العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 30-06-02, 11:38 pm   رقم المشاركة : 1
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً
التقليد الأعمى للآباء يلغي عقول الأجيال


إن من يتتبع دعوات الرسل عليهم الصلاة والسلام خلال التاريخ البشري كله يجد أن أكبر عقبة واجهتهم هي تمسك الناس بما هم عليه وتعظيمهم لأسلافهم وضياع فردياتهم بالذوبان في العقل الجمعي وعجزهم عن تصور أي صيغة افضل للحياة اما ذوو النفوذ فيهم فإنهم يرفضون مجرد الإصغاء لسماع الحق الذي جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهذه من أوضح الحقائق التي تناولها القرآن الكريم وكان سادة العرب كغيرهم من سادة الأقوام لم يكتفوا بذلك بل كانوا يحرّضون الناس على عدم سماع القرآن وقد سجل الله سبحانه عليهم انهم كانوا يقولون: "... لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون.."

إن آفة المجتمعات في كل زمان ومكان هي التقليد البليد المستحكم الذي يشل عقول الناس ويستبقيها مغتبطة بملازمة ما وجدت نفسها فيه وعاجزة عن إدراك ضرورة مبارحة ما هو كائن الى ما يجب أن يكون ان التقليد الأعمى يغتال قابليات الأفراد فيجعلهم غافلين عن سخافات المألوف وعاجزين عن اكتشاف جموع الواقع وغير مدركين بأن أصالتهم الفردية مطمورة بالبرمجة الثقافية والاجتماعية فالفراغ الذي يكون عليه الأفراد عند ولادتهم يجعلهم مهيئين للامتلاء بما هو كائن في البيئة الثقافية والاجتماعية مهما كان سوء هذا الذي هو كائن فالأفراد صياغة اجتماعية..
لذلك فإن تقدم المجتمعات مرهون بقدرتها على الاستجابة لمبادرات المجددين النابهين من الأفراد الذين يستطيعون الخروج من كهف المجتمع ويتمكنون من ارتياد المجهول فظهور المبدعين شرط أساسي لتقدم المجتمعات إلا أن تقبل المجتمعات للأفكار الجديدة شرط أكثر أهمية وأوسع تأثيراً لأنه لا قيمة للفكر الأمين والرصين في مجتمع لا يعترف بأهمية الفكر وينصاع للتقليد انصياعاً أعمى ويتعصب لما هو قائم مهما كان سيئاً كما انه لا قيمة للمفكرين والنابهين في مجتمع يحتقر الأحياء ولا يتوقع منهم أي فكر جديد نافع ولا يعرف قيمة الفكر الناضج ولا النباهة النافعة ولا يعترف بمكانة النابهين إذا لم يكونوا من الأموات ان استجابة المجتمع للإبداع أهم من الإبداع ذاته ففي كل المجتمعات يظهر المبدعون لا فرق في ذلك بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتخلفة وإنما الفرق كله في تفاوت المجتمعات ذاتها في القدرة على الاستجابة للإبداع فالمبدعون أفراد قليلون في أي مجتمع ومع قلتهم ففيهم كفاية للقيادة والريادة في شتى المجالات وهم ينهضون بمجتمعاتهم فكراً وعملاً وواقعاً متى تهيأت هي لقبول الأفكار الجديدة النافعة ولكن لا تأثير لهم ما لم يتهيأ المجتمع لتقبّل الفكر والإبداع فمعضلة المجتمعات المتخلفة ليست في ندرة المفكرين والمبدعين وإنما في العجز عن فهم الإبداع وعدم القدرة على تحقيق متطلباته والاستجابة له.

