكر من دائري بريدة حيث يلجأ قائدو المركبات إلى استخدام الشبكة المحلية للمدينة بدلاً من الدائري مما ساهم في خنق حركة المرور في كثير من المواقع وخاصة على طريق الملك عبد العزيز، وطريق الملك خالد، وإنني هنا أشيد بالمتابعة المستمرة من صاحب السمو المليك الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز حفظه الله لإكمال مثل هذه الوصلات ومتابعته لتقاطعات لطريق الملكي فهد، وكذلك اجتماع معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري الذي أعرف مشاغله وأعلم أنه لو كان لديه معلومات كاملة عن ما تسببه هذه الوصلات من حوادث ومن إرباك لحركة السير في المدينة لما توانى عن إدراج ازدواجها في ميزانية الوزارة وأعرف جهوده الجبارة في جميع مناطق المملكة وأثق في اهتمام سعادة مدير عام الطرق والنقل بالقصيم المهندس أحمد بن عمر العبد اللطيف بمثل هذه الملاحظات.
م. عبد العزيز بن محمد السحيباني