هو بأبســطِ عبــــارة :
ســــؤالٌ طرحــــته على مــن كــــان حاضــــراً في المجلــــس ..!؟
وقد كان يضمُّ عدداً من طلبة العلم - فيهم قضاة ، وفيهم معيدين ومدرسين
في الجامعات - وأقلهم ممن هو على وشك إتمام دراسته العليا !؟
وكان النقاشُ يدورُ على ما يكونُ في القنوات الفضائية اليوم ، وماتطرحه من غثٍ وسمين !!
فقلتُ لهم ما رأيكم بإنشاء سينما -بشروطٍ- إسلامية ، كالتي نراها ونسمعُ عنها في هوليوود مثلاً !؟
( ولا أقصدُ السينما التي طار بذكرها - كل غبي وزنيم - إنما الذي أقصده هو مؤسسة عالمية للإنتاج الإسلامي ...)
فانتفش القوم ، ورأيتُ حماليق أعيُنِ -بعضهم- تدورُ ، كالذي يُغشى عليه من الموت ؟!
وأخذوا يستهزؤن -على ما قلتُ- ، ويضحكون بسخرية لاذعة ، بل وتنحى الحديث ليصبح مضحكاً بعد أن تخيلوها -كيف ستصبح- بطرق غريبة !!
وكان الرشيدُ فيهم صامتاً ، ينتظرُ : أن أكمل .!
فقلتُ لماذا لا يكون لنا نافذةُ للعالم ، نطرح من خلالها أفكارنا ، وثقافاتنا ..
بل تاريخنا الذي أًصبح اليوم حبيس الكتب والأدراج ، ولا يطلعُ عليه إلا من كان متعلماً ذو همةٍ
ونهم ..!!
-واسترسلتُ قائلاً : هؤلاء الذي يطرحون علينا هذه الأفلام التي تمطرنا ليلَ نهار ،
والتي تحوي بين جنباتها من الثقافات المنحلة ، مالله به عليم !!
ثقافة التمرد على الأسرة ، والنظام ، وثقافة القتل والعنف والسرقة والزنا...
وثقافة الإنهزام بكل معاييره !؟ ، والتي مُنعت في بعض الدول المتقدمة : كفرنسا والصين غيرها !!
لقد بعثوا تاريخهم الأسود من مرقده ، وجعلوه في إطار هذه اللغة التي أصبحنا نتكلم
ببعض كلماتها -من شدة التأثر - ونحن لا نعلم !!
بل منذو متى أًصبح لهم تاريخ حتى يخرجوه للعالم بهذا الجمال والنزاهه !!
إن تاريخهم لا يعدو عن شخصياتٍ تميزت بكل ما هو منحلٌ وفظيع !!
وهذه الشخصيات باللفظ الدارج هم مجموعة من ( النصابين ، والحراميه ، وقُطَّاعِ الطُرق ، والقتله ......الخ)
فعجباً للأجانب شرقيهم وغربيهم ، إن وجدوا في تاريخهم قصة أو قولاً أو حادثة
تنهضُ بجيلهم ، وتثبتُ في نفوس النشئ روحاً ، وتربطهم بأمتهم وذاتيتهم ، صححوها
وإن لم يروا إلا مرجعاً واحداً من مراجعهم ، بل قد يختلقون أحداثاً ، وينسجون قصصاً
يلصقونها برجالاتهم لما في ذلك من مصلحةٍ للجيل وفائدةً للنشئ ، وخير الأمة ، وعجباً
لنا ما بالنا ؟!
مراجعنا مليئةً بالصفحات المشرقة والبيضاء ، لشخصياتٍ عرفها الغرب والشرق ..!!
بل أصبحوا اليوم يميلونُ إلى تمثيل بعض شخصياتنا ، لما وجدوه فيها مما كانوا
ينشدونه في رجالاتهم ، وأصبح بعضهم على إطلاعٍ أكثر منا ، لهذا التاريخ ؟!
إنه التاريخ الأنسب للعالم ، ولابد أن نظهره ؟!
إنه التاريخ الذي يُدين له كل العالم أجمع ، لما ترك له من مُقَدَّراتٍ وأكتشافاتٍ ونظرياتٍ
وعلوم !؟
إني وإن كان -الإسلاميين- قد أتخذوا موقفاً -مغايراً- من الدراما السورية ، وما قامت به
من دورٍ في إظهار ما استطاعت إظهاره ، -وإن كان ذلك لغرض ماديٍ أو مقصدٍ قومي ، وإن تجاوزا أو زادوا فيه - إلا أني أشكرها كل الشكر على ما قامت به من عمل ، ويكفي في ذلك ما أظهرته
للعامةٍ والسواد الأعظم من الناس ؟؟
ثمَّ قُلتُ : ولقد شاهدتُ هذا الفيلم الذي أنتجته مؤسسةٌ غربية ، عن القائد صلاح الدين الأيوبي ، ( فرفع البعضُ عقيرته ، وقام يستعيذُ بالله ويستغفر ، منهم من فعلها -بقصد- المزاح والآخر كان جاداً !!)
وقطعوا ما أردتُ التعليق عليه ، وضاع ما كنتُ أرتبه من أفكار -أدراج الرياح- ، ومنهم من وافقني على ما قلتُ ، والآخر قام وأستأذن
بالرحيل والمغادرة ، وتركني مذهولاً ، مدهوشاً ، واجماً ، وحيداً في زاوية ذاك المجلس ..
ولا أعلم وهو الذي جعل هذا التساؤل -يدور في مخيلتي- إلى هذه اللحظة ، هل ما قُلتُه سوف يجعلُ البعضُ يتخذُ مني موقفاً مغايراً ..
أوموقفاً صحيحاً .. الله أعلم .
-على كل حال : أستروا ما واجهتم ، واكتموا ما قرأتم ، واعتبروا بمن ساق عليكم..
فربما هو ( ا ل خ ل ا ص ) ..
:
.
.. محبكم ..
26/8/1430هـ
الساعة 2 صباحاً
في -مكتبي-