كيف تقنع / ي أبنائك وبناتك حين يشهدون تصرفات خاطئة تصدر منك بأن لا يقعوا بما وقعت به أنت ؟
الأب في ملحق المنزل يجلس عند التلفاز وبجواره أبنه الذي لم يتجاوز الـ 13 عاما .. يتابع الأفلام ومشاهد إباحية أحيانا لا يأبه لوجود أبنه . وأحيانا يتناساه .. وقد ينتبه متأخرا فيخاطبه بحده :لا تنظر لمثل هذه المشاهد
يحزن الابن لأنه يعتقد أن والده ينظر له بأنه صغير وأنه في عمر لا يحق له أن يشاهد مثل هذه المشاهد....
والأب يفتح علبة السجائر ويشعل واحدة تلو الأخرى.. والابن يشاهده وهو يعتقد أن هذا هو دليل الرجولة ....
يوم ما يفتح الأب باب الملحق فينظر إلى ابنه ومعه علبة السجائر وفي فمه واحده و قد شرب منها ما شرب. وينظر إلى قناة ساقطة إباحية مثيرة للجنس!.
يجن جنون الأب يمسك بأبنه وهو منفعل ليضربه .. وهو يردد يا قليل الأدب ليه تشرب دخان
وليه تفتح هذي القنوات
الابن أنا رجل مثلك يبه و شـ الفرق بيننا يعني ؟
يسترجع الأب ويقف حائرا وشريط من الأخطاء التي ارتكبها أمام ولده يمر سريع بذاكرته...
*كيف يشرح لابنه انه كان يخطئ
حين كان يقطع إشارة المرور أو حين يكذب على جاره عدت مرات عن سبب تركة لصلاة الجماعة بالمسجد وحين يظلم زوجته بتصرفاته الأنانية ويقصر بواجباته وغيره الكثير من الأخطاء المعقولة و اللا معقول
كيف يقول له يا أبني أني كنت مخطأ فلا تتخذني قدوه لك بمثل هذه الأمور؟
تعبر الأم الشارع متجهه إلى مجمعا تجاريا قريب ومعها طفلتهاعليها.ـ 11 عاما كانت الأم ترتدي عباءة مخصره ضاقت حتى بان حدود جسمها .. وقد وضعت المساحيق وكأنها ذاهبة إلى اجتماع نسائي فقط ..
تدخل المجمع و تدور من محل إلى محل و في احد المحلات وقف البائع مع هذه السيدة وبدأ يملي عليها عبارات عذبة وكلمات غزلية وهي تنظر له بخجل و ترد عليه باستحياء ومضاف عليها الدلال والغنج والفتاة تنظر لرضا أمها وابتسامات ذاك الذئب وتبادلهم الابتسامات وهي تفهم ما يدور تماما .
تكبر الفتاة قليلا ويستدير جسمها وتبدأ ملامح الأنوثة تظهر عليها ... تدرك الأم أن عليها الحفاظ على أبنتها ويجب أن تشتري لها العباءة والنقاب وتأكد لها أن لا تنظر لقريناتها فأني أخاف عليك أخشى من فتنة الرجال بك أو ان تكوني ملفتة للنظر ومطمعا لأالذئاب البشرية
فتبادرها ابنتها القول :
أنت كذا يا أمي هل ستحرمينني من أن استمتع بحياتي وأعيش شبابي وابرز أنوثتي كما كنت تفعلين .؟
بما ذا عساها أن ترد تلك الأم المنكوبة ؟
هل يجدر بها الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته والإقلاع عن ما كانت عليه ؟
ولكن لا يكفي هذا بأن تقنع ابنتها بأن لا تتخذها قدوة .. فماذا تفعل ؟
أحداهن قالت لي:
في احد المرات وأنا عند خالتي التي كانت تكبرني بـ 3 اعوام وهي تحب عمل المقالب والاستخفاف بعقول الشباب .. كانت تفتح الجوال وترن على هذا وتضحك مع ذاك وأنا في ذاك الوقت اضحك على مقالبها وكلماتها الساخرة و أشاركها ببعض التعليقات.. كانت عندي أختي التي تصغرني بـ 5 سنوات تراقب وهي صامته. ..
مرت الأيام والسنين وتغيرت أنا وخالتي فأصبحنا أفضل حال مما كنا عليه و خالتي أصبحت متطوعة جدا.. أما أختي فتغيرت كثيرا حيث كنت ألاحظ عليها أن كل صديقاتها فتيات ذات علاقات مع شباب أو لهن تجارب .. فكنت انصحها واحاول إن أقنعها بأن هذا لأمر لن يفيدها إلا زيادة بالإثم
وبعد حين اكتشفت أن أختي مع إحدى صديقاتها تحادث أحداهم من خلال الماسنجر تضايقت كثيرا و حاولت أن أمنعها وأحافظ عليها
ولكن صدمتني بقولها ــ هيييييه أنتي لا تنسين نفسك وتذكري وشـ كن تسوين مع خالتي ..؟؟؟
هنا صدمت وعلمت أن السبب لما وصلت إليه هو إنا أوأن لي يد بهذا الأمر
فلو لم تشاهدني أشارك خالتي اللعب لما تشجعت للقيام به
فذهبت لها وجلست معها أناقشها وأحاورها واخبرها أني كنت اجهل الخطأ والصواب ولا اعلم ما الذنب الذي علي بما كنت افعل بحكم أني افتقد لتوجيه والرعاية حيث أننا يتيمتين .. ولكن أنت لا فأنا كنت وأحاول قدر المستطاع شرح الخطأ وما يعود عليه من سلبيات دينية ودنيويه
لذا ليس لك عذر حين ترتكبي الخطأ حيث أنك تدركين حجم الخطأ
فردت علي قائله أنتي عشتي شبابك و استمتعي بمراهقتك والآن جاء دوري فليس لك حق بمنعي
قلت لها .. لو كنا نمشي بطريق واحد وأنت بالمقدمة فمررني من حفرة مملوءة بالجمر الملتهب .. ولامسة راحة قدماك وأحرقتك
هل ستدعينني أمشي خلفك وأمر على نفس الحفرة وأطأ برجلي ذاك الجمر فيحرقنني وأنت صامته.؟
أو انك ستحذرينني منها وتقولين لي ابتعدي عنها يمينا أو يسارا فقد أحرقتني
قالت بل سأنبهك واحاول إبعادك عنها حتى لا تحرق قدماك
قلت وهذا ما فعله الآن اخيتي .. فهل تستمعين لي
صمتت قليلا وقالت أعتذر منك فقد كنت اعتبر نصحك لي أنانية منك وأنك تخشي أن يتكلموا الناس عنا فقط .
إذا بعد هذا السرد .. ما رأيكم أيها السادة
هل يمكننا أقناع أبنائنا وبناتنا ومن هم يعتبروننا قدوة لهم بأننا كنا على خطأ؟
اول مشاركة // سكون