عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-02, 12:59 pm   رقم المشاركة : 7
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

س- عمليا وليس نظريا، هل السلفية أكثر من مذهب في العقيدة؟

ج- أخي الكريم من الناحية العملية لا توجد سلفية بل هي مواقف متنوعة و تعددية واضحة تشمل العقيدة و غيرها ، فالإمام مالك إمام سلفي و له رأي في أحاديث عديدة يخالفه السلفيون ، و موقف ابن تيمية من الفلسفة يخالف مذهب الإمام أحمد فقد خاض في أبحاثها و ناقش دقائقها ، و للإمام أحمد موقف من السلطان خالفه في الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و موقف علماء المملكة من العلاقة بين المصلحة و النص يخالف كثيرا موقف الإمام أحمد ، و هذه كلها عناصر أساسية في السلفية كما اصطلح عليها اليوم رغم أن هذا المصطلح أي السلفية جديد الاستخدام و صياغته الصرفية مشتقة من الصيغ الغربية التي تكتب بها الأسماء المذهبية و هي المختومة بالأحرف ism مثل الرأسمالية و النسوية و العلمانية و لن تجد في التراث إمام ينقل عنه مصطلح السلفية حسب ظني و لهذا يقال أهل الحديث أو علماء السلف و الفرق الجوهري بين التعبيرين هو مصدر الأزمة و إن شئنا فلنقل هو من آثار سبب الأزمة فالصيغة الصرفية هذه توهم الشمولية رغم أن الأصل لا يمتد إلى هذا ذلك أن المعاملات أو العاديات أصلها الإباحة و ترد عليها القيود الشرعية بمعنى أننا نشترك مع العالم في تذوق الجمال الشعري مهما كانت أدوات إثارة هذا الجمال من الناحية اللغوية و العلاقات المجازية هذا القدر حق إنساني مشترك و تأتي القيود لتحرم فاحش القول و تكذيب خبر الوحي .. إلى آخره لكن إذا أخذنا بالمفهوم الشمولي الذي جلبته لنا التيارات الحديثة فسنقول أسلمة الشعر و سنقول بأن الفن يجب أن ينبع من تصورنا للكون و الإنسان و بعبارة إخرى سنقوم بمركسة لميدان الإباحة أو بالتعبير الماوي سيتم تأميم الثقافة ، و من طرائف هذا التفكير أن أحدهم كتب مطالبا بأسملة الشعر الجاهلي ؟! و كأن الأمة لم تكتشف التأميم إلا مع التيارات الإسلامية التي أصابها غبار الماركسية في مراحل الإنكسار ، و عندما تداخل الفكر السلفي في المملكة مع الفكر الإسلامي المتأثر بالماركسية بذلت جهود في تأصيل هذا التفكير الجديد و ذهبنا نتتبع الأدلة لنفرض هذا الاتجاه على النصوص و الآثار ، فأخذت السلفية من هذا الواقع اتجاها شموليا أصبح يقدم أفكار لا تسعفه فيها النصوص فاتجه لتوليد أدوات جديدة تعينه على هذا التحول فظهرت مصطلحات اختلاف المناهج و بعض أفكار التميز ، و من هنا فالفكرة التي تسمى سلفية اليوم متلبسة بنوع من الشمولية العصرية ، و آية ذلك ما نجده من فرق بين موقف كبار السن علماء و متدينين من مخالفيهم أو من الواقع فهؤلاء نرى فيهم مواقف أكثر تحديدا تجاه مخالفات الشريعة القائمة بينما نجد في السلفية الجديدة موقفا شموليا فالحل لدى الكبار أو المتدينين تدينا فطريا هو إزالة المنكر و الحل عند الآخرين هو الدولة الإسلامية و أسلمة الثقافة و الحياة و عند تفحص هذا تجده ينتهي إلىمواقف شمولية محور الحقيقة فيها هو الجهة أكثر من الموضوع و لهذا فما تمارسه بعض المؤسسات الإسلامية من استبداد و غياب شبه تام للشفافية يعتبر من الحكمة و الثقة في أهل الثقة رغم كل ما يدور همسا من معلومات عن وجود الانحراف بدرجة تشبه ما يوجد في المؤسسات العادية ، و النهاية إذن هي أن السلفية يراد لها اليوم أن تتحول إلىمذهبية شمولية حتى من الناحية العملية ، و هذا التوهم هو الذي أدى إلى الضمور الفكري الفاضح لهذه المذهبيات الشمولية ذلك أن قطاع الإباحة قطاع إنساني مشترك فإذا أردنا إلغاءه فسيسقط من معارفنا و لن تسد الشريعة و فقه الأمة مسده لأنه من الجانب الذي تركه الشرع لنا فقال صلى الله عليه و سلم أنتم أعلم بأمر دنياكم ، و وفي مجال المعرفة آيات الإحالة إلى الكون أعظم من أن تحصى و آيات الأمر بالسعي في الأرض و الابتغاء كثيرة أيضا و الابتغاء هو الطلب الحثيث ، و في المجال السياسي نجد نصوص الشورى و تطبيقاتها الكثيرة و في مجال العقود الأصل الإباحة و في مجال العاون الاجتماعي الأصلل الندب إن لم نقل الوجوب و في مجال الجمال الأصل الاستمتاع به و هكذا يحيلنا الشرع إلى الإنسان في ميدان الإباحة و تريد أغبرة المركسة التي تلبستنا أن نعود في هذه الميادين إلى النصوص و أفكار السلف بعبارة أخرى ما تورع النبي صلى الله عليه و سلم من تولي قيادته و تركه لنا نريد نحن إسلاميي اليوم أن نتصدى له نحن و أن نقوم بإسقاط كل من يحاول التصدي للقيام به ، و أختم في هذه الفقرة بالتأكيد على عدم التعميم لكن العبرة بالظاهرة العامة خاصة من ا لناحية العملية .

