[align=center]الأسهم الربوية: حلال.! ومعرض الكتاب: مباح.! وقناة الجزيرة: كفر بواح.!
الناس في بلدي طيبون, كرماء, يتصفون بالشجاعة وحب الدين, ليس الجميع منهم يتصف بهذه الصفات, ولكن الأغلبية الساحقة تحب الخير وتبحث عنه, لذا فرضت عليهم القيود, ونصبت لهم الشراك, وأحكمت حولهم الشباك, فلا يكاد يمر عليهم يوم إلا وتفرض عليهم قيود جديدة, وفي المقابل تُحل قيود أخرى قديمة وسابقة, وتُربط عقد, وتفك أخرى.. فما كان بالأمس حرامآ أصبح اليوم مباح وحلال, فأصبح الجميع في حيرة وتردد في كثير من الأمور, فالفتوى تناقضها فتوى أخرى, والقول الواحد يعارضه عشرة أقوال, والأدهى من ذلك كله أن تصدر جميع هذه التناقضات في الفتاوى والتضارب في الأقوال من شخص واحد.!
فلك الله يا بلاد الحرمين, كم أمسيتِ ع صحيح البخاري ومُسلم وحدثنا أحمد وقال الترمذي وروى النسائي, وأصبحتِ ع فتاوى المسيار, والاجتهاد في المسائل التي تدور في فلك أرباب البنوك, وأولياء النعم والأرصدة.. فـ يا ليت أمي لم تلدني قبل اليوم, حتى لا أرى ولا أسمع هؤلاء القوم, وأشاهدهم وهم يصبون الأقوال الشاذة فوق الآيات والأحاديث, ثم يعجنون بين الحديث الصحيح والضعيف, ولو اضطروا بأن يستعينوا بالأحاديث المكذوبة والإسرائيليات, لكي يقلبوا الحق, ويزينوا الباطل..
فـ لكل شيء عندهم مخرج وجواب, إلا قول (( لا أدري )) و (( لا أعلم )) فهذه الكلمة لا تجدها في قاموس البورصات ولغة التداول, فإذا كانت الشركة المساهمة جديدة على السوق, فهذه بمنزلة الفتاة البكر, مهرها غالي, والجميع يخطُب ودها, ويُمجد أسهمها, حتى لو كانت نشاطاتها مشبوهة, أو ما زالت حبر ع ورق, فلا بأس أن تكون خزينتها فارغة وقضاياها معلقة في المحاكم, فأهم شيء من يظفر بها في الأخير ويضمها لقائمته المشهورة, والتي يتهافت عليها كثير من المتداولين, وبذلك يكون عمدها ونقاها وهذبها, وأخذ عليها صك حصريآ..
(( معرض الكتاب ))
غزوة في عقر دار الوهابية.! هكذا يزعمون..
أين موظف البريد الذي كان في السابق يمزق كل ظرف وطرد مشبوه وثقيل, فربما كان يحمل كتاب فيه بعض القصائد السياسية, وربما يحمل رواية فيها بعض الرسومات التي تخدش الحياء, وربما مجلة فيها صور ودعايات لأفلام جديدة أو مشروبات روحية.. فإذا نجوت من هذا كله, وأنت تتصبب عرقآ, فلن تنجو من التأخير والنظرات المريبة من قبل الموظفين..!!
وأين ذاك الشيخ الذي كان يزائر من ع المنابر, ويقدح في كتاب فلان, ويذم قصيدة فلان, ويطالب بإيقاف بعض الصحف والكتاب, وربما اجتهد بعضهم وصنع قائمة طويلة تضم أسماء بعض الكتب في كل المجالات, وقال هذه فقط الكتب التي تصلح لكم ولعقولكم, أما غيرها فلا يجوز لكم قراءتها, لأنكم غير مؤهلين, ولا محصنين ضد هذه الأفكار الغريبة والهدامة... فيحلل للناس ما وافق هواه من الكتب, ويحرم عليهم ما يعارض أفكاره , وكأنه لم يكفينا ما نحن فيه من الحصار الثقافي والتخلف الفكري, حتى يكمل الناقص..
وسبحان مغير الأحوال.! ما الذي حدث في معرض الكتاب الدولي في الرياض.!؟ وهل يعتبر انقلاب 180 درجة, في القيم أو في المفاهيم أو في الرجال..!! فها هي كتب أئمة الكفر والزندقة تعرض للجميع, وها هي روايات الرذيلة والمجون تباع وبأسعار رخيصة ومخفضة, وكتب أخرى تروج لثقافة الشذوذ واللواط والسُحاق تباع في المعرض.. فما الذي حدث.!؟ ولماذا تحول ذاك الأسد الغيور ع الشرف والدين, إلي قط أليف وربما ديوث ومنافق, يرضى بنشر الرذيلة والأفكار الكفرية والهدامة في بلاد التوحيد.!
