في مُعتــرك الحيـــاة , وعنفوان الأيام , وأبهة الأرواح , وبين عروش الخُيــلاء
اصبحنا نسترق السمع إليها بعد أن كنّا مُبللين بها , بل مُغرقــين !
تاهت في غياهب الأجساد واعماق الأفواه والألسن , فجفّت بحــورها و لم نعد نستشعر خرير أنهارها ..!
حقيقة افتقدها .. وكم اشعر بفراغ الكون منها الا قليل .. ( الكلمــة الطيبة )
فهذا يشمئز وهذا يصرخ وذاك يشتم بكل انواع الفظاظه ,
هذه تلعن وهذه تغتاب وتلك تمارس ابشع صور البهتان وتمزيق لحوم البشر بأنيابها
حاولت استرجاع ماتبقّى في اقصى الذاكرة , من سنين خلت , وذكرى طفلة لم تتجاوز الـ 6 سنوات ..
فتوشحت مُخيلتي بصورة النسوة التي لا تفارق اثغارهن الكلمة الطيبة والابتسامة النقيّة وشيئاً من العطف والدفء والحنّية
بل شلالات مشاعر وليست مجرد شيء
ارتسمت امامي ابتسامات الرجال في الطرقات وتحاياهم وسلامهم الحار لبعضهم , اهتمامهم الرقيق ببعضهم
حروفهم المُتلهفة للإطمئنان على والدي حينما انهكه التعب وتغيّب عن المسجد فأصبح يؤدي فريضة الصلاة في المنزل عدة ايام !
اشعر بأن كُل هذا ينقرض شيئاً فشيئاً , حتى اصبح الخوف من انعدامه يراودني كل لحظة و يتفنن في استدراجي بين متاهاته !
لاحظت البون الشاسع بين تلك السنين الماضية
وبين القحط الذي نعيشه حالياً
تذكروا دائماً يا اخوه قوله تعالى :
قال تعالى: (( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))
وقولة : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(24)تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(25)وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ)
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: (( لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات والناس نيام))
دامت صباحاتكم بإبتسامة , وكلمة طيبة