أعوذباللة د
الشعوذة
آفة من آفات العصر القديم التي لم تذر الرياح آثارها الوخيمة.. جهالة الامة قبل عصر الاسلام.. فلقد ضلت عقائدهم وشركهم وما كانوا يؤمنون به من الاصنام والشياطين.. فلقد عمت الخرافات والاوهام بصائرهم، لهذا كثر الدجالون والمشعوذون ومن يدعي أنه يعلم الغيب واين هم من عالم غيب السموات والارض.
السحر والشعوذة من الاعمال الذميمة المحرمة.. فقال عليه الصلاة والسلام: (من أتى عرافا فسأله عن شي فصدقة لم تقبل له صلاة أربعين يوما).
فللأسف الشديد الشعوذة موجودة ولا أنكر ذلك كما أنني لا ألقي أسفي على شخص مريض أ لم به مرض عضال فيأخذه اهله الى المستشفى وبعد يعجز الاطباء أهل العلم عن علاجه ويمكن أن يتطلب علاجه وقت حينها يلجأ أهل هذا المريض الى العراف أو المشعوذ والذي يفنونه وخياله يخيل لهم أن مريضهم قد أصابته عين حاسد أو جني أو عفريت ضربه أو لحقه بسوء أو غيرها من الخيلالات الدهيمة.. وحتى يشفي المريض من ذلك يحتاج الى كبش أسود يكون شعر رأسه أبيض عمره لا يقل عن حول أي سنه ويذبح ويدفن في حفرة عميقة ويرش عليه الاتربة المرجم بها تلك الحفرة العطور والبخور والزيوت والزعفران والبيض ويعمل مغبار يكون عليه أرغفة من الخبز المخلط بالبصل والثوم.. ودم ذلك الكبش يدهن به المريض.. والاغرب من ذلك المبلغ النقدي الذي يطلبه المشعوذ آلاف الريالات.. فما قولكم في شخص دفع ستة عشر ألفا لا حد المشعوذين ولم يحصل على فائدة منه.. ومن الطرائف أن شخصا قام بدفن ديك أحمر في حفرة ووضع عليه الجمر واللبان (مغبار) هكذا أفادة المشعوذ أن يفعل.. ففعل وبعدها غادر ذلك المكان بسرعة بحيث يعتقد أن الجن والعفاريت سيأتوت ليأ كلوا تلك ليكون فدا عن مريضهم وسيزول المرض الذي أصابه.. المهم أن ساعتها كان يراقبه مجموعة من أصدقائه وبعد مغادرته هو ذلك المكان ذهب الاصدقاء وحفر الحفرة وأطلعوا الديك المدفن وقاموا بغسله من الاتربة وتم طبخه واكلوه وذهبوا الى صاحبهم وأفادوه بذلك.. فلماذا لم يصاب هؤلاء الشباب بشي من السوء أو الضرر.
فالواجب على المسلم اذا أصابته مصيبة أو أ لم به مرض أو رغب في تحقيق مصلحة أو دفع مضرة أن يلجأ والى الله سبحانه الذي بيده تصريف الامور كلها وكشف الضر (وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وأن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم).