مع بداية الصيف ينتظر الأبناء والبنات الهدايا والعطايا من الوالدين والأقارب نظير ما حققوه من نتائج إيجابية في مدارسهم ، والأبناء في هذه الأثناء تتراوح طموحهم لتلقي الهدايا والعطايا ، وفي خضم التناافس للحصول على هدية متميزة هناك تسابق من نوع خاص من قبل الشركات والمحلات على الفوز بكعكة التسويق لمنتجاتهم مع بداية كل إجازة صيفية .
حينما نمعن النظر في نوعية الهدايا والعطايا نجد أنها تختلف باختلاف المهدي ومكانة وسن المتلقي ، ولكن يضل " البلاي ستيشن " محبب لدى الأطفال والطلاب بنين وبنات .... السؤال الذي يفرض نفسه
هل يعي الطفل المخاطر الدينية والصحية والاجتماعية والنفسية التي قد يتعرض لها ؟
هل يعي بعض الأباء المخاطر الدينة والصحية والاجتماعية والنفسية التي قد تتربص بالأبناء ؟
إن موضوعنا يتركز على لعبة " البلاي ستيشن " وبداية يجب أن نذكر أن للألعاب دور هام في تنمية القدرات الذهنية والجسمية والحركية ، فقد أورد علما النفس والتربية بحوثاً وكتباً مطولة بهذا الشأن ، كما أن الإسلام حث على الاهتمام باللعب وتنمية قدرات النشء مع وجوب الحيطة والحذر لكل ما قد يؤثر بشكل سلبي .
لا شك أن أكثر الألعاب أنشاراً وشيوعاً بين الأطفال هي الألعاب الالكترونية ويأتي في مقدمتها " البلاي ستيشن " ذلك الجهاز الذي سلب عقول الأطفال وربما الكبار .
الطفل يعيش حياته وهو يحمل معلومات وخبرات قليلة وهو في نفس الوقت يستقبل كل يوم كم هائل من المعلومات والمهارات المعرفية والبصرية ويختزلها في ألا شعور ويسترجعها عند الحاجة معتقداً أن ما حصل عليه أمر مقبول ولا يتعارض مع الدين والقيم والعادات والتقاليد ، وإن لم يتضح أثرها على الطقل في القريب العاجل فحتماً سوف يأتي اليوم الذي يسترجع تلك الأفكار من ألا شعور إلى الشعور والتخيل والتطبيق .
من هنا فإن توعية الأبناء على كيفية التعامل السليم مع هذا الجهاز الذي يسرق الوقت بشكل غير طبيعي تتطلب مهارة في كيفية إقناع الأبناء بالطرق الصحيحة من حيث الجلوس والوقت المستقطع لكل جلسة لعب ، كما أنه من الضروري تحديد وقت يفضل عدم اللعب والجلوس أمام التلفزيون وتشجيعهم على الجلوس مع أفراد الأسرة ومشاركتهم المنشط من أحاديث وتناول القهوة أو الشاي أو أي شئ أخر ، كما يفضل أن يشرح لهم بأن تلك الألعاب هي خيالية وغير حقيقة وأن فيها أضرار على الفرد وشرح بعض تلك الأضرار بأسلوب مبسط يفهمه الطفل .
من المتفق عليه أن الجلوس الطويل أمام جهاز التلفزيون ( التلفاز ) ضرره لا يقتصر على الآثار السلبية في بناء العلاقات بل يؤثر صحياً من حيث العمود الفقري والنظر ونظارة الوجه .
كما أن لتلك الألعاب أضرار نفسية واضحة فتجد الطفل المتعلق بتلك الألعاب يميل إلى العدوانية والميل لحب الجريمة وحب التملك وممارسة بعض الحركات الخطرة والتي قد تؤدي إلى الإصابة المباشرة للطفل .
ذكر أحد الزملاء أن أبن أخته عمره سبع سنوات يقول أن أم الطفل ذهبت في أخر الليل للتأكد من نومه قوجدت الأبن وبشكل هستيري وبحركة غريبة يخرج لسانه من فمه وعيناه بارزتان بشكل مخيف حاولت ثنيه بالحديث تارة وبشده تارة دون أدنى فائدة ... أخبرت الأب الذي ذهب به مسرعاً إلى المستشفى المركزي ثم التخصصي دون فائدة ولتبس الأمر على الأطباء حول عملية التشخص ذهب به على جناح السرعة لمركز متخصص للأعصاب بالرياض بتوصية من أحد الأطباء ... كانت النتيجة مدوية حينما قال لهم الإستشاري هل أبنكم كان يلعب ب "البلاي ستيش " قال نعن نعم نعم متشفقاً ... قال الطبيب يلزمه علاج .... وبعد أيام عاد الأبن إلى وضعه الطبيعي ولكن كان معه درساً لن ينسى .