ليت شعري, ما الذي يحدُث في عقول هؤلاء الرجال حين يكبرون.! هل تنتكس فطرتهم, أم أنهم يستبصرون ويكتشفوا اللعبة, ويعرفوا أنهم كانوا يدارون ويتحكم فيهم من بعد.! لماذا زرعوا في قلوبنا وعقولنا تلك المبادئ والقيم, وحين كبرت في قلوبنا تلك القيم, وشبت في عقولنا هذه المبادئ, طلبوا منا التخلي عنها.. وإلا سنكون من ضمن الخارجين, المارقين, أصحاب السوابق وأرباب الفكر المنحرف الضال..
وأخيرآ.. لو سألت : أين اختفى هؤلاء القوم.!؟ وأين هم عن مثل هذا المعرض.!؟ حتما لن تجد جواب, بل لن تجدهم وحتى لو شققت الأرض وبحثت عنهم, فأنهم لا يجرؤن حتى على الهمس مع أنفسهم, وسامحهم الله فكم أزعجونا في السابق بأصواتهم العالية التي تخرم أذن الأصم, من شدة الغيرة والحماس..
(( كل ذنب دون مشاهدة الجزيرة يهون..!! ))
فلما لا تشاهد أفلام روتانا الجديدة, أو تتابع مسلسلات الـ mbc المشوقة, ولا بأس أن تأخذ جولة ع باقي قنوات art ثم تختمها بمشاهدة أفلام الـ orbit الرااائعة, أما إذا كنت تبحث عن أفلام الإثارة فلا تتعب يدك في البحث عنها, كل ما عليك هو مشاهدة باقة قنوات الـ showtime
فكل هذه القنوات, للترفيه والتسلية (( هكذا يزعمون..!! )) ومشاهدتها لا تتعدى معصية النظر للحرام, والحرام يذهب بالاستغفار, فهذه القنوات أنشأت من اجل أهداف نبيلة, تصُبب في مصلحة المواطن, وتساعده في تربية أبناءه ع المبادئ والقيم, فقبل أن تبث فلم أباحي تكتب لك تحذير ع الشاشة, ولا تنقل لك إلا الحفلات النظيفة, المنتقاة, ذات الرقص البريء...
فما أجملك يا عربسات, وما أطيب قنواتك, فسقى الله أقمارك الأربعة المضيئة, لولا وجود بعض المنغصات فيك (( قناة الجزيرة )) هكذا يزعمون, فكل القنوات متعة مباحة, وغنيمة باردة, إلا قناة الخوارج (( قناة الجزيرة )) فحرموا مشاهدتها بحجة نشرها الفساد والرذيلة والفتنة.! وأي فتنة في مشاهدة قناة إخبارية تنقل الأحداث بالصوت والصورة, وتغطي الأحداث العالمية والكوارث والحروب لحظة وقوعها.! ومع ذلك يصرون ع تحريم مشاهدتها.! فتركوا كل قنوات الدنيا وأنكروا ع قناة الجزيرة وحدها.! فتارة يقولون مذيعات الجزيرة متبرجات, وما علم هؤلاء السذج أن قناة الجزيرة هي القناة الوحيدة التي تسمح لمذيعاتها بلبس الحجاب, وباقي القنوات تطرد أي مذيعة تتحجب, وتارة يقولون أنها قناة مغرضة وتبحث عن أي شيء ضد السعودية.! وكان السعودية دولة المعصومين, والمنزهين, عن الأخطاء البشرية... وما يدروا أن عندنا في بلدنا من الدواهي والطوام ما يشيب له شعر الرأس. فأنا استغرب والله, حين تنتكس فطرة البعض, وتصغر هممهم, فتجده لا ينكر شيء فيه إساءة للإسلام, بينما تجده يثور كـ البركان حين يسمع كلام عن بلده, فأصبحت الوطنية فوق الدين, أصبحت المعاصي والنكرات في كل مكان, يشاهدها الصغير والكبير, ولا أحد يجرؤ أن يفتح فمه بكلمة واحدة, أما قناة الجزيرة فالجميع صار يشتمها بمناسبة وبدون مناسبة, ولو أردتم معرفة السبب الحقيقي وراء كل هذا, ثقوا بأن الجواب لا يزيد ع أن يكون ما بين القوسين (( وهو أن قناة الجزيرة, ليس عندها مباحث ولا استخبارات ولا سجون, وإلا شاهدتم الجميع يمدحها ويسبح بحمدها في الليل والنهار..!! ))[/align]
منقول لأحد الكتاب المتميزين خارج المنتدى, أحتفظ بإسمه . .