[align=center]1
من الذي سمح لنا بتصنيف الناس بأنهم مرغوبين أو لا مرغوبين ؟!
حينما يتفضل معي أستاذ من دولة مصر فيركب معي في السيارة لأوصله لبيته .. فأقابل بانتقادات (وبعضها تعليقات) من الزملاء .. وأن رائحة السيارة تعجّ بـ الثوم .. وأن لاصوت يعلو على صوت المصري .. حتى لو كان صوت المذياع أو جهاز المسجل !
2
ويركب معي الأستاذ المصري فيبدأ هو أيضًا بالتصنيف وانتقاص الآخرين ..
وأن لا أحد أفضل من (الشخص المصري) ؟!
فمن قال ذلك / وكيف استنتج / وعلى ماذا بنى كلامه ؟ وهل رأيه يخلو من العصبية ,
أم أن ردة فعل لاحساس يشعر بها وكأنه يراه في أعيننا تجاه كل ماهو غير سعودي !
3
حينما يتقوقع بعض الطلاب عندي بجوار من هم من ذات القبيلة والفئة ..
خوفًا من كلمة يطلقها سفيه .. أو رهبةً من تربص بأذى
فيضطر للدخول إلى (حميّة) خاصة .. خوفًا من غدر الزمان وتكالب الأعداء !
4
حينما أشاهد مباراةً كروية .. فيظل المعلق يمتدح لاعبًا سيئًا ..
أو يمجّد مدربا (عاديًا) لأجل أن يقنعني أنه الأفضل ..
وأنا لا أقول إلا : يازين الصامت ..
وأيننا والشخص (المحترف) ولو كان في التعليق ؟!
5
وحينما أشاهد أحد القنوات الإخبارية .. لأجد ميلاً في تحديد قائمة الأخبار ..
مع تشدق كبير بأنها من أفضل القنوات الإخبارية إن لم تكن الأفضل -فعلاً-
فمن أعطاها : صك الغفران ؟!
والكثير الكثير من الحينمائية نشاهدها في حياتنا اليومية ..
ويفرض علينا واقع لم نختاره , وصمت لم نعد نطيقه ,
حتى أصبح الملل سيد الموقف في الكثير من واقعنا
حتى أن الأستاذ المصري كان يفتح النافذة .. فتسرب إلى داخل السيارة
العديد من (الذُباب) -لأني في منطقة ربيعية-
قال لي وهو راكب معي :
ايه الـ ... دول ؟ (لم يقل الذباب , بل قال عن الذباب اسم قبيلة ) !
حيال كل هذه الإختزالات المتعمقة في ذاتي , ولأني وصلت لفوّهة البركان
انفجرت في وجهه وقلت :
ياشين صكّ القزازة .. !!
وهذا مااستطعت أن أنطق به .. فـ : في فمي ماء !
أنا
من خلف الشاشة
الخميس
18/2[/align]