أنا والحاسب وهواك
لم أعد أحتمل العيش على هذا الحال البيت مليء بأجهزة الحاسب أسلاك وشاشات وأصوات وكاميرات تأكل وتشرب وأصابعك على لوحة المفاتيح أعطني ولو نصف الاهتمام الذي تعطيه لهذا الجهاز الغبي ثم انخرطت كالعادة في بكاء مرير نظر إليها الزوج بحزن عميق لكنه خاف أن تضيع الفكرة من رأسه فهو يريد أن يتجسس على أجهزة الحاسب المربوطة على الشبكة و هي فكرة جديدة كما يظن فقال على عجل آخر مرة يا حبيبتي ثم عاود العمل من جديد وفي اليوم التالي اشتكى الزوج لصديقه من جهل زوجته فهي لا تقدر عبقريته والمجهود الذي يبذله ليحقق السبق فرد عليه الصديق بلا مبالاة لم لا تعلمها استخدام الحاسب نفسه وخلها تساعدك بدل ما تخرب عملك وقف الزوج بذهول أمام هذه الفكرة يا إلهي كيف فاتت علي كل هذا الوقت عندما عاد الزوج إلى المنزل قام بإطفاء كل أجهزة الحاسب وجلس بجانب زوجته وهي بكامل زينتها وقال لها بنبرة عاطفية لم تعهدها الزوجة منذ زمن حبيبتي هل تتصورين أنني أفضل هذه الأجهزة عليك لا وألف لا فأنت كل شيء عندي ولكن يجب يا حبيبتي أن نتطور مثلا لماذا لا تتعلمين الحاسب هل تنتظرين حتى يأتي أبناؤنا ويضحكون علينا لأننا لا نعرف شيئا في الحاسب فكرت الزوجة في هذه الكلمات للحظات وردت بسرعة أنا موافقة هيا علمني الحاسب رد الزوج لا لا ليس لدي وقت آسف أقصد أنا لا أجيد التدريس فلماذا لا نبحث عن معهد حاسب يناسبك وما هي إلا أشهر وقد بدأت الزوجة تشارك زوجها الصراع مع أجهزة الحاسب بل بدأت الزوجة تبتكر أفكارا وحلولا وعندما يذهب الزوج إلى العمل تبقى منهمكة في العمل على هذه الأجهزة لتحقق السبق تلو الآخــر وفي أحد الأيام اتصلت الزوجة بزوجها في العمل وقالت له مبروك لقد استطعت أخيرا تشغيل ملف صوتي موجود على خادم الملفات من خلال جهازَيْ حاسب في نفس الوقت فرد الزوج بسعادة غامرة مبروك سوف نبدأ المرحلة الثانية فقالت الزوجة على فكرة لم أستطع تجهيز الغداء مر المطعم وأحضر الغداء معك وتتواصل الأيام وتزداد الزوجة حبا وانهماكا بالحاسب وفي أحد الأيام دخل الزوج وقد استشاط ووقف أمام زوجته وهي بشعرها المنكوش وكأنه مضلة فوقها وقصاصات الأوراق منثورة حولها وأسلاك الأجهزة مترابطة وهي منهمكة على الحاسب وقال كفاية كانت أسوأ فكرة مرت على حياتي يوم شجعتك على تعلم الحاسب لم نعد نأكل مثل الناس ملابسي عند المغسلة أنام وأنت على الحاسب وأستيقظ وأنت زي العفريت على الحاسب إن لم تتوقفي فسوف أدمر كل هذه الأجهزة التفتت الزوجة إلى زوجها ونظرت إليه ثم ابتسمت وقالت آخر مرة يا حبيبي ثم عاودت العمل على الحاسب وفي آخر مواجهه بينهما قالت الزوجة بصوت عال وهي منزعجة طلقني طلقني.
منقول