[align=center]أصابتني حالة تيه طويلة وأنا أقرأ تعريف الموسوعة الحرة في " ويكيبيديا" للخيانة العظمى بأنها"عدم الولاء للدولة والعمل ضد مصالحها" كونها من الجرائم الغير مشمولة بالعفو والموجبة لحكم الإعدام واجب النفاذ والغير خاضع للاستئناف!!
مرجع هذه الحالة المستعصية والمتآلفة مع العبد لله،أن الجميع اليوم يرون ويسمعون ويقرأون ويعايشون أعداداً لا حصر لها من الخونة ،ناقصي /فاقدي الولاء للدولة ،العاملين ضد مصالحها والمتاجرين بأرزاق الشعوب،المقننين للفساد ،والمتواطئين مع لصوص المال العام والخاص والمطوّعين الدولة بجلالة قدرها،وثقل قدراتها لخدمة أهداف ذاتية ومطامع شخصية،والموطدين دعائم العبث العلني بكل قيم النظام والقرارات ،وتجاهل صريح التوجيهات سامية وغير سامية!!
أيها العقلاء إن بقي منكم مثقال ذرة من قدرة على التأمل،وأيها الحكماء والمنصفون ألا تتفقون مع مبادئ القانون العام والخاص بأنه متى ثبتت التهمة ،وتم التعرف على المتهم وجب تقديمه للمحاكمة،وتوجيه الاتهام ومن ثم إصدار الحكم بحقه ؟
إذاً بما أن معظم الشعوب بحمد الله تعرف خونتها،وكل الأدلة المادية الملموسة تضمن شرعية وقانونية محاسبتهم،فلماذا لا تتحرك القوى الاجتماعية والأحزاب والمنظمات والهيئات،لتقديم الدعاوى اللازمة لمحاكمة عادلة للنيل من الخونة؟
ألا تظنون أن دولاً عربية "وإسلامية" كثيرة يمكن أن تفقد زعماء ووزراء ،ناهيك عن بطانتهم خلف القضبان ،أو على أعمدة المشانق،ومن ثم تكون مفسدة عظيمة حين يبقى الشعب دون حاكم ولا حكومة لأنه لا صالح لمنصب كهذا إلاهم!! وبما أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح،وسداً لذريعة الفوضى الغير خلاقة،اقنعوا بـ"الفوضى "الكوندولوزية" واحذروا من محاكمة الخونة وإن خانوا مصالح البلد ،فالرواة الخونة مرروا آثاراً تتنافى مع مقام ما جاء به المصطفى عليه السلام من احترام الإنسان والإعلاء من قيمته مثل قولهم "أربعين ليلة مع حاكم جائر ولا ليلة دون حاكم" وقولهم "أطع حاكمك وإن جلد ظهرك وأخذ مالك"!!
أسألكم بما تقدسون هل يعقل أن يقول من جاء لإخراج العباد من عبادتهم لبعضهم إلى عبادة رب العباد،ومن جاهد لرفع الجور وإقامة العدل مثل هذه الأحاديث والنصوص المشبّعة بقبول الدنية،والرضوخ للفساد؟
العرض العادي