اما سبب عجز المجتمعات عن استيعاب الإبداع وعدم قدرتها على الاستجابة لمتطلباته فيعود الى ان من طبيعة أي وضع قائم أنه يحرص على البقاء والاستمرار ومن أجل ذلك يعزز عقلية القطيع وينفّر من تداول الأفكار ويصم ذوي الأصالة الفردية بالانحراف والمروق فيكرههم الناس ويخشون أفكارهم ويتواصون بالحذر منهم والإمعان في التشكيك بهم واختلاق الوقائع لصد الناس عنهم وبذلك تنقطع خطوط الاتصال بين الناس وبين المجددين والمفكرين والمبدعين فتتكاثر عوامل الركود وتتفاقم موطدات التراجع وإذا تجمدت طاقات المجتمع على هذا النحو المزري اختفت الأصالة الفردية وغاب التفكير المسؤول وانعدمت الرؤية المستقلة وصار الناس يلتمسون أصالتهم في الانغمار في التقليد البليد وليس في ممارسة الأصالة الفردية الحقيقية فتنعكس المفهومات وتنقلب الحقائق وتختل القيم.
لذلك يقول الفيلسوف الشاعر محمد إقبال: ".. يا غافلاً عن نفسك أخرج النغمة التي في قرارة فطرتك أخءلها من نغمات غيرك.." إن الأفراد ينساقون بالبرمجة التلقائية التي امتصتها عقولهم من المجتمع وتقولبت بها نفوسهم حتى صاروا عاجزين عن الانتباه بأن المحتويات التي امتلأت بها عقولهم ليست نتاج التأمل والبحث والاستقصاء وإنما هي برمجة ثقافية نشأوا عليها قبل نضوج وعيهم كما نشأوا ايضاً على الاغتباط والتباهي بما هم عليه وتتضاعف المعضلة حين تكون الثقافة مغلقة لأنها تتحصّن بهذا الاغتباط والافتخار عن أي احتمال للمراجعة ورفض أي تساؤل مما يغلق الدائرة ويستبقيهم داخلها إنها اشكالية معقدة تشل المجتمعات وتجمّد طاقتها وتكبّل الفرد وتسلبه أخصّ خصائصه لذلك فإن أوروبا لم تستطع أن تنهض هذه النهضة الدنيوية العارمة حتى أعادت الاعتبار الكامل للنزعة الفردية واستثمرت ما في الأفراد من اختلاف وتنوع وثراء وقد عبّر عن هذا التحول الجذري الفيلسوف الألماني كانط حين أطلق صيحته الشهيرة منادياً كل فرد بقوله: ".. اجرؤ على استخدام فهمك الخاص.." وهو بذلك يلخّص فلسفة الأنوار التي انتشلت أوروبا من الاستسلام الأبله للأسلاف والآباء ودفعتها إلى البحث في الآفاق والأنفس ففلسفة الأنوار حين أعادت الاعتبار للنزعة الفردية فتحت للناس آفاق التنوّع والتعدُّد وشجعَّتهم على جرأة التفكير المستقل وهيأت العقول لقبول الاختلاف الذي يؤدي إلى ثراء الفكر والعلم والحياة لقد أدركت أوروبا بعد طول غياب للنزعة الفردية خلال العصور الوسطى بأن هذه النزعة هي التي تحقق التكامل بين قدرات الناس وتوسع آفاق الفكر الإنساني وتقلّل من التماثل والتكرار..
