عليكم ســلام الله ,, ورحمته وبركاته ,,
(مقال استشاري
)
بعدما استقر وضعي في مكانه على الكرسي،، امتدتْ يدي اليُمنى نحو السكّين، ويدي اليُسرى نحو الشكل الهندسي الحُر (الباذنجان) لأستبيح حياته فوق مسرح التقطيع،، فأُكوّن من جسده حلقات منقوشة بالبياض، ومفروشة باللون اللّيلكي ،،!
وهل أشهى من صينة دافئة في ليلة شتوية؟
وبينما أنا كذلك,, إذ دُلف الباب الخارجي،، ثم الباب الداخلي،، فكان القادم نخلة المنزل،، أبي الكريم.. صاحب العشق النخلي،، وتمرهُ السكّري،،,
وحالما اتخذ مكانه بعد السلام.. لم أؤجل سؤالي الغاشم أمام عينيه،، سؤال لم يترك أبي بمنأى عن غيظي المبتدأ مولوداً...
أنا: يبه أنت ماكل كراث.. صح؟
أبي: إيه ماكلين مع العشاء.. توني جاي من أخوياي ،،
أنا: أهاااا،، طيب استأذنت من أمي قبل لاتاكل؟
أبي: هههههه,, تعالي يا أم أحمد اسمعي وش تقول بنتك هههههه
أنا: ![29 3 10[1]](images/smilies/29_3_10[1].gif)
أبي: تقول أنت مستأذن من أمي ههههه
أنا: ![29 1 16[1]](images/smilies/29_1_16[1].gif)
أبي: هههههه ياحليلها !
لم أتوقع أن يكون أبي رجلاً مثلثاً في هذا الموضوع الهام لديّ،، وهل تتحقق نظرية قلة إلتقاء نقاط وجهات النظر بين الرجل والمرأة،،؟
انتهيتُ من تشريح الباذنجان،، وبدأتُ بـ تشريح قهقهات أبي،، فقلتُ متأبطةً أفكاري
:
_ مسكينة الحرمة،، إذا ودها تاكل كراث مع قريباتها أو صحباتها لازم تتصل على زوجها..
تستأذن من تتقاسم معه هواء المنزل والفراش،، مُتلقدة وصية أم أمامة بنت الحارث بأن لاتنغص على زوجها المنام..[وتنغيص النوم مغضبة]
تفعل ذلك ليس من شرع استوجبها،، بل من احترام وحشيمة تستخدمها,, بينما س من الرِّجال،، طاووس يستعبد أخلاق زوجته!..تلك المحارة التي لايستطيع فتحها واستخراج اللؤلؤ من داخلها إلا بعد موتها،،! 
هذا الحوار الذي فرش بساطه بيني وبين أبي،، جعلني أُفكّر بمستقبل قدّ يحتويني،، وإن كان شبيه بهذه الليلة القاتمة على أمي, إن لم تستدرك نفسها، فتأكل ماتيسر لها من الأسلاك الخضراء،،
أُمي تتقبل هذا الحل,, ولكن ماحال من يعتبر مثل هذا الحل مُستحيلاً
الشئ الوحيد الذي استفاد منهُ شقيقاتي من خلال اشمئزازي لهذه الرائحة،، هو: دعواتهن لي الاقتران بزوج يستلذ هذا النوع من الطعام ،،!
وإني لاأتمنى أن تحزنوا كـ حُزني إن قلتُ لكم أن الله استجاب دعوات تلك الماكرات،
فبعدما اختارني زوج المستقبل،، وأعلنتُ المُوافقة المبدئيّة،، انفجرتْ إجابتهُ على مسامعي،، حينما قال لي: لايوجد عداوة بيني وبين الكراث،، وأرغبُ تناوله في أوقات متفاوتة!!!!

يا لِبؤس حظك أيتها النجديّة!،، ويا لِـ تردّدك المُتناوب حول إقدامك أو رجوعك،،!!..فهل يقتصر الحديد على نبات الكراث وفقط؟،، ولايكون اللون الأخضر جميلاً إلا به؟ أين الجرجير،، الخس،، البقدونس،، ألا يؤدون نفس الغرض،، بدون خسائر أنفيّة روائحيّة؟
السؤال الحزين يقول: هل أواصل الطريق الذي قد ينحني بنا أحياناً،،
أم أنزل من أول درجة في السلم المُتعب؟
وإن كان الإتفاق يأتي بـ حل مُرضي,, كيف يكون آمناً حتى أخر يوم في حياتنا؟
- يعني هل أوافق واتزوجه وأبلش بعمري،، وممكن هو يتعب من اشمئزازي لما ياكل كراث،، أو أرفض،، وكل واحد بيلاقي نصيبه
أو نكتب اتفاق بالعقد
!!
*الرجاء عدم الاستهانة بهذا العارض الذي استوقفني لأخذ الاستشارة،،
فمن المستحيل توحيد أولويات الشخصيّة بين البشر،،
الشكر الجزيل لكل من حضر ,’,