[align=center]
قمة الجحود والنكران أن يتنقص المرء مدينة هو في مسيس الحاجة إليها , فتراه هو وأسرته لا يشترون إلا منها , وكاتب هذه السطور من تلك المدينة , وهو معترف بانتقاصه لها , لكن حديثي منصب على أهل الطوالع الجبناء !
ترونهم لا يذكرونها بخير , ولا يحمدون قربها من قراهم أو محافظاتهم , وتلك رزية ما بعدها رزية , وشنار , وباقعة البواقع , وطامة الطوام , وثالثة الأثافي , ومصيبة الدهر !
الحسد ملأ قلوبهم , فجاشت بالقيح من غير حق , وتجشأت أنفسهم غيضًا ينقطع نظيره , وباتت كلماتهم المنتقصة في أروقة المجالس , وعلى بسط اللقاءات الشبابية أو النسائية , فلا يرتدعون , ولا يحسون بالخجل أبدًا !
فضل بريدة عليهم كبير , ومن ينكر حقها فكأنه أنكر حليب أمه حين كان وليدًا , فليتهم لم يسكنوا تلك الطوالع , وبقوا مهمشين لا يدخلون بريدة إلا بجواز سفر , ويؤخذ عليهم إقرار بعدم المساس بها من قريب أو بعيد .
وشر الدواب أولئك الذين ينظرون إليها نظرة السخرية حين لم يكن لهم في طوالعهم نصف ما فيها من خدمات , أو متنـزّهات , أو حتى شوارع فسيحة , ومبانٍ عامرة !
وأظلم الظلم حين تأتي شرذمة من البنات فتنتقص بريدة لتوهم القراء من أنها تريد أن تمدحها ![/align]
أهل الطوالع لا يستغنون عن بريدة ثم يذمونها ! !
العرض العادي
