العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-06-02, 03:52 am   رقم المشاركة : 1
حبيب العوني
عضو نشيط





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : حبيب العوني غير متواجد حالياً
حقائق عن المضادات الحيوية


هل انتهى عصر المضادات الحيوية؟ هل أصبح الانسان مهددا بفقد أهم أسلحته في المواجهة مع البكتيريا المسببة لمئات الأمراض؟ هل نقترب من عصر البكتيريا المتوحشة القادرة على مقاومة كل الأدوية المعروفة؟ تساؤلات عديدة تفرض نفسها على العلماء·· وتعكس حالة القلق المتزايد من تراجع تأثير المضادات الحيوية·· وتعكس كذلك التخبط والعشوائية في استخدامها·· الاسراف الشديد·· عدم الدقة في تحديد المضاد الحيوي المناسب لكل نوع من أنواع البكتيريا ·· عدم الالتزام باكمال البرنامج العلاجي ·· وغيرها من الممارسات التي أتاحت الفرصة أمام البكتيريا لكي تنظم دفاعاتها وتدعم مقاومتها للدواء ·· حتى أصبحت المضادات الحيوية سبباً من أسباب المرض·· بدلا من معاونة من يتناولها على الوصول الى شاطىء العافية: حلم الانسانية الكبير اشارة الحياة التي بفقدانها يضيع معنى الحياة·· جوهرها وحلمها ومذاقها ولذّتها·
كائنات مجهرية

ولكن ماهي البكتيريا؟!
البكتيريا كائنات حية بسيطة تحتوي على خلية واحدة·· وتعتبر من أصغر الكائنات الحية، حيث يتراوح قطر البكتيريا مابين 0,03 الى 2,0 ميكرون (الذي يساوي 0,001 ملليمتر)·
وبسبب هذا الحجم المتناهي في صغره، فإن البكتيريا لاتتم مشاهدتها الا بواساطة المجهر وتعيش البكتيريا في كل الأماكن تقريبا ·· حتى في تلك الأماكن التي لاتصلح للحياة·· فالبكتيريا الهوائية تحتاج الى الأوكسجين لتعيش في حين ان البكتيريا اللاهوائية لاتحتاج اليه ان لم يتوفر، وتبقى مع ذلك حية!
وهكذا فالبكتيريا -بأنواعها الكثيرة- موجودة في الهواء والماء والتربة وفي الجهاز الهضمي والتنفسي للانسان والحيوان·· وعلى الجلد أيضا·
وللبكتيريا طرق حماية مختلفة·· فهي تستطيع ان تكون غشاء خلويا جديدا يحميها من أي نقص في الغذاء أو الأوكسجين أو الماء·· وهي تتكاثر بطريقة لاجنسية أي ان كل خلية تنقسم -حسب طريقة الانشطار أو الانقسام الذاتي- الى خليتين ويؤدي ذلك بالطبع الى تضاعف أعدادها بطريقة مرعبة·
حيث يشير العلماء الى انه بامكان خلية بكتيرية واحدة -اذا توفر لها الغذاء الكافي والمحيط المناسب- ان تتكاثر في غضون عشر ساعات فقط لتصبح أكثر من بليون خلية بكتيرية·
بكتيريا نافعة

وتنقسم البكتيريا الى نوعين رئيسيين·· الأول البكتيريا النافعة التي تعيش في أمعاء الانسان والحيوان وتساعده على الحياة من خلال مساعدته في عملية الهضم·· كما تساعد البكتيريا في عملية التحلل وتحوّل العناصر الكيميائية الى أشكال مفيدة·· كما يحصل في تحوّل النتروجين في الهواء والتراب الى مركبات نتروجينية مفيدة للنبات·· كذلك تستخدم البكتيريا في عملية التخمّر ·· وهنا تدخل طرفا فاعلاً في صناعة الجبن والكحول والخبز·· وكذلك في صناعة الأدوية وتنقية المياه·
الأنواع الضارة

