الأخ الكريم : الناقد ..
هذا التعليق أكتبه للمرة الثانية بعد تعليق ( تهنيق ) الجهاز........
وهو تعليق يأتي متأخرا عن قراءة المذكرة قبل أكثر من يومين ولذلك فهو يركز على ماعلق وخمر بذاكرتي منها ..
أحب بداية أن أنوه إلى تعليقات الأخ الكريم : جلمود وأشيد بها ..
هذه المذكرة كغيرها من المذكرات تكشف جانبا خفيا من وجه السياسة القبيح ...
الحقيقة في عالم السياسة كثيرا ماتغيب أمام مصالح نفعية محضة .. وهناك حيث يكون الغياب لايكون هناك أيضا أي اعتبار لحق شخصي .. بل أكثر من ذلك : أن المصالح النفعية الأقوى تغيِّب شبيهاتها الأقل درجة وتلغي وجودها .. لذلك فعالم السياسة عالم قبيح .. لاعتبار له إلا بالأقوى .. لاعزاء لأسر الضحايا ولاعزاء لموقف رسمي تجاه ماحدث باعتبار أن هناك مصلحة أقوى تفرض وجودها .. !
على نحو مشابه وعلى الصعيد الاجتماعي يذكر الدكتور تركي الحمد في مقال نشره موقع عاجل بريدة أن الروايات الأدبية تكشف أيضا ماخفي من المجتمعات المنغلقة وتستظهر بواطنها ومثّّل لهذا بمجتمعنا ..
الدولة الصفوية الإيرانية لم ولن يشهد لها تاريخها منذ نشأتها الصفوية في القرن العاشر الهجري بموقف مشرف . أما في عصرنا الحاضر ( عصر الخميني الأب والابن) فإني لا أبالغ إذا قلت أن سياساتها كانت قائمة على بث الدسائس والأطماع التوسعية السياسية والاقتصادية والتحالفات المشبوهة دائما مع أعداء الأمة الإسلامية والعربية رغم كل محاولات تلميع صورتها التي تقوم بها .. قضية إيران قيت , أحداث الشغب حول الحرم المكي , جزر أبو موسى , أحداث العراق حاليا , محاولة استغلال الولاء المذهبي للأقليات الشيعية الموجودة في الدول المجاورة لإثارة القلاقل والفتن وصولا لتحقيق أهداف توسعية سياسية واقتصادية محضة وخاصة على شريط الخليج ( العربي ) الغني بالنفط .... الخ وما حدث من تفجيرات الخبر ماهو إلا امتداد لهذه الأطماع التوسعية ..
كما أن المذكرة تشير إلى المكانة والنفوذ السياسي والدبلوماسي التي تتمتع بها المملكة في أمريكا بفضل خبرة وحنكة ودهاء الأمير بندر وحجم علاقاته الشخصية مع أقطاب البيت الأبيض والذي استطاع أن يحقق أفضلية دبلوماسية داخل البيت الأبيض قل أن يوجد مثيل لها ( إذا استثنينا اسرائيل طبعا ) .. أعتقد أنه ترك فراغا لايمكن سده .. ومنصبه الحالي في أمانة الأمن القومي ماهو إلا استراحة محارب في نظري .. وعلى نحو قريب الصلة بهذه النقطة تشير المذكرة إلى تأثير العلاقات الشخصية في دعم التحركات السياسية لدعم القضية .. علاقة بوش الأب مع الملك عبدالله .. وعلاقة بوش الابن مع بندر .. وعلاقة لويس فريه مع بوش الأب ..
عموما ! المذكرة في رأيي تثير أسئلة أكثر من كونها تكشف حقائق وتوجه اتهامات مباشرة .. مازال المتهم الرئيسي غائبا أو تم تغييبه ومازالت القضية معلقة وفصولها لم تكتمل بعد ..
عفوا على الإطالة..
تقبل تحياتي ...