(مرفوع الرأس)
بقلم محمد البكر:
أشياء كثيرة تجعل نادي الهلال مختلفا عن أقرانه من الأندية السعودية . وإذا كانت البطولات التي حققها جعلت منه زعيما لأندية الوطن والقارة الآسيوية من شرقها إلى غربها , فانه بلا شك ناد يفخر بالرجال والنجوم والأبطال الذين خرجهم طيلة العقود الخمسة الماضية.
لست هنا لأكتب عن هذا النادي (مديحا) يستحقه . انما اكتب عن حقائق موثقة لعل الآخرين يحذون حذوه فيخرجون أنديتهم من أزماتها ويحققون بطولاتهم كما يفعل الهلاليون ويتناوبون على تحقيق الانجازات كما يتناوب رجال الزعيم على رئاسة ناديهم.
كل كلام فيه مديح للهلال يستفز البعض ويحرك بعض الأقلام لتشكك في كل ما يكتب وتسيء لمن يكتب حتى لو كان (ما يكتب) حقائق ومعلومات وأحداث يعرفها الجميع . وما أتمناه اليوم هو أن يتفهم كل قارئ ان من مصلحة ناديه أن ينهج نهج الهلال في أسلوب الإدارة واختيار الرؤساء واتفاق أعضاء الشرف.
منذ عام 1377 أي قبل 52 سنة وحتى يومنا هذا تعاقب على رئاسة الهلال 19 رئيسا وهو رقم قد نجده في أندية أخرى , لكن الأهم من هذا العدد هو ان كل رئيس جاء ورحل دون مشاكل او ضجيج او تحد للآخرين , كما ان كل رئيس حقق بطولة او أكثر سواء كانت محلية او خارجية ولم يمر على هذا النادي رئيس كالمسمار المثبت في لوح من الخشب كما يحدث مع بعض الأندية الأخرى.
لم نسمع ذات يوم بتصريح جارح من أي رئيس هلالي تجاه من يختلف معه في إدارة العمل ولم نقرأ أبدا كلاما يقلل من الرئيس السابق او عضو الشرف الذي يرفض هذا القرار او ذاك.
الهلال كيان مختلف يملكه جميع الهلاليين وليس فئة منهم , والهلال مؤسسة عامة نموذجية وليس كيانا يجيره الرئيس لنفسه ويضعه ضمن أملاكه ويتصرف كما لو كان في بيته او شركته.
الرئيس الهلالي يأتي ليدفع من جيبه وليس ليستفيد من وضعه ومركزه، وعندما يرحل هذا الرئيس لا ينسى ناديه , ويظل يعمل بكل جهد واجتهاد ويدفع من ماله ليسهل أموره كما فعل الأمير عبد الله بن مساعد أو الأمير بندر بن محمد او الشيخ عبد الرحمن بن سعيد (ألبسه الله ثوب الصحة والعافية).
يخرج الرئيس من الهلال مرفوع الرأس لأنه لا يخرج إلا وقد حقق بطولة او أكثر تضاف لخزائنه الذهبية بعكس الكثير من الأندية الأخرى التي يقاتل الرئيس ليبقى في منصبه رغم الدمار الذي جلبه لناديه.
الأمير محمد بن فيصل غادر الهلال بطوعه واختياره رغم تحقيقه 8 بطولات في أربعة أعوام فقط والأمير بندر بن محمد هو الآخر غادر منصب الرئاسة بعد ان حقق 9 بطولات محلية وخليجية وعربية وقارية خلال أربعة أعوام أيضا ومنح الفرصة لغيره ليكمل المشوار.
أنهم أناس يستحقون الاحترام والتقدير فليس لهم اطماع ولا يبحثون عن مناصب ولا يستفيدون من مواقعهم ولم تغرهم البطولات التي حققوها فقدموا كل ما يستطيعون ثم رحلوا بكراماتهم واحتفظوا باحترام الآخرين لهم.
ليت هذا الدرس ينفع مع بعض المرضى والمستنفعين ممن لا كرامة لهم ولا احترام او تقدير من المجتمع الذي يعيشون فيه . فشكرا للهلاليين الذين ضربوا لنا أفضل الصور وكشفوا عن سر هذا النادي العريق.
مرفوع الراس ياهلال,,, بقلم محمد البكر
العرض العادي