وتسبب بعض أنواع البكتيريا الأمراض للبشر ·· وتشمل هذه الأمراض الكوليرا والسيلان والجذام والالتهاب الرئوي والزُهري والدرن الرئوي وحمّى التيفوئيد والسعال الديكي وغيرها الكثير ·· وتدخل البكتيريا الى الجسم عن طريق الفتحات الطبيعية مثل فتحة الأنف أو الفم أو عبر شقوق في الجلد ·· اضافة لذلك يحمل الهواء والطعام والماء البكتيريا من شخص الى آخر·· وتمنع البكتيريا الضارة الجسم من أداء وظيفته كما ينبغي عن طريق تحطيم الخلايا السليمة··كما تقول الموسوعة العربية العالمية·
وتضيف: تنتج بعض أنواع البكتيريا ذيفانات (سموماً) تسبب أمراضا مثل الديفتيريا والحمّى القرمزية والكزاز·· وتنتج بعض الذيفانات من بكتيريا حية·· وتفرز بعض الذيفانات الأخرى بعد موت البكتيريا فقط·· وتسبب ذيفانات البكتيريا نوعا من أنواع التسمم الغذائي يسمى التسمم الوشيقي في الأطعمة المعلبة بطريقة غير جيدة·· ويمكن ان تسبب البكتيريا المتعايشة في جسم الانسان المرض·· عندما تقلّ مقاومة الانسان للمرض· فمثلا اذا كان تكاثر البكتيريا في الحلق أسرع من قدرة الجسم على التخلص منها·· فمن المحتمل ان يصاب الشخص بالتهاب في الحلق·· كما تسبب البكتيريا أمراضا في بعض الحيوانات والنباتات الأخرى·· فالجمرة مرض بكتيري يصيب العديد من الحيوانات وبصفة خاصة الضأن·· وتشمل أمراض النبات التي تسببها البكتيريا آفة داء الجمرة·· والتي تصيب أشجار التفاح والكمثرى ·· والتعفّن الفُطري·· الذي يسبب تلف بعض الفواكه والخضروات·
المقاومة الطبيعية

يعيش عدد كبير من البكتيريا على الجلد وداخل الفم، والامعاء، والممرات الهوائية·· وتخلو بقية أنسجة الجسم عادة من البكتيريا ويمنع الجلد والأغشية التي تبطّن الجهازين التنفسي والهضمي معظم البكتيريا الضارة من الدخول الى بقية أجزاء الجسم ·· وعندما تدخل البكتيريا الضارة الجسم تطوقها كريات الدم البيض وتهاجمها ·· كما يكون الدم أجساما مضادة·· وهي مواد تقتل أو تضعف البكتيريا·· وتقضي بعض الأجسام المضادة المسماة (مضادات السموم أو الذيفانات) على تأثير الذيفانات·
وتستخدم البكتيريا الميتة أو المضعفة في صنع بعض اللقاحات·· وهي تمكن من منع الأمراض الناتجة بسبب تلك الأنواع من البكتيريا·· وتحقن اللقاحات داخل الجسم·· وتؤدي الى قيام الدم بتكوين أجسام مضادة تهاجم البكتيريا ·· وهو ما يعرف بالمناعة المكتسبة·
وتصنع الأدوية المسماة بالمضادات الحيوية من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الهواء والتربة والماء·· ويمكن للمضادات الحيوية ان تقتل أو تُضعف البكتيريا المسببة للأمراض ·· ومع ذلك فإن كثرة استخدام هذه المضادات يمكن ان تؤدي الى مقاومة البكتيريا للأدوية·
الاستخدام المفرط

نصف قرن من الاسراف في استخدام المضادات الحيوية هذه هي الحقيقة المؤلمة فلقد بان جلياً مقاومة البكتيريا لمدى واسع من المضادات الحيوية·· كما أظهرت الدراسات الطبية الحديثة ·· الأمر الذي يهدد بظهور أجيال جديدة من البكتيريا القادرة على الصمود في مواجهة كل الأدوية المضادة المعروفة وفي مختلف بقاع العالم، فإن مئات الألوف من المرضى يموتون سنويا بسبب الالتهابات التي تسببها البكتيريا للانسان والتي لايمكن معالجتها· هذا الموت هو النتيجة المنطقية لمبيعات المضادات الحيوية غير المنضبطة طبيا·· حيث المرضى الذين يطلبون باستمرار وبإلحاح من أطبائهم تناول هذه المضادات علاجا لأمراضهم في مختلف أصقاع العالم وبخاصة في الولايات المتحدة·· وحيث تستخدم المضادات على نحو واسع كعوامل أكيدة التأثير في انجاح الزراعة الكثيفة عبر رش البساتين والحقول بها·

البدايات الأولى

ولنعد الى البداية·· بداية اكتشاف المضادات الحيوية ·· هذا الفتح والانجاز الثوري في تاريخ الطب·· لقد اكتشف العالم الكساندر فليمنج -بالصدفة السعيدة- عام 1928 البنسلين حيث لاحظ ان مستعمرات البكتيريا المرضية أو الضارة قد قضى عليها البنسلين المتأتي من العفن·
لكن الكسندر فليمنج لم يستطع استخلاص مادة البنسلين·· ومرّت حوالى عشر سنوات ليتمكن العالمان الانجليزيان أرنست شين وهوارد فلوري من اكتشاف الطريقة المناسبة لاستخلاص البنسلين (أو المادة الفعالة في العفن) وتنقيته·· بعدها خطا طب المضادات الحيوية خطوات رائعة ومرموقة نحو النجاح الباهر·
حيث تم اكتشاف أقوى أنواع البنسلين ليتم استخدامه في معالجة عدد كبير من الأمراض التي كانت تفتك بالبشرية دون رحمة·· مثل التهاب الرئة والزهري والحمى الروماتزمية والتهابات الفم وغيرها كثير·
لكن يبقى العالم مدينا لالكساندر فليمنج مرتين·· الأولى اكتشافه البنسلين· والثانية تأكيده الشديد على أهمية ان يتناول المرضى كامل الجرعة البنسلينية المخصصة لهم كعلاج·· وذلك لاضعاف احتمال ان تطوّر البكتيريا مقاومتها للبنسلين·
هذا يعني ان العالم الشهير قد تنبأ منذ وقت مبكر جدا بأن الاستخدام السيىء للمضادات الحيوية سيولد نتائج خطرة على الانسانية·· وكأنه كان ينظر الى وقتنا الحالي·· حيث يتم في كل مكان وفي كثير من الأحيان تعاطي المضادات حتى بدون استشارة الطبيب!
صدمة طبية

