عندما فرغت ساره من تنظيف منزلها
وبعد أن أطمأنت على أطفالها الصغار الغارقين في نومهم
أخذت كوباً من الشاي وذهبت إلي غرفة الجلوس لتشاهد التلفاز كالعادة لتملأ فراغها وذلك بسبب غياب زوجها الدائم عن المنزل أخذت ساره تقلب في القنوات قناة تلو قناة إلي أن أستقرت على إحدى القنوات وكانت المفاجأة بإن القناة تجري لقاء مع ابن عمها الدكتور عبدالرحمن ...
رفعت من صوت التلفاز لتشاهد وتسمع مايحكيه ابن العم ,
أخذت ساره تتأمل ابن عمها من خلال الشاشة كيف كان وكيف أصبح ..
ومابين متابعتها وتأملها سرحت بفكرها إلي الماضي
إلي ذلك الزمان عندما كانت صبية في التاسعة من عمرها
عندما كانت تقضي أغلب وقتها بصحبة عبدالرحمن المقرّب إليها أكثر من أي شخص آخر بالعائلة ..
تذكرت لعبها ومزاحها معه
تذكرت شقاوته معها
وكيف كان يحب مجالستها
تذكرت تلك القبلة التي طبعها على جبينها
وأتبعها بقوله ( أنا أحبك ياساره ) ...
وما أن تذكرت كلماته البريئة عندما قال :
(إذا كبرنا سوف أطلب من أبيك أن يزوجنا
ونعيش أنا وأنتي في منزل واحد ),,
حتى نزلت دمعتها من عينها ...
وأقفلت التلفاز وذهبت لتنام ,,,,
........
لم يقف القدر بصف ساره
لتحضى بالزوج الذي أحبها وأحبته منذ صغرها
فقد كان حكم أبيها وقراره بزواجها من غيره
هو المدمر لتلك الأحلام
التي لطالما حلمت بها ساره ,,,
ياتُرى كم يوجد بمثل حال ساره في مجتمعنا ؟؟؟