قَالَ القَائِلُ:
وَرُبَّ قَبِيْحَةٍ مَا حَالَ بَينِي
وَبَيْنَ رُكُوْبِهَا إِلَّا الحَيَاءُ
فَكَانَ هُوَ الدَّوَاءَ لَهَا وَلَكِنْ
إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ فَلَا دَوَاءُ[1]
وَلِلَّهِ دَرُّ القَائِلِ:
يَعِيْشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَى بِخَيْرٍ
وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ
فَلَا وَاللَّهِ مَا فِيْ العَيْشِ خَيْرٌ
وَلَا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ
إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي
وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا تَشَاءُ[2]
يَبْقَى العُودُ غَضًّا طَرِيًّا مَا بَقِيَتِ القِشْرَةُ الخَضْرَاءُ، فَإِنْ سَقَطَتْ فَقَد آذَنَتْ حَيَاتُهُ بِالضُّمُورِ.
وَهَكَذَا النَّاسُ يَعِيْشُوْنَ فِي حَيَاةٍ وَسَعَادَةٍ، مَا دَامَ فِيْهِمْ خُلُقُ الحَيَاءِ؛ وَإِذَا فَقَدُوهُ فَقَدْ هَلَكُوْا، فَلَيْسَ فِيْهِمْ وَلَا فِي حَيَاتِهِمْ خَيْرٌ. فَلَا حَيَاةَ بِلَا حَيَاء.