س- هل هناك تيار فكري سلفي؟ ومن يمثله، من يسمون بالسروريين الذين هم اقرب الى الإخوان المسلمين فكريا منهم الى السلفيين المسمون (الجاميين)، ام المؤسسة الدينية الرسمية، ام جماعة عبدالرحمن عبدالخالق، ام السلفيون العلميون في الكويت، ام جمال سلطان؟

ج- أظن إجابة هذه النقاط وردت في الفقرة السابقة أما ما يتعلق بالأسماء التي ينفيها من تلصق بهم فإن شأء أسئلة الثقافة تجاوزها ، و إذا كانت السلفية ليست سلفية واحدة فتبقى الأسماء تطبيقات لقاعدة واحدة ، بل أزيد إن سلفية الرمز الواحد تتقلب - إذا أرنا أن نعتبر السلفية موقفا شموليا معصوما يعرف من يخالفه بنزع صفة أو اسم السلفية عنه - فلمعظم الرموز مواقف مناقضة لأصول كبار في السلفية و لنأخذ من كفررهم العلماء الكبار ثم تراجعوا عن تكفيررهم ، و لنأخذ مثلا اعتراف ابن تيمية بأن الآمدي تغلب عليها لحيررة و الشك ثم دفاعه عنه و اعتباره من المجتهدين المأجورين المعذورين رغم أن القضية تمس أصل الأصول و هو الإيمان بالله الواحد تعالى و لنرجع إلى هذا في سير أعلام النبلاء و مجموع الفتاوى ، و لننظر مثلا في أزمة الموقف من الدولة العثمانية و حملات التكفير التي تمت بسببها ثم لنقارن ذلك من الموقف بالتحالف مع الأمريكان و الروس و الصينيين فهذه المواقف شديدة التناقض و ما يجرري حاليا هو إرغام الناس على الإيمان بها جميعا ، و لهذا فلن يسلم لنا سوى العود للأصول الشرعية بالتحاكم للنصوص و عذر المجتهد المخطئ و بذل الأسباب لتحصيل القوة الفكرية التي نحمي بها أصول الشرع و إقناع المخالفين بدلا من اللجوء إلى مخازن الذخيرة و تبادل الطلقات التكفيرية .

حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم.
و أشكر لك مشاركتك أخي الكريم



اسئلتي اليك حفظك الله هي:
بعد احداث سبتمبر تشكلت الفئوية للاسلاميين اي بمعنى تحزب كل انصار فريق في مجتمعنا
الغريب في الموضوع ان الجميع قد استقى نبعه من معين واحد
الاغرب ان هذا الخلاف والحدة لم يظهر على السطح ويلمس اضطرابه الا بعد الحادث المشؤوم

س/ هل هذا توجه مدفوع من السياسين كما حدث سابقا للفئة القديمة
اذا كانت الاجابة بلا ارجو ان ترجع الي اجاباتك السابقة حفظك الله

ج - لا أعلم إن كنت أخي الكريم مصرا على تلقيمي الإجابة بنعم ، لكن ما أعلمه أن ما جرى بعد أحداث أيلول امتداد للاتجاهين الموجودين قبل الحادث فالموقف من الجهاد قديم ، و للشيخ سفر - على سبيل المثال - موقف معروف منذ بداية الجهاد ، بل كانت هناك تجاذبات قبل أيلول في الاتجاه نفسه و لو راجعت موقف الإسلام اليوم لوجدت بحثا أو مقالا مطولا للدكتور عبد الله الصبيح يقرر موقفا واضحا في موضوع المواجهة يكشف عن اتجاه مخالف كثيرا للجهاديين و قد قامت في الموقع نفسه حوارات حول الفكرة و معارضيها و كان ذلك قبل الحادث بفترة قصيرة ، و السياسيين لهم موقف من الجهاديين فقد ترى في تقارب الموقفين ما يشير إلى تدخل السياسيين ، و الواقع أن الصلة تكمن في التوجه العام الذي يتبلور منذ ما بعد الاعتقالات خلاصته وجوب تجنب المواجهات و تنشيط الحوار على مختلف المستويات ، و لهذا ظهرت جهود جديدة في الحوار الثقافي بين الدعاة و المثقفين و ها قد رأينا مجلات إسلامية تحاور المخالف الذي كادت أن تحصر علاقتها بتكفيره و تطلب منه طرح رأيه في مطبوعات تنفق عليها بنفسها فهذا التحول يفسر التغير العام كما تلاحظ ، و هناك أيضا تحسن كبير في العلاقة مع الدولة و قد بدت آثاره منذ أحداث أيلول فقد تطورت بشكل كبير القناعة بالعمل الهادئ و تجنب المصادمة ، و مستقبل هذا الواقع مرهون بالقدرة على الإقناع و إنضاج الأفكار العملية الواقعية من جهة و المبادة إلى القضايا الممكنة و الأكثر إلحاحا و العمل على تحسين وسائل التعامل غير الصراعية حتى تتطور آليات إصلاح تنموية ، و ليكون الخلاف و التجاذب على قضايا محددة ، و ذلك لنتحول من الصراع المسيس إلى التفاعل المثمر ، و في هذا المناخ يصعب الحديث عن دافع و مدفوع كقاعدة عامة .

