هلا بالغالي وأعتذر إن شوّهت الرقم المميز لقراء هذا الموضوع وردوده 77 /7
تبادر لذهني وأنا أقرأ هذا الخبر هذا المقال الرائع
لـ إبراهيم الناصري
ماذا سيقول الأمريكيون للسعوديين في شيكاغو؟
قبل عشر سنوات تقريباً عقدت لجنة مشتركة بين اليابان ودولة خليجية دورتها الاعتيادية في طوكيو، ولاحظ الطرف الياباني إمعان الوفد الخليجي في انتقاد ضعف الاستثمارات اليابانية المباشرة،فرد رئيس الوفد الياباني قائلاً إن معايير الحياة المدنية في البلد الخليجي لا تدعم تواجد المستثمرين اليابانيين. وطالب بتعزيز هذه المعايير قبل الحديث عن جذب الاستثمارات ( ومن الأمثلة التي ذكرها عدم ابتسام موظفي المطار في وجه الضيوف، وعدم وجود دورات مياه عامة في الشوارع!).
والآن تجري الاستعدادات لعقد منتدى (فرص الأعمال السعوديةالأمريكية) في مدينة شيكاغو سيلتقي خلاله وفد سعودي رفيع المستوى مع نظيره الأمريكي بغرض تسويق ما وصف بفرص استثمارية في المملكة تبلغ تريليون ريال. فماذا سيقول كل طرف للآخر؟.
سيسعى السعوديون، حسب ما ورد في الصحف، إلى طمأنة الأمريكيين بأن المملكة دولة مستقرة سياسياً وتتبنى إصلاحات اقتصادية جريئة ولديها خطط تنموية طموحة وإمكانات واعدة وتُعد مصدراً دولياً كبيراً للطاقة. أما الأمريكيون فربما سيستشهدون بتساؤل تشرشل في ذروة تساقط حمم الموت النازي على لندن أثناء الحرب العالمية الثانية: (كيف حال القضاء؟). وقد تكون أسئلة الأمريكيين أكثر تحديداً: (كم مدة الحصول على حكم قضائي نهائي في الرياض؟. هل الحكم النهائي نهائي فعلاً؟. هل تُنفذ الأحكام فور صدورها؟. هل تحكم محاكمكم على المدعى عليه الغائب؟، أم لا تزالون تطلبون من المدعي إحضار خصمه؟. هل صحيح أن محاكمكم لا تحكم بالتعويض عما فات من كسب؟، ولا تحكم ضد المماطل سوى بدفع أصل المبلغ حتى لو نجح بالتهرب والمماطلة عشر سنين؟، ولا تحكم بأي تعويض عقابي؟. هل يستطيع محامينا أن يتنبأ على نحو معقول بنتيجة الحكم؟. هل لا تزال لجنة الفصل في المنازعات المصرفية تطلب الإذن قبل النظر في أي قضية؟. ماذا لو أن الوسيط المحلي الذي اشترينا باسمه الأسهم بطريق عقود المبادلة أشهر إفلاسه؟. هل سيؤكد لنا مسؤولو وزارة التجارة والصناعة وهيئة السوق المالية الحاضرون في هذا المنتدى أن مصير أي شركة نستثمر فيها سوف لن يكون مثل مصير شركة بيشة؟). ستكون أجوبة الوفد السعودي دبلوماسية إلى درجة بعيدة. وسيتردد المستثمرون الأمريكيون الصغار والمتوسطون، أما الكبار فسيقتنصون فرصاً استثمارية ممتازة بالتحالف مع شركاء سعوديين أقوياء، بعد أن يضيفوا إلى الأرباح المتوقعة مخصصات عالية لمواجهة المخاطر القانونية. وفي النهاية سيدفع الاقتصاد السعودي فاتورة تلك المخصصات.لا تلوموا الأمريكيين على مثل هذه الأسئلة، فالمال عديل الروح.