لم أتمالك نفسي وأنا أرى تلك المرأة العجوز على شاشة mbc تشكي حالها مع الفقر المدقع .. في منزلها الذي يكاد يسقط عليها .. في برنامج mbc) في أسبوع)
وحيدةً في منزلها ..
فقدت بصرها .. فقدت أبناءها .. لا أنيس لها سوى جدران منزلها العتيق ..
منزلها الذي يتهدّدها كل ساعة بالسقوط .. منزلها الذي تتحسس جدرانه بيديها وكأنها ترجوه أن يرأف بها .. ويبقى على حاله حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..
تسألها (المذيعة) لماذا لاتخرجي إلى بيت آخر .. فتردّ بكل حرقة : (حتى أنا ودّي .. بس ماعندي .. ماعندي غير ربي أدعيه .. مهوب بس أنتي يابنيّتي اللي يقول كذا كلهم يقولون لكن من وين !!)
آآآآآآه وألف آآه .. أن يحدث هذا .. في بلدنا .. الذي يتسابق أبناءه .. لبناء الجسور والمساكن النموذجية في بلدان أخرى .. كـ لبنان والأردن وولاية أريزونا في الولايات المتحدة ..
آآآه وألف .. ليت هذه العجوز تعلم كم هي الملايين التي تُصرف على دول الخارج وكم هي المساعدات "الحاتميّة" التي تخرج من بلدنا لدول أخرى ..
ألسيت هذه العجوزوجيرانها أحق بها .. أم أن سكّان هذا الحيّ يفتقدون لإعلام يشيد بالتبرعات فيما صُرفت عليهم ! ( الأقربون أولى بالمعروف )
في القلب حُرقــة .. وليس بأيدينا إلا الدّعاء أن يُصلح الحال 
العرض العادي