وهكذا لم تمض سوى سنوات قليلة على الاكتشاف السعيد الذي بدأ للوهلة الأولى انه سيغير مستقبل البشرية ·· حتى اكتشف العلماء في العاصمة البريطانية لندن المكورات العنقودية وهي نوع من البكتيريا يمتلك القدرة على مقاومة البنسلين ·· ليس فقط بتجنبه أو الابتعاد عنه بل بالقضاء عليه·· وكانت تلك صدمة طبية حقيقية·
واذا كانت المكورات العنقودية ذات قدرة -كما رأينا- في القضاء على البنسلين فإن المرضى من جانب آخر يسهمون في القضاء على هذا العلاج الفعّال عبر استخدامهم غير المنضبط والواسع له·· ففي الولايات المتحدة وحدها اكتشف الباحثون في شؤون الدواء مؤخرا ان أكثر من 50 مليون وصفة طبية للعلاج بالمضادات الحيوية من أصل 150 مليون وصفة طبية يتم وصفها للمرضى هناك·· هي وصفات غير صحيحة طبيا·· وليس هناك من داع حقيقي لاستخدام ما كُتب فيها من مضادات حيوية·
ان واحدة من أهم المشاكل التي تبرز هنا هي إلحاح المريض على تناول المضادات ·· وهنا يشير دكتور كالفن كوهام الباحث في جامعة أوهايو الى ان الاستخدام الخاطىء للأدوية المضادة للميكروبات هو مشكلة طبية خطيرة·· ومشكلة اجتماعية أيضا·· وهو يعتقد ان الأطباء الجيدين ينبغي ان يقاوموا إلحاح المرضى للحصول على المضادات الحيوية·· وحين يلحّ المريض، فينبغي على الطبيب ان يقترح عليه العلاج في مكان آخر كما يقول دكتور كالفن كوهام·

مخاطر ومضاعفات

ومنذ عام 1940 وحتى الوقت الحاضر ازداد انتاج المضادات الحيوية بشكل قفزات كبيرة· ففي عام 1949 أنتجت الولايات المتحدة من البنسلين والستربتومايسين ستة أطنان ونصف الطن شهريا·· وبحلول عام 1954 فإن معدل الانتاج تضاعف ثلاث مرات ليصبح 220 طنا سنويا·
واليوم ·· في الولايات المتحدة وحدها ينتج ما مقداره 18 ألف طن في السنة يستخدم نصفها تقريبا في تسمين الحيوانات والسيطرة على الأمراض الحقلية·
ومثل هذه الأرقام الفلكية في انتاج البنسلين تحققت في الكثير من بقاع الأرض·· وليس في أميركا وحدها·· مما دعا الجهات المختصة في أوروبا وبريطانيا الى التنبيه الى خطورة الأمر ومضاعفاته المستقبلية·· فقد حذرت لجنة سوان في بريطانيا منذ أكثر من ثلاثين عاما -وبالضبط عام 1969- من مخاطر المضادات الحيوية واستخدامها الواسع·· وبخاصة من قبل المزارعين وأوصت بتحريم استخدامها·· وبخاصة استخدام البنسلين والتتراسايكلين·· ولكن التحذير -كما يبدو واضحا- ذهب سدى حيث تضاعف استخدام المضادات في مختلف الأغراض مرات ومرات·
وأخيرا يختصر لنا أحد المختصين بهذا الشأن المسألة كلها واصفا المضادات بالهدية المحطمة·· ومحذرا من الآتي ومطالبا بقوة باستخدامها استخداما صحيحا·· ها هو نورمان سيمونس المستشار في علم الأحياء المجهرية بلندن يخاطب الأطباء المجتمعين في كوبنهاجن عام 1998 لمناقشة مشكلة المضادات الحيوية قائلا: أيها الأطباء·· لقد تسلمنا الهدية المدهشة الرائعة·· المضادات الحيوية··ولكننا حطمناها عبر الاستخدام غير المقّيد لها·· نحن نعرف ما الذي ينبغي عمله·· ينبغي علينا استخدامها بشكل أقل تماماً·· ينبغي ألا نستخدم المضادات لمعالجة الالتهابات الطفيفة أو الثانوية·· مثلما ينبغي علينا ان نتخلى عن ركوب سياراتنا في رحلاتنا التي لا ضرورة لها







موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 10:28 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة