بالأمس القريب كنت أتمتع بإجازة بأحدى دول المغرب العربي ،،، وشاهدت بعيني بعض الأطفال بالمسجد يصلون بكل خشوع ،،، فتأملت صلاة أحدهم ذات مره وأخذت استرق السمع ماذا يقول عند الركوع والسجود لأتأكد من لفظه ،،، لا تَكاد تُفرّقهم عن الكبار إلا بأجسادهم النحيلة وقصر قوامهم ..
وما دعاني لطرح هذا الموضوع هنا ،،، هو ما شاهدته ولامسته بمساجدنا ،،، فحدث بالأمس كنت أصلي بمسجد الحي ،،، وشاهدت أطفالاً قد خَطّت أشنابهم ،،، وهم يسرحون ويمرحون داخل المسجد ويطلقون أصواتاً وضجيجاً ،،، حتى إمام المسجد سهى أثناء الصلاة وعندما وصل الإمام لأخر ركعة بدأ سباق الماراثون لديهم ليدركوها ويكملوا ما تبقى لهم ،،، وأكملوا ما تبقى لهم (4) ركعات قبل أن أقضي أنا ركعة واحدة ..!!
وأكملوها يتسابقون فيما بينهم وبسرعة البرق ،،، حتى أنني لم أستطع أن أُميّز بين ركوعه وقيامه وسجوده ،،، فكان هذا الطفل العدّاء يأتي بها بحركة واحده وكأننا بسرك ..!!
وما أثار حفيظتي أكثر أن إمام المسجد لم يحرك ساكناً تجاه أفعالهم ولم ينطق بكلمة بعد الصلاة محذراً أهلهم بضرورة أن يعلمونهم إحترام وقدسية المساجد ..!!
كنت الاحظهم دوماً ،،، وأقول في نفسي لا بأس فهذا سيتعود على إرتياد المساجد وهو صغير ،،، حتى يُزرع بداخله التعود عليها وبالتالي التمسك بها والقيام بما أوجد لآجلة ..
وعندما تتفاجأ بالوقت الحاضر بتصرفات كثير من الناس ،،، وتحاول أن تكتشف كيفية قيامه بأفعال تُغضب الله وهو يصلي ويصوم ويقوم آخر الليل ،،، وقبل أن تسأل نفسك كيف له أن يجمع بين الصلاة والمنكر ويأتي بما حرمه الله ..!!
أليست الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ..!!
ستصعق حين تسمع جوابه ،،، بأن الصلاة أصبحت بالنسبة له عادة ،،، إن لم يقم بها يومياً يُحس أنه يومه ليس كاملاً ولكنها وليست عبادة ،،، فقد تربى عليها وعلى القيام بها دون إدراك لمعنى الصلاة السامي الذي وجدت من أجله ..