يتساءل كانط: ماذا تعني الأنوار...؟ فيجيب: ".. إنها تجاوز الإنسان لقصوره ذلك القصور الذي يعد هو ذاته مسؤولاً عنه وأنا أعني بالقصور عجز الإنسان عن استخدام فهمه دون توجيه الآخرين إن شعار الأنوار يتلخّص في هاته العبارة: اجرؤ على استخدام فهمك الخاص.." فالأب الأكبر للفلسفة الحديثة عمانوئيل كانط يقدّم بهذه العبارة القصيرة مفتاح الحضارة الغربية ويوضح ان غياب النزعة الفردية والانغماس بالتقليد الأعمى هو السبب الرئيسي للتخلف و القصوروالجهل والغفلة التي كبّلت أوروبا في العصور الوسطى ويتهم كانط كل إنسان بأنه هو المسؤول عن قصوره وأن سبب هذا القصور هو عجز الفرد عن استخدام فهمه الخاص ويدعو جميع الأفراد الى استرداد أصالتهم الفردية والنظر إلى الأفكار والأشخاص والأشياء والأحداث والمواقف بعيون بصيرة وأذهان فاحصة وإرادة جريئة ورؤية موضوعية.
إن الانصياع العام للتقليد والعجز الشامل عن إدراك أهمية فحص المألوف واعتماد الاستسلام له كقاعدة للحياة واستبعاد أي احتمال عن وجود نقائص في هذا المألوف وغياب الأصالة الفردية عند معظم البشر كل هذه قد أوجدت لدى بعض المفكرين ردود فعل ة ضد التقاليد الاجتماعية فهذا روسو يرى أن الإنسان لا يستعيد أصالته إلا إذا تخلص من كل آثار البرمجة الاجتماعية الماحقة...
أما الكاتب الفرنسي الشهير أندريه جيد فينادي في كتابه (قوت الأرض) كل فرد فيقول: "... بدلاً من أن تحاول اكتساب المعرفة من الناس حاول أن تتعلم قريباً من الله... إن شخصية الإنسان محرَّفة وتاريخه هو تاريخ الحجج الباطلة والتزييفات.." ولكن الأفراد لا يفطنون للتحريف الذي أصاب شخصياتهم ولا يعرفون أن في أذهانهم الكثير مما هو محرّف أو مختلق أو مزيف ويلفت النظر أندريه جيد الى المعضلة الثقافية التي عانت منها كل المجتمعات فهي تحب القيود التي نشأت عليها رغم أنها لا تزدهر حتى تتخلص من هذه القيود فيقول: ".. الإنسانية تحب أقمطتها رغم أنها لا تستطيع أن تكبر ما لم تعرف كيف تتخلص من هذه الأقمطة.." ويشير إلى الحقيقة الملحوظة في كل مكان فيؤكد أن الناس: ".. يغمضون عيونهم عن الحقيقة وإذا شاهدوها فإنهم لا يحسنون الملاحظة والتأمل.." لذلك يتجه أندريه جيد إلى الإنسان الفرد بهذا النداء: جرب أن تفهم بنفسك وتبتعد جهد المستطاع عن التقليد فهو لا يجلب سوى ذبول الفكر ونحول الشخصية..
ويستحث الفرد فيقول: حيثما قادتك خطواتك أيها الناهض النابه المستعد لمفارقة الأماكن الحافلة بالموتى: فدع الأمل يدفعك إلى الأمام ولا تسمح للتقليد بأن يستوقفك.
ويستنهض أندريه جيد الإنسان إلى الأصالة والتميز فيقول: كل عقل لا يثير الاهتمام إلا بقدر اختلافه عن بقية العقول فانتصب عارياً من القيود والأقماط ومزّق الأغلفة واستعد أصالتك من وصاية التقاليد..
ويقول: أمضيت سنوات في الأسفار لأنسى ما تعلمته لكن نزع التعليم كان بطيئاً وعسيراً غير أنه كان أجدى لي من جميع ما فرضه الناس وكان بداية لثقافة حقيقية..
هكذا تتضافر أقوال المفكرين والمهتمين بالشأن الإنساني على التأكيد بأن الأفراد غارقون في الضحالة وأنهم مكبَّلون بالتقاليد وأنهم بذلك فقدوا أصالتهم الفردية وضاعوا في القطيع كما أن المجتمع الذي برمجهم هو نفسه مبرمج لذلك لا يستطيع أن ينفكَّ من هذه البرمجة إلا بأحداث مزلزلة كما يحصل حين ينزل الوحي من الله سبحانه لهداية المأسورين التائهين: ".. وإن من أمة إلا خلا فيها نذير..".


