في حياتنا الدينية والدنيوية نعيش أنواع من التقديس سواء للفرد أو الجماعة أو جهة من الجهات أو التوجهات الفكرية .
ومثل هذه القدسية تعود على المقدس أو من يقدس بالضرر والحرج
أو بالغرور والتعالي ، أو بالضعف والتضييق
وبالمثال يتضح المقال
في المجال الديني نقدس بعض الجماعات الإسلامية أو نقدس بعض المشائخ ، أو الشباب الملتزم ، ويكون نقدهم في هذه الحالة نقد للدين ، والملاحظات عليهم ملاحظات على الدين ، والناقد لهم من أهل البدع أو العلمنة ، ويصنف من إعداء الدعوة إلى الله ، والمحارب لنشرها وتقدمها .
وتبرر الأخطاء لو كانت واضحة !!!
ويستغل إعداء الدعوة ذلك لصالحهم من باب أن العالم الفلاني والجماعة الفلانية وقع منها ما وقع. ولو كنا نعترف بالخطأ ونضعه في موضعه ، وننسبه لأهله من غير نقيص لم يبق لأعدائنا مجال ولا لهم أبواب يلجون منها . وايضا لم يتحرج من يقع منهم بالخطأ أن يصحح ويرجع . والأخطاء عندهم تقدر بقدرها دون ظلم واجحاف
وفي قصة شفاعة أسامة للسارقة ما يوضح أن الإسلام لا يقدس الأشخاص ، ويبين الخطأ مهما كان القائل ، مع حفظ مكانته ومنزلته .
وفي المجال الدنيوي يقع نوع من التقديس ، ويتضح هذا من أشخاص لا يمكن نقدهم ، ولا تغييرهم ، ولا مناقشتهم ، كونهم أهل خبرة ودراية ، وسنوات من الجهد والعمل ، حتى لو كان طوال هذه السنوات دون تجديد ولا تغيير ولا تطوير . ويتضح هذا في المدراء والمشرفين والمهندسين والأطباء والمعلميين والمناهج والبنوك والشركات وغيرهم .
ونتيجة هذا التقديس ، التأخر الواضح لدينا في جميع المجالات ، وأعطاء أنفسنا أكبر من واقعها ، وترك الاستعانة بالخبرات التي سبقتنا .
مع تحياتي للجميع