فجيعة .. وما زالت الكوارث تترى .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. لقد مُنِيَ العالمُ اليوم بحدث مفجع .. حدثٌ سيتربّع على مساحة كبرى لاهتمامات الرأي العالمي .. وبفضله سينشغل العالم عن مسألة الانتخابات الأمريكية - اللي محصّلة بعضها - وعن مشاكل الغرب الاقتصادية - والتي سيحلّها لهم حكام العرب من كيسهم الخاص وليس من مال الشعب – لينشغل العالم على إثْرها بمعضلةٍ لا حلّ لها ..
أحسن الله عزائكم يا أطفال العالم .. وجبر مصابكم .. فقد رزيتم بأعظم رزية .. وأصبحتم يتامى – أو أخسّ شوي - فلن تكتحل عيونكم بـ"ميكي ماوس" ولن تشنف أسماعكم بصوته الجميل ..
بكل أسف وحزن وأسى وكل شئ .. أسوق إليكم هذا النبأ الفضيع .. وأقول : لقد وقع ماكنا نخشاه .. وحذّر منه عقلاؤنا الأحرار .. لقد اغتالت يد الغدر "ميكي ماوس" وهو يقود سيّارته "السبور" وبجاوره صديق دربه بندق .. بينما كان في طريقه إلى حفلة سمر كان سيقضيها مع عشيقته "ميمي" .. !!! ..
وقد تضاربت الأنباء في تفاصيل مقتله .. فثمّة شائعات تقول أن اغتياله من قناص "مطوّع" قد اختبأ خلف ركام أحدِ الأبنية .. كان له بالرّصَد .. وهو يحمل بإحدى يديه بندقية وفي الأخرى فتوى لشيخ ارهابي وهابي أفتى بقتله .. وكان كلما المَّ به الفتور واعتراه التردّد والوهنُ .. نظر في هذه الفتوى فشدّت من عزيمتِهِ وزادت من إصرارِه .. يبتغي بذلك وجه الله تعالى .. فصوَّب بندقيته إلى صدر ميكي ماوس - رحمه الله رحمة الأبرار - ثم ضغط الزناد بوحشية .. لتخترق الرصاصة صدر فقيد العالم لتخرج مباشرة من الجانب الآخر واستمرت منطلقة .. بذات الاندفاع والقوة .. حتى خرجت من شاشة تلفاز باناسونيك لصبيّ كان يشاهد ذلك الفلم المنحوس .. مما أفزع الصبي الذي أوقعه حظّه العاثر في اتجاه الرصاصة .. فاندفع في بكاء هستيري .. !! ..
أنباء أخرى تشير إلى أن القاتل المجرم لم يكن مختبئا خلف ركام مبني كما يشاع .. لكنه مختبئ في منزله .. متكئا على أريكته .. وحيدا .. يترقب اللحظة الحاسمة .. وساعة مشاهدته لفقيد العالم اعتدل و تحَفّزَ وصوّب بندقيته إلى صدر ضحيته ثم وضع اصبعه على الزناد وقد أغمض إحدى عينيه وأمعن النظر بالأخرى لِيُسدد رميته بدقة .. ثم تمتم : " لبيك يا شيخنا .. وإلى الجحيم أيه الفأر " .. بووممممم .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
كلاً من الروايتين لهما ما يؤيدهما .. ومن الصعوبة بمكان تأييد احديهما على الأخرى .. ولكن ما هو مستيقن .. أن الرصاصة اخترقت شاشة أحد المتفرجين ساعتئذ .. بينما ذُهل ملايين الأطفال في العالم لهذهِ الحادِثةِ التي قُدّر لها أن تكون مباشرة على الهواء الطلق .. المصحوب بزخّات من المطر على مدينة الرياض وما جاورها .. في جو غائم إلى غائم جزئي ..
لقد حذّر المصلحون الليبراليون الأحرار من مغبّة تلك الفتوى من قبل .. لأنهم استشرفوا المستقبل الباهت من خلالها .. بأبصارهم الثاقبة .. وعقولهم الوافرة .. ولكن ماينفع الصوت إن فات الفوت .. وأصبح العالم يُقَلّب يدي الحسرة على قتل الطفولة البريئة ..
وقد صدر بيان من منظّمة الليبراليين الأحرار إثر هذه الكارثة .. يندد هذه الجريمة النكراء .. وقد ورد فيه :
" باسم الطفولة .. باسم البراءة .. وباسم الحرية .. نرفع معاشر الليبراليين الأحرار إلى العالم أجمع أحرّ آيات العزاء .. وأسمى معاني المواساة والوفاء .. لاغتيال "ميكي ماوس" الأبيّ .. شهيد الطفولة النقية البريئة .. وندين ونشجب هذا العمل الإجرامي .. الذي لا يقارن بمقتل آلاف الأطفال في فلسطين والعراق وما شابه .. فمصائب أولئك الأطفال على أنفسهم فقط وقد ارتاحوا من بؤس هذه الحياة وشقائها .. أما شهيدنا فإن موته كارثة على أطفال العالم أجمع .. وإننا إذ ندين هذه الجريمة ومرتكبها والمحرّض عليها .. فإننا نهيب بمصانع التلفزيونات في العالم أن يضعوا على كل تلفاز سياجا حديديا أو حاجزا اسمنتيا تلافيا لحدوث مثل هذه الجرائم مستقبلا عندما يركب عفريت رأس مجرم لا يرقب في أبطال أفلام الكرتون إلاّ ولا ذمّة .. اللهم ارحم فقيدنا .. وتقبّله شهيدا .. وأحسن عزاء ميمي وبندق .. واخلف عليهما بخلف صالح .. وإنا لله وإليه راجعون .. "
على مثلك يا"ميكي ماوس" فلتبكي البواكي .. وتنوح على مثلك الثواكل .. فلن تنجب "والت ديزني" مثلك ..
وحُقّ لكل حر أن يرفع عقيرته :
واااميكي ماوسااااااااااااااااه .. وافأرااااااااااااااااااااااه