يتبع ............







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

قديم 30-06-02, 11:39 pm   رقم المشاركة : 2
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

والمفارقة في الحياة البشرية أنها تقوم على عاملين متضادين: العامل الأول هو الانتظام والاطراد والاستقرار أما العامل الثاني فهو الاقتحام والمغايرة والابتكار فلا يمكن أن يتحقق النمو المطرد والازدهار الشامل إلا بالتكامل بين هذين العاملين المتضادين وكما قيل فإن: ".. إحلال النظام محل الفوضى هو جوهر الفن والحضارة.." فلا إيغال في العلم ولا نجوع في العمل ولا ازدهار للمجتمع إلا إذا التزم الناس بالنظام وكما يقول و.د. وول أستاذ علم النفس التربوي بجامعة لندن في كتابه (التربية البناءة للأطفال): ".. لا يمكن أن يحدث نمو عقلي واجتماعي ووجداني إلا في محيط منظَّم لأن محيطاً غير منظّم وغير متناسق يخفض مستوى السلوك العقلي وينشر البلبلة في الطباع.." والمعنى ذاته يؤكده جوليان هكسلي في كتابه (الإنسان في العالم الحديث) حيث يرى أن: ".. طريقة التنظيم المركزي لا تكبت الابتكار الفردي إنما تثيره.." ولكنه يؤكد على ضرورة: ".. الجمع بين كفاية التنظيم المركزي والإحساس بالمشاركة.." لئلا يكون الفعل آلياً ومن أجل ذلك: ".. يجب أن يكون التنظيم بحيث يهيئ للمجتمع بيئة داخلية تكون ثابتة الأسس ومرنة فيما عداها حتى تمكّنه من أداء الأعمال المختلفة بأقل ما يمكن من الارتباك.." أما الفيلسوف الشاعر الألماني فريدريك شيللر فقد وقف أمام هذه الإشكالية التي ترى ضرورة الالتزام من أجل الانجاز وضرورة الانطلاق من أجل الإبداع فانحاز إلى جانب تخليص المبدع من أثقال القيود: ".. إن القانون لم يكوِّن بعد رجلاً عظيماً بينما الحرية تكوِّن عمالقة وكائنات خارقة للعادة.." ويقول في إحدى قصائده: ".. ما أجملك أيها الإنسان.. في رجولة كريمة فخورة.. بحس متفتح وعقل ملآن.. تحررت بالعقل وقويت بالقوانين.." وهو يقصد بالقوانين قواعد العمل التي يسترشد بها العقل حيث كتب يقول: ".. تراني أتأرجح بين الفكرة والتأمل أو بين القانون والشعور أو بين عقل محكوم بالقواعد وعبقرية حرة.." ولكنه لا يتردد في اختيار ذاته المرفرفة متخلصاً من أي شيء يعوقه عن التحليق بما في ذلك القواعد والنظم والمعايير لأنه يؤمن أن: ".. الحرية هي جوهر الإنسانية في الإنسان.." وأن: ".. الوجود سابق على الماهية.." وأن على الإنسان أن يحدد ماهيته بنفسه وأن لا يترك أمر تشكيلها إلى الآخرين..
وهذا التطلع الطموح هو الذي عناه الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال حين كتب: ".. من الأفضل للإنسان أن يتمادى في الحرية من أن يتمادى في القيود.." إنها إشكالية صعبة تصيب الإنسان بالدوار فلا انتظام لحياة المجتمعات إلا بالتراتب واستقرار التقاليد ولكن لا تقدم لها إلا بمراجعة القيم وتنمية المعارف وتجديد التقاليد وتغيير العادات.
التقاليد هي الروابط التي تحقق اندماج الأفراد في المجتمع فتتكون بذلك طاقته العامة فهي المجرى الذي يجمع تدفق النشاط الاجتماعي في اتجاه واحد فتضمن تناغم الكل لكنها بهذا الدمج تذيب الأصالة الفردية وتقضي على التميّز والتنوع.
إن اطراد النشاطات الاجتماعية البانية مرهون بالتوافق الاجتماعي الذي يكفل الانسياب التلقائي للنشاط الهادف لكن استمرار الاطراد يؤدي إلى الجمود وضمور الطاقات وتدهور المجتمع مما يقتضي بقاء جذوة الأصالة الفردية من أجل معاودة الإيقاظ والتجديد فحياة المجتمعات تستدعي التفاعل الدائم بين التيار العام المتواتر وبين الأصالة الفردية المتميزة فالعادات الاجتماعية تحقق الانسجام بينما الأصالة الفردية تعيد الحيوية إلى المجتمع كلما ران عليه


إبراهيم البليهي
التاريخ: 6/30/2002 م
الوسطية " الحلقةالفكريةوالسياسية . بواسطة منتدى الكتّاب

http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.asp?ka=158







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

قديم 01-07-02, 08:51 pm   رقم المشاركة : 3
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