س/ لماذا تظن هذه الفئة انها الان محاربة هل هو لذر الرماد في العيون؟

ج - لأنها تتبنى - بشكل ما - العلاقة بالجهاديين و هم بلا شك محاربون الآن .

س/هذا الخلاف بين الاسلاميين وفي مجتمع مثل مجتمعنا الن يكون له تاثير سلبي
ربما يتصاعد بين انصار كل فريق ويصل الي مرحلة التكفير لاقدر الله
اعرف اجابتك مسبقا لكن كيف تعرف ان انصار كل فريق وليس القادة سوف تلتزم بضوابطة؟

ج - بلى هذه الخلافات خطيررة بالفعل و قد تؤدي إلى المهالك و ولكن المعالجة لا تملكها جهة واحدة بل هي مزيج معقد بعضه مرتبط بالمبادرات الثقافية ، و أكثره مرتبط بالسياسيين خاصة في مجال تنشيط الإصلاح في المؤسسات الرسمية و إنضاج مشروع وطني يستطيع شد الجمهور إليه بحيث تتحقق التعبئة العامة على القضايا الوطنية الكبيرة ذلك أن معظم التخببط القائم فكريا مرتبط بشكل ما بتدهور المشروع الوطني التنموي القادر على تحقيق مصالح الناس و تطلعات مع المحاافظة على قيم الشريعة و الهوية .


س/ما يعاني منه بعض الاصلاحيين الاسلاميين الان وانقسام المجتمع عليهم ماهي الا بوادر ازمة قادمة
تلوح في الافق هل تكيف الادلة والتذرع بالفقه هو المخرج للجميع

ج - يجب ألا نضخم الوضع الحالي فهو مرحلة تحول تغيرت فيها عناصر مهمة و تحتاج إلى وقت تتضح فيها الرؤية للمترددين و المتشككين فإذا تبينت لهم حدود التحول و نهاياته و فهمت آهدافه ستتجه الأمور نحو الاستقرار بشكل أكبر ، لكن علينا ألا ننسى مخاطر الاضطراب الإقليمي و آثاره على الساحة الثقافية المحلية فمثللا لو تزعزع العراق و نشطت تيارات المقاومة و الجهاد ضد الوجود الأمريكي فيه سيؤدي ذلك بالضرورة إلى تنشيط الدعوة إلى الجهاد و مناج الجهاد و الاحتلال لا يحتمل أجواء الحوار و التحليل الفكري و الفقهي و التعاون و التعدد بل هو بيئة تجنيد و تعبئة و عسكرة و هذه الظروف لا يشتغل فيها سوى الونين المتناقضين فإما مع أمريكا أو مع المجاهدين إما القتال أو الفرار .. و الموقف من هذه الناحية مثير للقلق بلا شك ، كما أن استفحال مشاكل البطالة و تعثر الحقوق له آثاره المنشطة بقوة للأزمة الفكرية بلا شك .

س اخيرا/لماذا هناك انتقائية مذهبية وزمنيه وحتى فقهية

ج - الانتقائية موجودة لدى الجميع تقريبا و سبها العلاقة المتينة بين الرأي و المصلحة و الرأي و الهوى والرأي و العصبية و غير ذلك من أسباب تغليب الذاتي على الموضوعي ،
س-هل من الممكن فتح باب الاجتهاد والعودة الي المنبع الاصلي القران والسنة؟
ج- باب الاجتهاد مفتوح من أغلقه ؟. لكن أين الباحثون الجادون ؟. و باب الاجتهاد لا يفتح عبر التعليقات النقدية و المقالات الخطابية فهذه أدلوجات في مواجهة أدلوجات ما يغير حقا هو العمل الجاد . و بالعمل الجاد و الترتيب الجيد يمكن عمل الكثير كما جرى في قطاعات كثيرة .

ارجو المعذرة اطلت عليك بالرغم من ان في جعبتي الكثير
وان غلبني حلمك تجرات عليك مرة اخرى









التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا