سلام الله عليكم والرحمة والبركات من المنان
قيل إن ولد نحوي، يتقعر في كلامه، فـ أعتل أبوه علة شديدة أشرف فيها على الموت؛ فاجتمع أولاده عليه، وقالوا له: ندعوا فلانًا أخانا؟
(يقصدون أخاهم النحوي)
قال: لا إن جاء قتلني !!
فقالوا: نحن نوصيه ألا يتكلم.
فدعوه؛ فلما دخل على أبيه، قال: ياأبت قل لاإله إلا الله تدخل الجنة، وتفوز من النار. ياأبت والله ماشغلني عنك إلا فلان؛ فإنه دعاني بالأمس؛ فأهرس وأعدس، واستبذج وسكبج، وطهبج وأفرج ودجج، وأبصل، وأمضر، ولوزج وافلوزج.
فصاح أبوه: أغمضوني !!!
فـ قد سبقَ أخوكم ملكَ الموتِ :
إلى قبض ِ روحي ..!
,
إن تمعنا في القصه السابقة والمذكورة أعلاه فهي سهلة وسلسة لكن من الصعب بها فهم مغزى الابن ..
لانه أستخدم مفردات ليست متداولة بين الناس مفردات كانت منذ فصحاء العرب وأندثرت منذُ زمن بعيد ..
,
من هنا
بمجالس النقاش والحوار
نجد البعض حينما يخاطب ممن حولهُ يتكلم بلغة ليست دارجة مابين الاخرين بالتالي يظل المعنى مبهم وليس واضحاً ..!
يقالُ "
خاطبِ الناسَ على قدر ِ عقولهم " ..!
فـ النقاشُ ليسَ أداة ً لـ استعراض ِ عضلاتِ الأقلام
وليست مجرد فرض رائي على الاخرين ..
وليست مجرد إعتماد مصطلحات غريبة والهدف منها الإحتقار والاستخفاف بالقارئ ..
وليست مجرد تصيد أخطاء عند إختلاف وجهات النظر
وليس مجرد الاطالة بالحوار لـ يُحيلهُ إلى " مِراء "
وهوَ أمرٌ محذورٌ ذكرهُ النبيّ عليهِ السلامُ بـ قولهِ :
"
أنا زعيمٌ بـ بيتٍ في ربض ِ الجنةِ
لـ منْ تركَ المراءَ وإن كانَ محقاً " ..!
والمراءُ هوَ استخراجُ غضبِ المجادل ِ والاستخفافِ به .
أو البعض منه يخرج تماماً عن صلب الحوار والموضوع بل يدخل بإمور ليست لها علاقة بالنقاش ...يكثر سطوراً وحروفاً والمعنى مبهم
((
جذب ولفت الانظار ليس الا ))
والمناقش الجيد بنظري هو من يجمع الفائدة بأسطر مختصرة وليست مجرد الاطالة وإن بحثنا عن المفيد بأسطره لانجد أي فائدة !
بل كل ماكان النقاش أقصر كان أسلم
فـ الإطالة دائماً تفتح أبواباً للجدل والاحتقانات مابين الطرفين ..
,
فما أجمل الحوار والنقاش
الهادئ
المختصر
المفيد
السلس
البسيط
ويظل اخيراً كل قلم يعكس أخلاق وفكر صاحب القلم