.
.
.
كل شيء في زماننا بالمقلوب .. لما لا ..؟! إذا كان في طعامنا ما يسمى بـ " المقلوبه " ..!
" قلابي " يقلب شحنة من الرمل .. تتناثر حبيباته على جوانب الطريق .. فتحمله الرياح لتذره في عيوننا .. و تلفح فيه وجوهنا الشاحبه !
شعب مقهور .. " ينقلب " على حاكم بلدهم .. فيقتل الأخ أخاه .. و الرجل أبن عمه .. لأنه عبد مأمور ! و الآخر خارجي .. أو على الأقل إرهابي !!
يحتدم النقاش بين أعضاء ذلك " المؤتمر " أو " المجلس " فيخرج علينا أحد الصحفيين بسبق صحفي و يصرح بأن " العضو " الفلاني .. " قلب " الطاولة ..على الحزب أو التيار المعارض !
" معلم " سوري .. في مطعم مشهور بالآكلات الشامية .. " يقلب " الفلافل في " زوبعة " من الزيت الحارق !
رجل دين يحرم ما صنعه الكفار .. بينما لا يتورع عن " تقليب " ما أحل الله .. تحت هواء مكيف " جبسون " !
مراهق ، متهور .. يسير بسرعة جنونية .. في أحد شوارعنا " الضيقة " فيفقد السيطرة " فتنقلب " به السيارة .. و لكن الحمدلله لا إصابات في الحادث .. لأن السيارة الثانية التي اصطدم بها .. كانت تقل عائلة .. و جميعهم توفوا في الحال !
طفل بريء ، يبكي بين يدي أبيه .. وأمه ممسكة بطرف ردائه تسأله .. عن سبب بكائه .. و بعد شهيق .. و زفير .. يقول بصوت متقطع .. أن استاذه الفلاني في المدرسة قال له " أقلب وجهك " !
موظف لا ذمة له .. " يقلب " في أدارج مديره ، لعله أن يجد مستند يدله على قيمة الصفقة القادمه .. فيعرف كم سيختلس منها !!
زوجة .. " تقلب " كفيها حسرة على حال زوجها " المنتف " ، لأن صديقتها فلانة .. اشتروا طقم أثاث جديد لبيتهم القديم !!
علم النفس يوصي بأن تقف على رأسك و " تقلب " قدميك حتى تتدفق الدماء الى عروق المخ .. فيستعيد نشاطه !!
أيها الأعزاء .. هل أدركتم معي أننا نعيش في زمن القولبة !؟ و أن الاعتدال بحد ذاته شذوذ عن العرف ! أ و القاعدة الاجتماعية !!
إذاً تعالوا معي لننقلب أو نتقلب لنعيش و نواكب " عصر الانقلاب " !!
الاحترام و التقدير ..
طوى 
العرض الشجري