في يوم من أيام الصيف لعام 1427 في أحد مدارس البنات المستأجرة ..
وتحديدا في غرفة عتيقة متصدعة جدرانها .. كتب عليها لافتة باللون الأسود ( غرفة المعلمات ).
كان اليوم كئيبا . كعادة أيام عودة المعلمات .. التي تخلو من المرح والنشاط لا شيء سوي ..
الفصول الفارغة .. والرياح تطرق الأبواب المتهالكة بشدة فتصدر أصوات أقرب للبيت المسكون
بالأشباح .
كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف ..صباحا الهدوء يعم المكان
ومجموعة من المعلمات جلسن حول تلك المائدة المستديرة لتناول القهوة والشاي بصمت
دخلت أحد الإداريات وقالت بصوح مبحوح المديرة تريد أستاذه ( مها ).
قامت مها بتثاقل تجر أقدامها جرا وكأنها تساق للمقصلة .
تأخرت برهة ثم عادت وهي ناقمة وتحلف بالإيمان المغلظة أنه لا يستطيع أحد اجبارها
على شيء لا تريده
قالت لها زميلتها (هدى) .. ما الأمر ؟
قالت بصوت أشبه بالصراخ المديرة تريد أن تكلفني بالعمل الإرشادي بجانب نصابي من الحصص
وقد رفضت ..
كثر الهرج حول الموضوع وتعالت الأصوات كيف تجبر المعلمات على عمل إضافي دون أن تخفض نصاب
الحصص ..
كنت أرقب الوضع من بعيد ... ممسكه بقلم أخربش به على قصاصات من الورق ..
وأقول في نفسي الحمدلله أني بعيده عن ذلك فلن تفكر المديرة في ترشيحي لعدم وجود خبرة سابقة .
يتبع