[poem=font="Simplified Arabic,5,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ما حلا المسرى بعيد عن الأنذال = في ليلةٍ يطرب لها كل ساري
مسرى مع الفج الخلا عز وجلال = متشطرٍ ما خضت في عرض غاري
على خطاة مشومرٍ يقطع اللال = تدفن مداهيله هبوب الذواري
اجمع من البل عشر وتصير وبّال = واختر فحلها مع جنبها يباري
البل لها في مهجة القلب منزال = منايح القصار سفن الصحاري
مراجلِ يشقى بها كل رجال = افلاس بايعها نواميس شاري
يكفيك ابن هندي ومسلط وهذال = ومن شمر العاصي وبرغش وضاري
لقيت فالوحدة سكون وسعة بال = بعيد ما عندي من الهم طاري
ارجّع الذكرى على روس الاجذال = وارقد خلا بين الحجل والقماري
ما همني جمع المرابي للأموال = عزيز لو أمسيت جيعان عاري [/poem]
[align=center]خلف والوصف [/align]
يبدع خلف بن هذال في وصف البيئة الصحراوية كيف لا وهو ابن الصحراء البار !!
لم يدع خلف سفن الصحاري بعد أن ركب الشبح وسكن القصور !!
وهنا في هذه القصيدة يبيّن ابن هذال مدى تمسّكه بالإبل التي توفّر له جواً شبه معزول عمن حوله !!
[poem=font="Simplified Arabic,4,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ما حلا المسرى بعيد عن الأنذال = في ليلةٍ يطرب لها كل ساري[/poem]
في هذا البيت يؤكد لنا ابن هذال ما يتوارد على أي إنسان !!
فـ ( المسرى ) وحده كفيل بتناسي الهم وكما قال المسيّب بن علس :
[poem=font="Simplified Arabic,4,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وقد أتناسى الهم عن احتضاره = بناجٍ عليه الصيعرية مكدم [/poem]
والصيعرية صفة للناقة !!
ولم يكتفِ شاعرنا بهذا ( المسرى ) بل ربطه بالبعد عن الأنذال وهذا يوجد تساؤلاً !!
لماذا يربط الشاعر بين الابتعاد ( المسرى ) وثلة الأنذال ؟!!
يبدو أن الشاعر يحس بمن حوله على شيءٍ من صحة وصفه ( الأنذال ) !!
أو لنقل أن الشاعر ومهما بلغ يرى أن من حوله مجموعة من الأنذال يحاولون الوشاية به !!
وهذا ما أرق النابغة الذبياني حتى ألهم فن الاعتذار وقد قال فيه :
[poem=font="Simplified Arabic,4,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لئن كنت قد بلغت عني وشاية = لمبلغك الواشي أغش وأكذب[/poem]
ويزيد ابن هذال روعة البيت بأن هذه الليلة ليست كغيرها !!
فهي ليلة يتغنّى بها الرائح لأنها ليلة خالية من كل منغصات الحياة !!
يظل الشاعر يؤكد على مدخل القصيدة بمثل هذا التأكيد حيث يقول في البيت الثاني :
[poem=font="Simplified Arabic,4,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مسرى مع الفج الخلا عز وجلال = متشطرٍ ما خضت في عرض غاري[/poem]
ولكي يبرئ نفسه أو لنقل يوجد لنفسه عذر في اختيار هذا ( المسرى ) نجد أنه يؤكد على أنه ابتعد كي يكون بعيداً كل البعد عن ( القيل والقال ) !!
والشاعر هنا يؤكد باستدلال من القرآن الكريم والحديث الشريف !!
[poem=font="Simplified Arabic,4,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
على خطاة مشومرٍ يقطع اللال = تدفن مداهيله هبوب الذواري[/poem]
في هذا البيت نرى بداية القصة !!
ففي البيتين الأول والثاني نجد أن الشاعر كأنه يفكر بما سيقوم به !!
أما في هذا البيت فإن الشاعر يدخلنا معه لنبدأ مشوار قطع الفيافي والرمال !!
[poem=font="Simplified Arabic,4,orangered,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اجمع من البل عشر وتصير وبّال = واختر فحلها مع جنبها يباري[/poem]
يشرع الشاعر بالغرض الذي أراد فيه إيضاح حقيقة ( المسرى ) !!
ويبدو أن الشاعر تأخر عن ذكر الغرض ولا ملامة عليه إذ أنه يربط فيا بعد بين المسرى والإبل !!
ولتصور المشهد علينا أن نجعل ( المسرى ) بداية للذهاب إلى مكان الإبل !!
وعلينا ألا نغفل أن مقصد الشاعر في الإبل المملوكة لشخص ( الساري ) وليست لأي إبل !!
فكل شخص يستطيع الذهاب لأي إبل متى ما أحس بالضيق !!
لكن الشاعر هنا أراد التأكيد على امتلاك الإبل وإلا ما كان ليكتب القصيدة !!
للموضوع بقية
تحياتي للجميع
في 8/12/1424هـ