إقرأمعي هذه العبارات التي تصوّر المأساةالتي خلّـفها الذوبان في العقل الجمعي:


إن من يتتبع دعوات الرسل عليهم الصلاة والسلام خلال التاريخ البشري كله يجد أن أكبر عقبة واجهتهم هي تمسك الناس بما هم عليه وتعظيمهم لأسلافهم وضياع فردياتهم بالذوبان في العقل الجمعي وعجزهم عن تصور أي صيغة افضل للحياة اما ذوو النفوذ فيهم فإنهم يرفضون مجرد الإصغاء لسماع الحق الذي جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهذه من أوضح الحقائق التي تناولها القرآن الكريم وكان سادة العرب كغيرهم من سادة الأقوام لم يكتفوا بذلك بل كانوا يحرّضون الناس على عدم سماع القرآن وقد سجل الله سبحانه عليهم انهم كانوا يقولون: "... لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون.."







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

قديم 02-07-02, 03:05 pm   رقم المشاركة : 4
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

إقرأ معي هذه العبارات الضخمة،وهي تصوِّر مآسي التقليد.



إن آفة المجتمعات في كل زمان ومكان هي التقليد البليد المستحكم الذي يشل عقول الناس ويستبقيها مغتبطة بملازمة ما وجدت نفسها فيه وعاجزة عن إدراك ضرورة مبارحة ما هو كائن الى ما يجب أن يكون ان التقليد الأعمى يغتال قابليات الأفراد فيجعلهم غافلين عن سخافات المألوف وعاجزين عن اكتشاف جموع الواقع وغير مدركين بأن أصالتهم الفردية مطمورة بالبرمجة الثقافية والاجتماعية فالفراغ الذي يكون عليه الأفراد عند ولادتهم يجعلهم مهيئين للامتلاء بما هو كائن في البيئة الثقافية والاجتماعية مهما كان سوء هذا الذي هو كائن فالأفراد صياغة اجتماعية.. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

قديم 03-07-02, 07:58 pm   رقم المشاركة : 5
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

انظرمعي حجم هذه العبارات المفرطة في الفخامة وهي تـنضح ببيان سر تقدّم المجتمعات،وأنه مرهون بتـقّبلها للمفكرين، ومايقدمونه من فكر رصين...، والعكس صحيح......



لذلك فإن تقدم المجتمعات مرهون بقدرتها على الاستجابة لمبادرات المجددين النابهين من الأفراد الذين يستطيعون الخروج من كهف المجتمع ويتمكنون من ارتياد المجهول فظهور المبدعين شرط أساسي لتقدم المجتمعات إلا أن تقبل المجتمعات للأفكار الجديدة شرط أكثر أهمية وأوسع تأثيراً لأنه لا قيمة للفكر الأمين والرصين في مجتمع لا يعترف بأهمية الفكر وينصاع للتقليد انصياعاً أعمى ويتعصب لما هو قائم مهما كان سيئاً كما انه لا قيمة للمفكرين والنابهين في مجتمع يحتقر الأحياء ولا يتوقع منهم أي فكر جديد نافع ولا يعرف قيمة الفكر الناضج ولا النباهة النافعة ولا يعترف بمكانة النابهين إذا لم يكونوا من الأموات ان استجابة المجتمع للإبداع أهم من الإبداع ذاته ففي كل المجتمعات يظهر المبدعون لا فرق في ذلك بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتخلفة وإنما الفرق كله في تفاوت المجتمعات ذاتها في القدرة على الاستجابة للإبداع فالمبدعون أفراد قليلون في أي مجتمع ومع قلتهم ففيهم كفاية للقيادة والريادة في شتى المجالات وهم ينهضون بمجتمعاتهم فكراً وعملاً وواقعاً متى تهيأت هي لقبول الأفكار الجديدة النافعة ولكن لا تأثير لهم ما لم يتهيأ المجتمع لتقبّل الفكر والإبداع فمعضلة المجتمعات المتخلفة ليست في ندرة المفكرين والمبدعين وإنما في العجز عن فهم الإبداع وعدم القدرة على تحقيق متطلباته والاستجابة له.







