حكي في غابر الازمان .. وسالف الدهر والاوان
انه تصاحب حمامه ودجاجه ... ولكان بينهما من حسن العلاقه
ما قهر العدو البغيض .. وسر الصديق الموافي ..
وكانت الحمامه كثيره الاسفار ... عاشت في كثير من الامصار
فتجمعت لها خبره عريقه .. وعرفت اصناف الطيور . وراحت تقص
على الطيور من الاخبار والعبر .. ما فيه عبرة لمن اعتبر
قلت لها الدجاجه يوما
ايتها الحمامه الحكيمه صاحبة النباهه الفهيمه
حدثني عن اغرب طائر عشت معه وعرفتيه .. وسبرت خبره
في اسفارك الكثيره .. واحوالك الغريبه
فقالت من اغرب الطيور ... الطاؤوس صاحب الريش الملون
فأخباره عجيبه ... وحياته غريبه ... سرى ذكره بين الطيور
وصار حديثا تلوكه السنة الطيور في كل حين
كان يعيش اجواء الحروب .. وروح الصراع مع كثير من الطيور
حتى سئم منه اهله وجيرانه .. وكرهه احبابه واعز الناس اليه
قالت الدجاجه حدثني عنه اكثر ؟؟
قالت وهي تتنهد ...
الطأووس المنتفخ ... كثير الريش .. ضعيف الرقبه .. طويل
القدمين ... يأكل اكل الشره ... وينام على الوثير ... ويعانق
كل يوم انثي .. ويعيش معها اجواء الحب والغرام
صاحب الريش المنتفخ ... يصيح بأعلى صوته ... لكي يدل
الطيور عليه .. وهو مفلس البضاعه ... قليل الدرايه .. قد
رفعه زمانه .. وهو اهل الضعه والحطه ..
سكتت الحمامه ...
قالت الدجاجه
ياحكيمه الحمام حدثني عنه اكثر ..
قالت وهي تنظر الى السماء
ان تكلم فهو اعياء من باقل .. وان تصرف فهو احمق من هنبقه
وان عادي فمكر الثعلب .. وان ترصد فسم الحيه ..
اظفاره اخشن من الحديد .. وسمه يصل الى الوريد .. وعيونه
كأنها القديد ... وسفاده وصل الى الطريد ..
يترنح بين الطيور .. الكل يخافه ويهابه .. وليس له حظ ولا داريه
لقد اذي معاشر الطيور ... حتى نقموا منه وهاجرو ارضه وسماءه
ولما كثرة منه شكايه الناس عزمو على طرده
بعد كبر واسن ... وكثر لحمه وشحمه .. تجمعت عليه الطيور
ورمته بالحجاه حتى الموت .
وتلك عادة الله في اهل الطغيان ... يقتلهم الله بسمنتهم ...
ويأخذهم على غرتهم ... وان الايام والليالي فيها عبرة لمن اعتبر
وعظة لمن اتعظ