بالأمس كان لي مرور بالسوق وحينها قفز امام عيني قول ابوفراس الحمداني :
وبيضٌ بألحان العيون كأنمـا ... هززن سيوفاً وأستللن خناجرا
ومن يستطيع ان يشيح بناظره عن تلك العيون إلا أن يجد ماهو اقوى واكثر إثارة من تلك السيوف والخناجر المتلألئه
وقد يسأل البعض ماذا يكون ذلك الشئ .. واتمنى ان لاتتفاجؤا بالإجابة ان قلت لكم انها عيون الرجال في ذلك السوق !
نعم فقد شدتني عيون الرجال ! اكثر من عيون النساء ووجدت المتعه بالنظر إليها وهي تتمايل اكثر من تلك السيوف والخناجر وتنتقل من جهة إلى أخرى تتبعاً واستسلاماً واذعاناً لعيون النساء ولسان حالها يردد قول جرير :
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثـم لـم يحييـن قتلانـا
يصرعن ذا اللبِ حتى لاحراك به ... وهن أضعف خلـق الله إنسانـا
لست هنا ادعي افضليتي عليهم ولا بأني املك القدرة اكثر منهم على تجاهل تلك السيوف والخناجر
تغلبني النجلاء وانا ند فرسان
ولكن احمد الله بأني استطعت اكتشاف ماهو اقوى واكثر متعه منها حيث وجدت في عيون الرجال قرأة لأحلام كبيرة وخيال خصب وأماني لا منتهيه وقرأت في الكثير منها :
أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارت محـزونٍ ولـم تتكلـمِ
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا ... وأهلاً وسهلاً بالحبيـب المتيـمِ
ولا الومها على ذلك فما يلوح بالأفق يجعلها تتخيل وتعتقد بمثل هذا وأكثر وما اهتزاز وتلألئ تلك السيوف والخناجر إلا مناداة ودعوة صريحة لعيون الرجال لتتبعها وتعيش معها واقعاً او أحلاماً لانهاية لها
كفى .. كفى أيتها النساء قتلاً بالرجال
كفي القتال وفكي قيد أسراكِ ... يكفيكِ مافعلت بالناسِ عيناكِ
فإن كان ولابد من إبراز تلك السيوف وهز تلك الخناجر وعرضها على الملأ فعلى الأقل كفي النظر إلى الرجال
نظر العيون إلى العيون هو الذي ... جعل العيون على العيون وبـالا
وكفى أيها الرجال استسلاماً وانقياداً وربما يدفعكم الخجل للمقاومه ان علمتوا بأن هناك من يتابع ويستمتع بإنقيادكم وذلكم لتلك السيوف واستسلامكم لميلانها واهتزازها
تحياتي للجميع ,,,,
العرض العادي
