غـربـاء في بيوتهـم..
فهم لا يعرفون منها سواء الأكل والنوم..
فالبعض منهم شغلتهم حطام الدنيا عن التلذذ بفلذات أكبادهم وقبل هذا متعة الجلوس مع زوجاتهم وتبادل أحاديث الحب والغرام..
فهم في لهث وراء المادة التي قد أفقدتهم صحتهم فهو يأكل الحبوب المتنوعة وكلها من تبعات هذا اللهث.( وقد رأيتهم ).
هم لا يشبعون ولا يُشبعون أولادهم..
فهم في تقتير على أبنائهم وأيديهم غير ندية مع المحتاجين من أقربائهم..
إن رأيتهم ظننت أنهم يعطون عطاء من لا يخشى الفقر بكلامهم.. ويناقض ذاك عندما يأتيك الابن أكثر من مرة ليطلب منك مصروف الفسحة بطريق ٍ غير مباشر..
فتذهل من ذلك.!! وتضع ألف علامة استفهام؟؟؟؟؟
إلى أن يحين الوقت وينكشف لك المستور ( طبعاً بطريق ٍ غير مباشر أيضا )
فلا تكاد تصدق ما يقال لك وتبقى في ذهول ٍ تام إلى أن تتحرى الصدق
( فأنا لا أستمع لطرف ٍ دون أن أسمع من الآخر أو أتأكد من صحة ما قيل لي من أشخاص أثق فيهم - وهذا هو شعار المسلم ألا يأخذ بكلام الناس إن حكوا له عن فلان ٍ من الناس -).
فهذا الشخص محروم في جميع أموره..
محروم من جلسته مع أولاده والسعادة معهم والذهاب بهم لقضاء حوائجهم أو إلى ما يطلبونه منه وهذا من حقهم.
ومحروم من ماله فلا هو أغنى نفسه وسكن أفضل سكن وركب آخر موديل وقبل هذا أظهر النعمة على أولاده.
صنفٌ آخر لا يعرف إلا الاستراحة والشباب..
فإذا ما طلب منه الأهل أو الزوجة شيئاً قال لهم ( بعد ما أطلع من الاستراحة - بعد ما أعود من الرحلة – بعد ما أشوف المباراة – بعد ما أرجع من السفر ).
وآخر تتصل فيه - أغلى ما يملك وأحبها إلى قلبه بعد أمه ( زوجته ) –
فيرد عليها بنفس ٍ شينه ( ماذا تريدون وبسرعة.!! )
وإذا ما اتصل أحد الشباب فالكلام والضحك من نصيبه.. فسبحان الله
أحد الشباب ممن أعرفهم إذا قلت له أين أنت يا فلان من زمان ما شفتك بالحي.
قال : في الاستراحة أغلب الوقت.!
قلت: وكيف؟ :
قال : الساعة 2 الظهر أكون موجود مع العصر إلا في بعض الأيام ثم المغرب أذهب الى أهلي وبعد صلاة العشاء أرجع للاستراحة.
قلت : طيب وأولادك.
قال : أسيرّ عليهم العصر قبل أروح لأهلي وأول العشاء ثم أرجع لأني أنا اللي أسوي العشاء غالباً للشباب (طبعاً الشباب أغلبهم متزوج).
قلت : كل يوم.!
قال : إيه والخميس هذي دوريه.
قلت : يعني ما كد تعشيت بالبيت.!!
قال : يكفي الغداء كل يوم والفطور في الخميس والجمعة.
( طبعاً هذا من يوم تزوج وهو كذا والحين عنده ثلاث أولاد )
يعني للحين شباب وبأول عمره.
يعني كانت زوجته من أول زواجها تطالع الجدران كل وقتها وأنا أعرف أنه لا يدعها تذهب إلى أهلها إلا يوم الخميس فقط.
إذاً :
أسألكم بالله.. هل هذا يُرضى الله ورسوله في التعامل مع الزوجة والأبناء.؟
هل فعلاً أصبحنا غرباء في بيوتنا.!!
يا أخي إذا أنا لست على قدر من المسؤولية فلا أتزوج وأدع البنت عند أهلها معززةً مكرمة.
أنا أطرح لكم من واقع حياتنا ومن مجتمعنا الذي أتعامل معه فأنا لا أطرح شيئاً من الخيال.بل هذا والله واقعنا المرير.
ألا يعلم أولئك أن في بيوتهم الراحة والسكن والمودة والرحمة.
هل يعلمون الكم الهائل التي تحمله المرأة من الحب والحنان لهم فهم قد تجاهلوه حتى أفسدوه عليهن فأصبحن بلا عاطفة ولا حب لهم إلا ما شاء الله فإذا ما أرادوه في المستقبل وجدوه قد تلاشى مع الزمن.!
والله إن فتاةً تقول : أتمنى يوماً أن أركب مع والدي فيذهب بي إلى المدرسة أو السوق أو إلى أي مكان.
فهل ترضون بذلك لأخواتكم أو بناتكم.!!!
أترك لكم المتصفح وفي قلبي حرقة وكلام كثير أتوقف عن البوح لكم فيه..
ومضــه /
بيت المـرأة مملكتها فـإياك إيـاك أن تهـدم هـذه الممـلكة ..!
فهــد
الثلاثاء 11/11/1431هـ