لا يساورني أدنى شك إن كانت هذه النماذج الفكرية الحداثية قد لاح في أفقها أسماء بعض الفنون العلمية الشرعية فضلاً عن قراءتها ومع ذلك لا تتورع في الدخول إلى المجملات والمشكلات؛ بل المغلقات متكليف الأيام ضد طباعها ضرب من الحماقة فالأمس لن يكون غدا و اليوم ليس هو الأمس، ولبس ثوب الزور بما لم ينله المرء وبال على صاحبه كمن يطلب الستر بغربال شفاف، وفي كل صبيحة تشرق فيها شمس النهار تطالعنا الصحف بمقالات زمرة من المحسوبين على الثقافة الفكرية بثوبها الجديد والذين ظنوا أنهم نالوا العلوم بحذافيرها حتى بلغ بعضهم رتبة الاجتهاد فدخل في دائرة الخبراء! وقد يخيّل لقارئ تلك المقالات للوهلة الأولى أن كاتبها لا يحسن إلا هذا الفن لأنه وباختصار خبير به؛ ولكن ما أن يعيد القارئ قراءة الموضوع كرة أخرى قراءة فاحصة لا يسعه حينها إلا أن يقول: "ليته سكت"، ولا تزال صحفنا اليومية ترزح تحت وطأة مجتهدي هذا العبث الفكري ولا يتوانى بعض هؤلاء الكتاب أن يضربوا من كل طرف بسهم حتى كثرت السهام الطائشة التي ترشق دون غرض وتقاتل من دون راية غير "ها أنا"، والغريب في الأمر أن لكل فن علمي حمى لا تدركه الجوارح ولا تتجاوزه الكواسر على عكس بعض الفنون النظرية والتي يخال بعض الكتاب أنها مكسورة السياج أو عديمته فيسيل عندها لعاب أقلامهم فهي الحمى المستباح الذي يستهوي أولئك العابثين وفي مقدمة تلك العلوم العلوم الشرعية فبعض الكتاب يظن أن تلك العلوم لا تقوم على أساس وليس لها مبدأ وربما يظن أنها سفسطائية إغريقية فيبدأ بالتسلق عليها مع أنه لا يحسن أبجدياتها حتى قرأنا ن المسائل وربما كان دخولها من باب "الانتصار في المسائل الكبار" ورحم الله علماء أصول الفقه الذين اشترط بعضهم شروطاً للمجتهد أو المفتى يستعصي على حُطّاب الليل قراءتها ناهيك عن فهمها وأما تطبيقها فدونه خرط القتاد!
ليت أولئك القوم ضنوا بعقولهم وقتروا على قارئيهم هذه السُباطات الفكرية كتقتير عيسى على نفسِه حتى قال عنه أحدهم:
يقتر عيسى على نفسه ..... وليس بباقٍ ولا خالد
ولو يستطيع لتقتيره ...... تنفس من منخر واحد
لا لوم على بغاة الفكر أصحاب تلك الأطروحات الخاوية من الأرواح حينما خلا الدوح عن بلابله بعد أن اقتنصها صائدو الإعلام حين دنا الإمساء وطالما تربع على تحرير تلك الصحف من لا يتفوق على أولئك العابثين إلا بقدر سم الخياط أو هو أضيق فذلك حينما تغرد الغربان.
كلام جميل قرأته وأعجبني, وتبادر إلى ذهني كويتب صعيليك ينطبق عليه هذا الكلام .فأحببت نقله لكم لكي تعرفوا أن مصابنا جلل ,وأن هؤلاء الشرذمة من المتثيقفين والذين يريدون الشهرة والمال,وإختصارعامل الزمن ولو تطاولوا على رموزنا الدينية ,وثوابتنا الدينية ,وثقافتنا ,ومجتمعنا....الأهم عنده الشهرة بأي ثمن كان......