بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من يهمه الأمر
في عجالة سأكتب عن بعض ما لاحظته على نماذج من بعض الرؤساء وبعض المسئولين لعلي أوفق للصواب وهو أن كل موظف بل كل أنسان له مشاغله الخاصة التي لابد منها وكلنا يعرف ذلك لكن من الناس من هو مستكفي شئونه الشخصية وذلك لأنه غني وقادرعلى تأمين سائق وخدم أو يستخدم في شئونه الخاصة أحد سائقي الإدارة التي هو مديرها ومع ذلك فهو يخرج من عمله يومياً رغم أنه مستكفي إلا إنه ومع كل هذا لايعذر غيـره من( صغار الموظفين والعمال) لاحظوا صغار الموظفين والعمال بين قوسين لأن الواقع ان العقوبات والحسميات لاتطال غير صغار الموظفين والعمال لأن رواتبهم قليلة ولأنهم ضعيفون ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وهم واقعون تحت رئاسة وإدارة هذا المتسلط ومضطرين لقضاء حوائجهم بأنفسهم والغير قادرين على مايقدر عليه هذا الرئيس أو المدير من تأمين سائق ومن يخدمهم .
لكن وللأسف الشديد هذا النموذج من المديرين والمسئولين من يعمى أو يتعامى عن هذه الحقيقية أو يغيب عنه هذا الأمر بسبب الغنى وكثرة المال فيطغى ويتكبر ويتجبر على من دونه ممن تحت يده وينسى أو يتناسى أن هناك رب يمهل ولايهمل وأنه بالمرصاد فإذا كان ذا سلطان ورئاسة يقوم بالتعالي على الأخرين وكثرة توبيخهم والتجسس عليهم إما شخصياً أو يوكل عليهم من يتجسس ويتفقد وبشكل مستمر يومي أو شبه يومي ومعلوم أن كل أنسان له مشاغل خارج دائرته الحكومية تستلزم خروجه يومياً أو شبه يومي ...
فلو كان هذا الرئيس يسأل ويبحث عن الإنجاز بمعنى أن ينظر بميزان الإنجاز لا بميزان آخر فكم من موظف يجلس على كرسي العمل لكنه كالصخرة الصماء كما وضعتها وجدتها الأعمال متراكمة لديه على المكتب وفي الأدراج فإذا جاء هذا المسئول وجده جالس ووجد زميله غير موجود أزبد وأرعد أين فلان وهذا المسكين قد تكون له ظروف لكن لماذا لاينظر هذا المسئول عن الإنجاز هل هذا الجالس منتج أم أنه مجرد ( مخيول) كما يقال وجوده كعدمه بل إن بعض الموظفين عدمه خير من وجوده
وهنا ملحظ آخر وهو أن دوائر الحكومة ليست كلها سواء فهناك دائرة حكومية لايحتاج اليها المواطنون كثيراً فلا يلاحظ خروج موظف مثل غيرها من الدوائر التي يحتاج اليها المواطن بكثرة وبصفة دائمة كالبلديات أو إدارات الأحوال المدنية أو الجوازات وغيرها لكن ذكرت هذه الإدارات الثلاث على سبيل المثال لا الحصر ولأن مراجعوها كثير فيعتقد هذا المراجع أو ذاك لهذه الأسباب ظناً أن هذه صفة خاصة في موظفي البلديات أو الأحوال المدنية أو الجوازات أعني كثرة الخروج وهذا غير صحيح لكن كثرة احتياج المواطن لهذه الإدرات هو الذي أظهر تلك الصفة وميزها عن غيرها وقد يقوم بعض المديرين أو المسئولين أو حتى بعض المراجعين بتحريض ذاك الرئيس أو المدير المسئول على موظفي إدارته وقد يصغي لهؤلاء وهم أعداء ويريدون أن يوقعو بينه وبين موظفيه أو لهم مآرب شخصية أو أو ألخ .... لكن بالمقابل ينبغي أن يفكر هذا المسئول ويقلب الرأي الف مرة قبل اتخاذ أي قرار قد يندم عليه كما ينبغي لكبار المسئولين في الدولة أن ينتبهو لهــذه القضـية وأن ينتبهوا لمن تحتهم من الرؤساء الذين يقومون بالضغط على مرؤسيهم من عمال وصغار موظفين وأن ينصفوهم وأن يوجهو بما يكفل العدل للجميع ورفع الظلم وإفشاء روح التسامح وإعطاء الموظفين الثقة بأنفسهم حتى يكونوا أكثر إنتاجاً وعطاءاً و كما تقول العامة ( كثرة الطق بالوجه يعمي- واذا كثر الأمساس قل الإحساس) وإذا كان لابد من الظلـم فينبـغي العـدل فيه إذ أن الظلـم ظلم ( لكن ظلم الجميع عدل) بأن يتساوى في هذا الظلم الكبير والصغير الرئيس والمرؤوس الغني والفقير وهذا عدل في حقهم في الدنيا لكنه ظلم يعاقب عليه في الأخرة وما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء إلا شانه .
