شكرا لك سارونه على ا لنقل الرائع ..
وفي الحقيقة للحياة معاني عديدة ..فحين تتجلى على النفس إشراقات الروح تنجلى حقائق الأشياء والأحوال، وحيثما تكون الرؤية بصيرة قبل بصر ومع بصر، تتجدد في الأشياء معانيها وفي الأحوال غاياتها.
وفي الصلاة والسجود يكون القرب، ويكون المدد والزاد لوصل دائم، ونور تستشفه الروح، وسكينة تملأ النفس؛ فتسكن لسكونها الجوارح وتأنس؛ فلا يخر العبد ساجدا ويرفع إلا وقد أضيفت إلى حياته حياة، هي على الحقيقة معنى الحياة. ومن قبل الصلاة تهيؤ لذلك الموقف الجليل "لا صلاة بغير طهور"، فحين نمسّ الماء بهذه النية يكون هذا الماء فاعلا في طهارة الباطن، حيث تتحاتّ الخطايا وتتساقط عن الجوارح لتحيا من جديد معاني الطهر والنقاء. وذلك بعض من فقه قوله تعالى: (وجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) {الأنبياء:30}، وبهذا المعنى من معاني الحياة تكون الجوارح أهلا لحركة ظاهرة بين يديه سبحانه، في صلاة هي نهر جارٍ، نغتسل فيه كل يوم إلى ما شاء الله.
وبقدر ما نستحضر من معاني الصلاة، أوقاتا، ونية، وتكبيرا، وقياما، وتلاوة، وركوعا، وسجودا، وتسبيحا، ودعاء، بقدر ما نعايش، وبقدر ما نستمد ونتزود لوصل دائم في معية الله.. هو الحياة عينها.
لكم تحياتي ،،،