المح الوجد في عينيك ! فأسعد الله صباحك يا صديقي ولا تحزن ولا هم يحزنون ولا تيأس ولن ييأسوا،ودع القلق وأبدأ الحياة ، وطريق الألف ميل بيننا وبينه "شبر ميّه تكدب الغطاس" ومن ثم نبدأ بالخطوة المزعومة ! إني هنا لأسلم عليك وأحييك أولاً ثم أمازحك وأؤنسك وأستأنس بك، ورب صدفة قادتني إلى هنا خير من ألف ميعاد! نحن في مرحلة الانعطاف الذي طالما انتظرناها ، وأحدثك عني هنا وأقولها بالفم المليان أني أشعر بنشوة سعادة لا تسايرها نشوة ذاك المعدم المسكين الذي تجاوز الأربعين حولا بلا أنثى يضمها وتضمه فأدخلوه على بكر غنجا عليها من الطراوة ما لا يساويه لين إن قلت كالماء فقد أجحفت بعض حقها وإن قلت قطنية مسها الريح وفكك بعضها ما وصفتها بما يليق لها! إنها نشوة الذي سئم السير مع القطعان المنقادة خلف فحلها المنصاع لأمر الراعي ، إنها نشوة انتصاره حين تجاوز القطيع ونطح الراعي وهزم الفحل أبو ثغاء ! وقال الثغاء للجميع ، والمرعى للجميع ومن رغب منكم النوم عن المسير فليهنأ بأي ظل وارف يراه ، فلا شبك ولا حبس ولا عزل ولا عقاب ! إن هذا الانعطاف يا صديقي حدث على غفلة من بعض القطيع المسرع خلف من لا يرى الربيع ويزعم أنه يشم روائح السنين العجاف ، سقط من سقط وتعرى من تعرى وتزحلق آخرين متداركين السائرين إلى النعيم ! إننا في عام أرى في أفقه القريب وجوه تتسلخ وأقنعة تتمزق وأنياب تتساقط ورؤوس تداس بأقدام المشردين ، إني أرى في الأفق القريب هناك أفكار تموت وأساطير تنتحر وخرافات تتمزق ، إني أرى في أقصى الأفق هناااك بشائر أعلام من نور ترفرف شفافة لا تابعة ولا متبوعة ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ! إنها سنة الله في خلقة وما خلقنا إلاَّ لنتمايز بالعمل الجاد والعلم والتقوى .. لا بالنفاق والحيلة لا لتجيير المصالح من فئة تكدح إلى فئة تتعالى وتتكبر ! إنها سنة الله سبحانه وتعالى التي زيفوها وجعلوها شيئاً آخر غير الحقيقة حين قالوا: الفرق بالأعراق والأنساب والأموال! والصحيح بالعلم والعمل والتقوى ,,
ففي إسلامنا القادم لن ترى رجال دين مقدسين وفوق النقد ولن يقال الباطل من دونهم وهم فوقه، ولن تشاهد حليقي الشوارب الإمعات الذين ظلوا وأظلوا وأساءوا السبيل .. ووقتها سيكون مصيرنا بآرائنا وأفكارنا لا بعواطفنا ودموعنا ..