[align=center]الأفلام الهندية تعود من جديد، والنصر يرفع معنويات الاتحاد قبل مواجهة الهلال، هل يمكن لك بدء مقالك بطرح كهذا معتمداً على ما كتب سابقاً حول مباراة الهلال والرائد ومباريات أخرى كانت تحدث نادراً؟
بالتأكيد لا يمكن لك هذا ما لم تتوافر أرضية تجهز لمثل هذا الطرح، هذه الأرضية تتمثل في عقل ساذج مصاب بأمراض عدة ،
أولها : أن يؤمن بالأسطورة أكثر من إيمانه بالمعرفة والعلم ، كأن يؤمن المتلقي بأن ما يحدث لا يمكن فهمه .
الثاني : تقديس القوة، أي أننا نحتكم لمن هو أقوى، وليس للقانون، ويحدث هذا التأسيس في البيت حين يرى الطفل أن من يحكم هو القوي وليس قانون يحتكم له الجميع.
الثالث : احتقار العلم ، كأن تقول إن عضلة الإنسان تشيخ ويصبح أداؤها ضعيفاً مع كبر السن، فيقال لك : باجيو مازال يلعب وقد اقترب من الأربعين، فتخبره أن هناك أكثر من مليون لاعب إيطالي اعتزل قبل أن يصل لهذا السن، هل نقيس على الشاذ أم القاعدة ؟ ولأن هذا العقل مريض باحتقار العلم يكتب لك نقداً من كلمة واحدة (يا دوب).
الرابع : الشعور بالمؤامرة ، وهذا الشعور يدفعك لتبرئة الذات واتهام الآخرين ، أو لعب دور الضحية، وهذا الدور أي الضحية، هو محاولة لعدم تحمل المسئولية، فالضحية .. لا يحق لأحد أن يسألها ، لماذا فعلتِ هذا ، لأنها ضحية .. وبهذا الخداع على النفس .. يتم تحييد ضمير الإنسان حتى لا يحاسبه.
الخامس : إباحة الخداع ، أو كما يقول راعي الأغنام (ذهين)، أي يخدعك ليحقق أهدافه ، ليس معنى هذا أن المجتمعات الأخرى لا يوجد بها خداع، بل ما أعنيه أن الخداع عند الآخر هو ضد الأخلاق وإن مورس ،وحين يباح الخداع يصبح هناك خلل في فهم الأخلاق.
السادس : رفض الرأي الآخر أو التعددية، والرأي الآخر هو رأي أو فكرة تخالف أو تثبت فشل فكرتك ، وما يحدث لدينا هو أن تحضر شخصاً آخر يؤمن بأفكارك، فتظن أنك تؤمن بالرأي الآخر، فيما الذي أحضرته ما هو إلا صدى لصوتك.
السابع : الظن بأن تفسيرنا للأمور لا يتغير بتغير الأزمان، أي كأن العدل لا يمكن أن ينمو أكثر فأكثر، مع أن العقل ينمو ومازال ينمو، فما كان عدلاً أو أخلاقياً في العصور الوسطى، كأن يضرب طبيب مريضه بمطرقة من خشب ليغمى عليه كي يخفف عنه الألم وهو يجري عملية، أصبحنا لا نراه أخلاقياً الآن لو قرر طبيب القيام بهذا (لا أتكلم هنا بالمطلق، بقدر ما أريد قوله علينا إعادة النقد ولا نأخذ كل شيء مسلماً به ، ولا نرفض كل شيء لأنه قديم).
ثمة مرض آخر وليس أخيراً، يحذر منه ديننا الحنيف، وهو تقديس الآباء (السلطة الأبوية)، مع أن القرآن الكريم يرفض هذا التقديس أو الركود لفكر الآباء .. (إنّا وجدنا آباءنا على أمة وإنّا على آثارهم مقتدون) "الزخرف 23" .
يبدو أن المقال خرج عن مساره الذي بدأت به عن الأفلام الهندية وما هي مواصفات العقل الذي يقبل بها، ولست أدري هل بقي مساحة لأكمل ما بدأته، بأن القياس على ما هو شاذ لا يقبل به العقل العلمي؟
كذلك لست أدري هل بقي مساحة من الصبر لدى الرقيب أم سيعيد المقال لمساره الطبيعي، فأكتب عن الأفلام الهندية والثمامة؟
يقول رئيس البوسنة علي عزت بيجوفيتش (رحمة الله عليه) في كتابه (هروبي إلى الحرية) بتصرف : (لا يمكن معالجة العقل المريض بالصمت، يجب الصراخ بأن المرض موجود) .[/align]
[align=center]للكاتب : صالح الطريقي [/align]