وفي رأي أن وضع الأمور في نصابها وعدم إدخال صلاحيات بعض الموظفين بشئون موظفين آخرين وذلك بأن يوكل لكل رئيس قسم شئون قسمه وموظفيه وعدم التداخل والتدخل في الصلاحيات
فما فائدة رئيس القسم إذا سحبنا منه صلاحياته وأوكلناها إلى غيره كشئون الموظفين أو الرئيس أو المدير
وهناك نماذج من الناس رحيم شفيق محبوب من الجميع يجدها فرصة سانحة له أن يقدم للناس فعل الخير ويعفوا ويلتمس الأعذار لمن تحت يده ويحب للناس ما يحب لنفسه وهذه صفة لايكمل أيمان العبد الا بها فهل نتعظ ونكون أكثر تسامحاً مع الناس وأن نكون ميسرين لامعسرين ومبشرين لامنفرين لكي يحبنا الله وعباده
وبناءاً على ماتقدم ونتيجة لسوء الفهم خصوصاً من قبل بعض الرؤساء الجدد والذين لايعرفون ولايريدون أن يعرفوا فن التعامل مع المرؤوسين
فأني أقترح أن تقوم وزارة الخدمة المدنية بوضع طريقة منضبطة وتعميمها على الجميع وأن لايترك الأمر لاجتهادات بعض المدراء كل يضع مايتصور بأنه صواب أو يتعنت ويظلم ويصدر التعميم تلو التعميم ويطلب من مرؤسيه التوقيع عليها بل أن يوضع نظام يكفل للجميع التوازن والأنضباط بدون تنطع وتكلف وتشدد أو تسيب فكلا طرفي قصد الأمور ذميم وقد قال عليه الصلاة والسلام ( هلك المتنطعون المتشددون) ومعلوم أن التشدد في كل أمر مذموم .
وأرى أن يكون الأستئذان على النحو التالي :-
إن خروج الموظف لحاجة من ساعة فما دون قد يكون يومي أو شبه يومي لذا لا أرى أنه لزاماً على الموظف أن يستأذن من رئيسه المباشر بل يكتفى بأن يخبر زميله للقيام بعمله وأن لايترك كل الموظفين المكتب خالياً واذا ما أخل موظفي هذا المكتب بهذا الأمر يتم محاسبة المقصر وهذا من وجهة نظر شخصية.
أما اذا كان الأستئذان ليوم كامل فأكثرفيلزم الأستئذان من رئيس الدائرة .
اما اذا كان جزء من اليوم وذلك بأن يكون وقع الموظف للحضور وأراد الخروج بدون عودة لباقي هذا اليوم فيلزم الأستئذان من رئيسه المباشر ليكون لديه علم ليتم تسجيل كلمة( مستأذن) مكان توقيع الأنصراف .
وبهذا تحل المشكلة ولا يكون هناك ظلم كما هو الحال الآن هناك متشددون يحسبون الدقائق وهناك العكس وهناك الظالم الذي يجعل الخمس دقائق يسميها غياب ويحسم على أساسها والجهات المعنية وهي وزارة الخدمة المدنية لاتعلم أو أنها تعلم عن هذا الظلم ولا تحرك ساكنا والمسكين الموظف والعامل الضعيف هو الذي يكتوي بنار هذا الظلم .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
إضاءة : لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.