[c]
أهمية الاستعمال المحدود للمضادات الحيوية.........
إن استعمال جميع الأدوية يجب أن يكون محدودا و هذا ينطبق خاصة على المضادات للأسباب الآتية :
1) – التسمم و ردود الفعل : إن المضادات لا تقتل البكتريا فقط بل قد تسبب ضررا في الجسم إما عن طريق التسمم أو عن طريق ردود الفعل بسبب الحساسية
2) الإخلال في التوازن الطبيعي : ليست كل أنواع البكتيريا ضارة بالجسم فبعضها ضروري للجسم ليعمل على شكل طبيعي . فالمضادات تقتل البكتيريا المفيدة حين تقتل البكتيريا الضارة . و الأطفال الذين يتناولون المضادات قد تنشأ بعض الالتهابات الفطرية في أفواههم أو على بشرتهم و هذا ناتج عن قتل المضادات للبكتيريا اللازمة للدفاع ضد الفطر .ولأسباب متشابهة فالأشخاص الذين يستعملون الأمبسيلين و غيره من المضادات المتعددة الفعالية لبضعة أيام يمكن إصابتهم بالإسهال . فالمضادات تفتك بالبكتيريا اللازمة للهضم و بذا تخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء .
(3)- مقاومة المعالجة : إن أهم الأسباب التي تدعونا على الحد من استعمال المضادات فهو أنها إذا استعملت بكثرة و لمدة طويلة تصبح اقل فاعلية .و البكتيريا إذا هاجمها المضاد بنفسه عدة مرات تصبح قوية فلا تموت عند استعماله , و لكن تصبح مقاومة لذاك المضاد . و لهذا السبب فإن بعض الأمراض الخطرة , كالتيفوئيد , اصبح علاجها أكثر صعوبة مما كان عليه قبل بضعة سنوات . و في بعض الأماكن اصبح مرض التيفوئيد مقاوما للكلورامفينيكول ( مع أن هذا المضاد احسن المضادات ضد التيفوئيد ) و ذلك بسبب استعمال هذا المضاد بكثرة ضد التهابات خفيفة أخرى كان يمكن معالجتها بنوع آخر من المضادات الأقل قوة و التي يمكن أن تؤدي إلى النتيجة نفسها.
و قد أصبحت الأمراض الهامة في جميع أنحاء العالم أكثر مقاومة للمضادات و هذا يرجع على استعمال المضادات بكثرة للالتهابات الخفيفة . و إذا كنا نريد للمضادات أن تحافظ على أرواحنا فعلينا أن نحد من استعمالها إلى درجة كبيرة .
إن الالتهابات الخفيفة لا تحتاج الى مضاد لمعالجتها . فالتهابات البشرة البسيطة يمكن معالجتها بالماء و الصابون . و الالتهابات في الجهاز التنفسي بشرب السوائل و تناول الطعام الجيد و الراحة الكافية . و لا لزوم للمضادات لمعالجة الإسهال فقد يكون استعمالها مضرا . إن ما يلزم في هذه الحالة هو تناول الكثير من السوائل و إعطاء الطفل كمية كافية من الطعام حالما يستطيع لك .
[/c]