أما حينما نتناول الأثر الديني فحدث ولا حرج فكم من المعتقدات والأفكار السلبية التي تحملها تلك الألعاب فلا تخلو لعبة إلا وتجد للمرأة ظهور وبشكل مخزي وكل هذا يُدرج عن طريق التسلية والمرح وبأسلوب مشوق ملئ بالابتكارات الجديدة و الحركات الألوان والخدع الجذابة ، ومن خلال هذه المعززات بل المغريات تجد في أغلب الألعاب إدراج العنصر النسائي شبه العاريات بل العاريات والطفل يحاول تجاوز كل مرحلة وبعد الفوز والانتقال لمرحلة أخر ى يكافأ بمشهد مخل أكبر إثارة من سابقه وهكذا .... مالا نهاية من المشاهد المخلة.
في مشهد سباق سيارات الطفل يحاول تجاوز السيارات التي أمامه وفي منعطف خطير يجب علية تخفيف حدة السرعة لا لشئ وإنما كي يشاهد وبطريقة عابرة دعاية لدخان ثم في منعطف أخر دعاية تحمل صور نساء عاريات ويتكرر مثل تلك المشاهد في أكثر الألعاب .
من المشاهد المؤثرة والمحزنة رجل يمثل أسطورة السوبر مان أو الرجل القوي يصارع الأعداء وبطبيعة الحال المحرك لهذا الرجل هو طفلي أو طفلك وبعد بضع دقائق تقل طاقة هذا الرجل حتى تصل على نقطة الصفر ويظهر المؤشر الدال على ذلك والذي يطلب فيه الشحن ويسقط الرجل ثم يحاول النهوض والذهاب مسرعاً إلى كهف ويصعد إليه فماذا يعمل كي يعيد الرجل القوي طاقته ؟
يقف الرجل ذليلاً واضاً يديه على صدره وفي خشوع تام أمام (( صليب )) في هذه الأثناء تبدأ عملية الشحن بمباركة من الصليب حتى يكتمل المؤشر ويستعيد الرجل طاقته ثم يبدأ القتال بكل " قوة وثقة " ويهزم الأعداء ...
مشهد أخر حصل لأحد الأسر السعودية كما ورد في جريدة الوطن 2/6/2006 م حينما انتحر طفل في العاشرة من عمره محاكاة للعبة شاهدها من خلال البلاي ستيشن .
ما يزيد من الأمر مرارة حينما تذهب إلى محلات بيع أشرطة تلك الألعاب تجد الأطفال يشترون أشرطة بدون حسيب ولا رقيب ويختار ما يريد بل أن العامل الذي في المحل قد ينصحه ولسان حاله يقول ( وإني لكم من الناصحين ) ببعض الأشرطة ولك أن تتخيل ماذا تحمل تلك النصيحة و الأشرطة .
الصور كثيرة هي تلك المؤثرة والمحزنة ولكن ماذا نحن فاعلون !!!
أخواني إن الأبناء نعمة وأمانة في أعناقنا ويمكن لنا أن نعمل الأتي :
1. تنشئة الطفل على حب الله ورسوله .
2. تعويد الطفل على حب الصلاة وتشجيعه .
3. تعويد الطفل على احترام الوالدين وكبار السن
4. تعويد الطفل على حب النظام والتنظيم .
5. تعويد الطفل حسن الاختيار .
6. تعويد الطفل بالجلوس الصحيح أما التلفزيون من حيث المسافة وكيفية الجوس .
7. اصطحاب الطفل معك لقضاء بعض حاجيات المنزل .
8. تشجيعه على قراءة الكتب والقصص المفيدة والهادفة .
9. مرافقته عند ما يريد شراء شريط لعبة ما والتأكد من المحتوى وسلامته .
10. مشاركتهم اللعب من وقت إلى أخر .
11. وأخيراً يجب أن تكتشف ما ذا لدى طفلك من مواهب وقدرات وتحاول تنميتها إذا كانت إيجابية وتوفر كل ما يعزز تلك الموهبة والقدرات فقد أثبتت التجارب أن الطفل يتجه إلى ما يحب ويرغبه حينما يجد الدعم والتشجيع ومن تلك المواهب التي قد توجد لدى طفلك ( القراءة ــ الرسم ـ تفكيك الأجهزة وإعادة تركيبها ـ الشعر ـ الخط ـ الكرة ... الخ .
اللهم أحفظ أبناء وبنات المسلمين وهدهم إلى الطريق المستقيم وكفهم من به شر وجعل كيده في نحره ،،،،
أخوكم
مدينة المليون نسمة
21/6/1428هـــــــــــ
العرض الشجري