تستخدم الشركات المصنعة لأطعمة الاطفال وعصائر الفاكهة والمخللات والمربيات والمايونيز ومختلف الصلصات وكل ما يباع محفوظا في زجاجات واوان زجاجية مادة بلاستيكية يتم وضعها داخل اغطية هذه الزجاجات والاواني لإحكام إغلاقها وضمان حفظ محتوياتها صالحة للاستهلاك طيلة فترة صلاحيتها. ولم تكن طريقة التعليب هذه تثير اي قلق حتى تم خلال هذه السنة اكتشاف تسرب قدر بسيطة من مادة كيميائية مسببة للسرطان تدعى «سيمي-كاربوزايد» الى داخل الاطعمة. وتتكون هذه المادة خلال عملية التصنيع الحراري للمادة البلاستيكية التي توضع حول الغطاء لاحكام اغلاقه. وبالطبع يتم سنويا بيع الملايين من المعلبات المحفوظة داخل زجاجات، ولاسيما منها تلك التي تحتوي على اطعمة مخصصة للاطفال. ولذلك طلبت الهيئة الاوروبية لسلامة الاغذية من منتجي اطعمة الاطفال العثور على طريقة أخرى لاحكام اغلاق الاواني الزجاجية. وبدأت شركات تعليب الاطعمة سباقا مع الزمن يكلفها ملايين الدولارات استجابة لتلك التوجيهات التي يتعين عليها ان تنفذها خلال سنة. ومع ذلك يقول خبراء من الهيئة الاوروبية لمواصفات الاغذية انه ما من داع للقلق او التوقف عن شراء اطعمة الاطفال او زجاجات الصلصة والعصائر لان الاذى الذي يمكن ان يتعرض له المستهلك طفيف جدا. ولكن الحقيقة ان العلماء لا يعرفون بعد المخاطر التي يمكن ان تنجم عن استهلاك هذه المادة التي تتسرب الى الطعام. فالمعلومات عن تلك المادة الكيميائية لا تزال محدودة وقد بينت تجارب على الحيوانات ان آثارها المسرطنة خفيفة.
وايا تكن المخاطر طفيفة فانها موجودة. ومادة «سيمي-كاربوزايد» هي الثانية التي تثير القلق في الاطعمة بعد مادة اكريلاميد التي تم اكتشافها السنة الماضية في رقائق البطاطس وكافة الاطعمة التي يتم قليها. وقد دفع ذلك شركات تصنيع الاطعمة الى تغيير طريقة تصنيعها للطعام دون ان يعرف ما اذا كان ذلك ادى الى التخلص من تلك المادة. كما انه من غير المعروف درجة تأثير الحملة الاعلامية بشأن مخاطر تلك المادة على استهلاك الاطعمة التي تحتوي عليها ولا سيما ان معظمها من الاطعمة التي يستهلكها الاطفال. وبما ان هذه المادة تتكون لدى قلي الطعام، فانها تتكون ايضا في الطعام المعد منزليا. ومائدة رمضان هذه الايام تحتوي على الكثير من الاطعمة والحلويات المقلية. وكلما تم تخفيف حرارة الدهون المستخدمة في القلي وتقليل مدة القلي تم تقليل نسبة تلك المادة في الطعام
العرض العادي