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

قديم 04-07-02, 08:28 pm   رقم المشاركة : 6
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

انظر معي هذه العبارات الرصينةوهي تكشف عن الأسباب الحقيقية لعدم استيعاب الإبداع،وحب الاستمرارعلى المألوف،والنفرةمن تداول الأفكار،والتواصي على الحذرمن المفكرين.!!!!!!!!!!



اما سبب عجز المجتمعات عن استيعاب الإبداع وعدم قدرتها على الاستجابة لمتطلباته فيعود الى ان من طبيعة أي وضع قائم أنه يحرص على البقاء والاستمرار ومن أجل ذلك يعزز عقلية القطيع وينفّر من تداول الأفكار ويصم ذوي الأصالة الفردية بالانحراف والمروق فيكرههم الناس ويخشون أفكارهم ويتواصون بالحذر منهم والإمعان في التشكيك بهم واختلاق الوقائع لصد الناس عنهم وبذلك تنقطع خطوط الاتصال بين الناس وبين المجددين والمفكرين والمبدعين فتتكاثر عوامل الركود وتتفاقم موطدات التراجع وإذا تجمدت طاقات المجتمع على هذا النحو المزري اختفت الأصالة الفردية وغاب التفكير المسؤول وانعدمت الرؤية المستقلة وصار الناس يلتمسون أصالتهم في الانغمار في التقليد البليد وليس في ممارسة الأصالة الفردية الحقيقية فتنعكس المفهومات وتنقلب الحقائق وتختل القيم.







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

قديم 06-07-02, 02:04 am   رقم المشاركة : 7
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

انظر معي إلى الدور الذي لعبته البرمجة الثقافية ليس أقلها تجميدطاقات المجتمع،وتكبيل أفراده.... وكيف أن أوروبا لم تستطع النهوض إلا بعد إعادتهاالاعتبارللنزعةالفردية .!!!!!!!!!




لذلك يقول الفيلسوف الشاعر محمد إقبال: ".. يا غافلاً عن نفسك أخرج النغمة التي في قرارة فطرتك أخءلها من نغمات غيرك.." إن الأفراد ينساقون بالبرمجة التلقائية التي امتصتها عقولهم من المجتمع وتقولبت بها نفوسهم حتى صاروا عاجزين عن الانتباه بأن المحتويات التي امتلأت بها عقولهم ليست نتاج التأمل والبحث والاستقصاء وإنما هي برمجة ثقافية نشأوا عليها قبل نضوج وعيهم كما نشأوا ايضاً على الاغتباط والتباهي بما هم عليه وتتضاعف المعضلة حين تكون الثقافة مغلقة لأنها تتحصّن بهذا الاغتباط والافتخار عن أي احتمال للمراجعة ورفض أي تساؤل مما يغلق الدائرة ويستبقيهم داخلها إنها اشكالية معقدة تشل المجتمعات وتجمّد طاقتها وتكبّل الفرد وتسلبه أخصّ خصائصه لذلك فإن أوروبا لم تستطع أن تنهض هذه النهضة الدنيوية العارمة حتى أعادت الاعتبار الكامل للنزعة الفردية واستثمرت ما في الأفراد من اختلاف وتنوع وثراء وقد عبّر عن هذا التحول الجذري الفيلسوف الألماني كانط حين أطلق صيحته الشهيرة منادياً كل فرد بقوله: ".. اجرؤ على استخدام فهمك الخاص.." وهو بذلك يلخّص فلسفة الأنوار التي انتشلت أوروبا من الاستسلام الأبله للأسلاف والآباء ودفعتها إلى البحث في الآفاق والأنفس ففلسفة الأنوار حين أعادت الاعتبار للنزعة الفردية فتحت للناس آفاق التنوّع والتعدُّد وشجعَّتهم على جرأة التفكير المستقل وهيأت العقول لقبول الاختلاف الذي يؤدي إلى ثراء الفكر والعلم والحياة لقد أدركت أوروبا بعد طول غياب للنزعة الفردية خلال العصور الوسطى بأن هذه النزعة هي التي تحقق التكامل بين قدرات الناس وتوسع آفاق الفكر الإنساني وتقلّل من التماثل والتكرار..







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 03:14 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة