قبل هذه السنوات سوف أحال أنا على التقاعد من عملي , فإدارة الصحة والتعليم والأمانة ومؤسسة النقد وغيرها ؛ سيكونون غير المتنصبين اليوم , وسيذكرون حديثي هذا , فهم لم يقدموا شيئًا يعتدّ به , لسبب وجيه , وهو أنهم جاءوا إلى المناصب من نافذة أنهم من ذوي العلاقات , وليسوا من ذوي الكفايات , ونصف المئة خمسون , والمدير العام كما الذي على رأسه بطحاء يحسس عليها , فكأنه يود لو يخترع قرارًا ثم ينفذه بنفسه , ليوهم من فوقه أنه أهل لإدارة القطاع الذي تحت يده ! !
هنا – وهنا فحسب – يكمن في أن المدير العام ليس إلا آلة تحركها القرارات , أما رأيه الشخصي وقراره المنبثق عن رؤية مطلعة فلا ينظر إليه , إذ سيحاسب حسابًا عسيرًا من قبل اللجان الموكلة في كل قسم , والعيون اليوم لا ترحم , فالمدير العام اليوم كما المنظر الجميل في مجلس بيت أحدنا , يُرهب لكنه لا يطبق ! !
بريدة مدينة مثلها مثل أي مدينة أخرى , لكنها تختلف عن باقي المدن , إنها تضوع بالنفاق الاجتماعي , فحسب المسئول أن يعشّمك في أمرك , لكنه لا يستطيع أن يبت فيه وهو أعزل من الحصانة الوظيفية , فيوهمك بالوعد , ثم يختلق العراقيل , فلا تلبث كثيرًا حتى تعلم أنك أمام خائف من أن يقتلع من منصبه كما النخلة ! !
بريدة مدينة مداهنة , وأهلها مداهنون , وفيهم نفاق اجتماعي رهيب , فلا يُطلعونك على الأمر منذ الوهلة الأولى , وإنما يعشقون أن يجرجروك في حساب الأيام تبعًا لمواعيد المدير العام , بيمنا هو ينظر إلى مصلحة نفسه قبلك وقبل أي شيء , وكأنه راقد في المنصب كما أبي الهول في مصر ! !
أغتصبت بريدة من أبي آل عليان , واليوم تغتصب من أهلها , فلا عجب أن نرى أهلها المتـنصبين أن يخافوا من أهلها المطالبين بالعدل والمساواة !
المدير العام اليوم ضعيف كما ضعف الموظف الناسخ , فلا تتعشوا فيه خيرًا ! !