نستكمل الليلة ما بدأناه بالأمس من حديث حول الفروقات النفسية بين الرجل والمراة وما يمكننا الاستفادة فيما لو استوعب كل من الطرفين سمات الاخر محاولا التقرب اليه وعبور الهوة الفاصلة بينهما مما يلاحظ فى سلوك الجنسين من اختلافات هو الاختلاف الواضح فى استقبال كل منهما للافكار فالرجل غالبا ما يميل الى تكوين فكرة عامة بينما تميل المراة اكثر الى استقبال التفاصيل فعلى سبيل المثال عندما يسأل الرجل نفسه هل تلك المرأة تحبنى فانه يسأل هل تساندنى هل تحتملنى هل تقف بجانبى فى المواقف الصعبة فهو غالبا ما يفحص موقفاشاملا ولا يلتفت الى التفاصيل لكننا على الجانب الاخر نجد المرأة عندما تتساءل هل يحبنى زوجى فانها تفكر كم مرة قال لى كلمات الحب كم مرة اشترى لى هدية دون ان اطلب فها هى تعتنى دائما بالتفاصيل الدقيقة التى ربما يهملها اغلب الرجال ومن ناحية التفكير ايضا نجد ان الرجال اقدر على تناول موضوع واحد والتركيز فيه حتى يتم تحليله بدقة والوصول فيه الى حل نهائى اما النساء فهن غالبا ما يفكرن باكثر من موضوع دون تحليله بعمق ودون الوصول لقرار حاسم فيه فلو ناقشنا اسلوب كليهما فى التفكير نجد الرجل اقدر من المراة على فصل نفسه عن الموضوعات التى يناقشها وهو يحتاج دائما الى ادلة وبراهين وحجج منطقية للحكم على الامور بينما المراة تعتمد اكثر على فراستها وحدسها المباشر فاحيانا ما تشعر المراة بوجود مالا تملك دليلا عليه حيث انها تستخدم مشاعرها فىالحكم على الامور كما انها تلاحظ التفاصيل الدقيقة واللفتات العابرة التى لا يستطيع الرجل ملاحظتها لكننا ابدا لا ندعى ان حدس المراة واحساسها يمكن ان يكون وحده مقياسا للحكم على الاشياء كما ان موضوعية الرجل وعقلانيته كثيراما تفشل فى الحكم الصحيح وبالتالى كان من المهم بل والضرورى جدا ان تتعاون الصفتان الرجولية والانثوية فى كل الموضوعات فيضع الرجل حدس زوجته فى الاعتبار وان لم يكن لديها دليلا عليه وتضع الملااة ايضا حدسها بين قوسين حتى يثبت لها بالادلة القاطعة فنحن لا نستطيع ان نحكم بالقلب والمشاعر والحدس فقط حتى ولو ثبت صدقه فيما بعد وهنا نرى ان الاحترام المتبادل بين الطرفين والاستعداد لسماع وجهة نظره وعدم التهوين او التحقير من ايهما لرأى الاخر هو ما يؤدى حتما للالتقاء معا القلب والعقل والوصول معا للحقيقة المنشودة والى لقاء فى جزء اخر من اجزاء الامسية التثقيفية حول الصحة النفسية للمرأة ان شاء الله تغالى