رسالة إلى قلب أم

[بلسم الجروح]

سيدتي اعذريني على هذه الرسالة المستعجلة، فقد كانت

المشاعر حينها مختلطة لا أفهم منها شيئا سوى دمعات من القلب

سالت حينما سالت مياه عينيك ..

حينما كنت وسط الكل تعانين مرارة الألم لوحدك، كان الكل مشغول

بأمره، حتى زوجك المحترم مضى في سبيله الشخصي، ورماك في غيابة

الجب ، لم يأبه لحالك ولا لحال هذه الصغيرة التي مضت عليها ساعات

وهي تحت رحمة الأطباء ..

في غرفة الانتظار بقسم العمليات .. قلب أم يستعر كالبركان، لا يعي

سوى التسبيح والدعاء...

كنت يا سيدتي منفردة بعالمك الأزلي حتى محاولات الاختراق باءت

بالفشل فالحزن قد وصل إلى حده الأقصى ولا تقبلين تدخلات من

الغير، كنت تبكينَ بحرارة .. تطرقين البصر إلى السواد البعيد البعيد ..

صدقيني أعلم أن من حولك جميعا لن يفهمونكِ ولن يكلفوا أنفسهم

إلا بنظرات الشفقة التي لا تجلب سوى الألم فوق الألم..

أنتِ يا صاحبة القلب الوديع التي سخرك الله لأضعف خلقه، جعلك الله

رحمة للبشرية، تُضفينَ ألوان الحياة الجميلة على قلوب من

حولك، لكن يا سيدتي لكل شيء انكسار فحياتنا ليست وردية

باستمرار ، كما في يومك هذا الذي ودعتي فيه ظناك وسلمتها

إلى مصير مجهول ..

طال الانتظار .. وطال عالمك الحزين .. لكن في الأخير جاء الفرج

بعد ساعات طوال وعادت ابنتك للحياة .. فهنيئا لكِ ولقلبك الفيّاض ..

تذكرت مقولة لسيدة فقدت ابنها تقول .. قلب أم .. لم أكن على

دراية بهذه المشاعر الوهاجة التي تحمل الأم لأطفالها ..

غريزة حب دفنت في قلب كل أم على وجه الأرض ..

لذلك نراها تعطي وتعطي ولا تنتظر ..

آه ليت العالم يملك قلبا كقلب الأم