تعـري بلا أغـراء .. فـن بلا رسالة !
ممثلة شابة وعلى قدر كبير من الملوحة قدمت من تونس الخضراء إلى قاهرة المعـز بحثا ً عن فرصة عمل في زحام المصريين ، فتلقفتها يدي المخرجة المتصابية التي تفاخر أنها نقلت ما يجري في ظلام الغرف المغلقة إلى أضواء الشارع العام ، عندما خلطت كتب السعار الجنسي وروايات الغرام المكشوف بمشاهد التعري عبر سينما تجار المقاولات ، الذين لا يعرفون من الفن السينمائي إلا العفن الأخلاقي ، ومن الرسالة الحضارية إلا دولارات تتساقط على أجساد الفنانات من شبابيك التذاكر .
هذه الممثلة البائسة كانت في ضيافة قناة المستقبل (اللبنانية) ، على طاولة زاهي وهبي الذي يملك قدرة عجيبة على جمع المتناقضات في برنامجه الشهير ( خليك بالبيت) ، فالراقصة بإمكانها أن تتمدد على ذات الأريكة التي سبق أن جلس عليها أحد المثقفين في عالمنا العربي ، فتارة ً للأدب وتارة ُ أخرى لقلة الأدب والقاسم المشترك مذيع يسوق القناة تحت لافته كتب عليها هنا يباع الإعلام العربي في مزبلة الفوضى الفضائية .
ليس غريبا ً أن تستضيف قناة فضائية ممثلة عربية ، فالغريب أن تمر ساعة بث دون أن تجد من أهل الفن والطرب من يطل عليك بحديثه الممجوج عن حياة مليئة بالتفاهات وحديث الرويبضة ، لكن الغريب أن يتبلد الجمهور والمذيع والمشاهد أمام منطق متهاوي لممثلة مراهقة ، حتى في أدنى درجات الشعور بالقيم والفضائل ، عندما تقول بـ ( بجاحة) أنها لا تدري ما هو الإغراء ، متعجبة ً ممن يقول أن للفن رسالة !
والسبب أنها تستنكر ربط التعري بالإغراء ، لأن ظهور مناطق معينة من جسد المرأة ليس لقصد الإغراء ، فظهور اللحم الأبيض على الأسرة دون أغطية أو على البحر دون حُجب ، أو مشاهد الضم والشم التي تثبت مقولة إحدى العاهرات أن المرأة كالوردة خلقت للضم والشم ، هذا وغيره لا يندرج تحت الإغراء ، كونه يأتي في إطار العمل الفني المقدم ، بل يضيف عليه رونقا ً خاصا ً ويسهم في إيصال الفكرة !
لهذا شددت على وجوب مشاهدة الفيلم حتى نهاية ، مبدية ً دهشتها من رب الأسرة الذي يخرج بعائلته من السينما عندما يشاهد بعض المقاطع الفاضحة ، التي يظهر فيها تعري فتاة أو امرأة من ممثلات العمل السينمائي ، داعية ً إلى الحكم على الفيلم بعد مشاهدته كاملا ً !
أما من ناحية زعمها أنه ليس شرطا ً أن للفن رسالة ، حيث أشارت لوجود أعمال فنية لا تحوي رسائل أو رسالة محددة ، فيضاف إلى انعدام الأخلاق لديها (حمق) يؤكده هذا الزعم الساذج ، فالفن بعمومه رسالة حضارية تترجمها الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية ، حتى الأغاني تدخل في هذه الرسالة .
هذه عينة فقط مما يراد تسويقه في عالمنا العربي وأمتنا ترزح في أقبية التخلف ، وتجلد على كل صعيد .