[align=justify]
كان قيس أبن الملوح أول مجنون في التاريخ،،يُجبر العقلاء على الإعتراف بفن الجنون ودولته ، وهو أول من سنّ سُنن العشق والغرام ،مؤسساً بذالك دولة الجنون الأولى في التاريخ ، ليقـتـفي أثره بنوعرب كزهير، وعنتره،وعمرو، ولبيد ابن ربيعه وطرفه،فـيـبكي ، كلاً على لــيـــلاه،،
صار الجنون لعنه حلّت عليهم ، فركبوا على ظهور الشعر، وقصدوا صحراء الهيام ، ليرفعوا علم الحب والغرام،،،لبني البشر ،إلى يومنا هذا،،

كان مؤسسهم مجنوناً بمن أفـتـتـن بها ، وتاه في البرايا لأجلها ، حتى وافته المنيه قبلها ، وقبل أن يتوسد زندها ، أو ينعم بإعترافٍ صريح من عندها ، وقبل أن تتوجه أميراً على قلبها ، كان الرجل قد فارق الحياه ، ومات متوسداً تلك اللعنه ، وذلك الجنون الذي لم يفارقه،

في حين :لم تكن ليلى العامريه تلبس الجنز وقتها،ولا تملك أحمر شفاه في ثغرها ، ولم تملك النساء غير الأنوثه في عهدها ،،
ولكنها لعنة الزمن جعلتها تقف حجر عثره في طريق الجنون ، ليقف على أطلالها ذلك التاريخ ، فيطلى إسمها بالذهب ويُعلقه على جدار الكعبه في يومٍ ما.
كانت العامريه مندوبةً عن كل النساء ، في حين كان أبن الملوّح مندوباً عن كل الرجال،،
تصارع الجمعان ، أياماً وليال ، فمكرت به المرأه، ربما لدهائها وربما لغبائه ،ولربما كانت اللعنه نصيبه،دون أن تصيب العامريه بِشرّ

على هذه الأطلال الباكيه أثبت الرجل أنه اكثر حباً وعشقاً وهيام ، بينما نأت العامريه بنفسها،وتوارت عن الأنظار فلم يصلنا عدى إسمها،
قبلهم فيمن سبقهم كانت إمرأة العزيز مشغوفةً حباً في نبي الله يوسف،وتلك الحاله من الوصف كان الحب كالسيل الجارف الذي لايميز مابين الحلال والحرام وهذا هو الجنون بعينه ،ذاك الذي يجعل الحليم حيران،ويفقده لُبّه،ويُنسيه عادته ودينه ، ونفسه،
تشعبت خيوط الحب وأمتدت اللعنه إلى عصرنا هذا،، فخلعت ليلانا لبسها المعتّق، ولبست الجنز الضيق، وقصّت دراياها، وصبغت الوجه ، وكـأنها قــادمه من عــالم الأشـــباح،،،
كان ولابد أن يجاريها أحفاد قيس مع هذه المتغيرات ،فشدوا رحالهم وغيروا مجرى الحب من الجنون الذي سنّه لهم سيد المجانين ،وغيروا تلك الرساله من جنونٍ إلى مجنون ، فصارت الأشعار موضه قديمه،وصار الوفاء صيغه عديمه،فتخلى بنو البشر عن أسس كثيره،حتى صار الحب بليداً وبليهاً ، لايسمن ولايغني من جوع
وهاهو اليوم بحلته الجديده ، على كف عفريت ، بأمكانك أن تأخذه من على قارعة الطريق،أو أقرب سوقٍ، أو تجمع مختلط ، أو تعيشه برنة تلفون وأنت منسدحاً على فراشك،،
رحم الله أيام زمان
بقلم مجرد إنسان
[/align]