صحيفة الوطن 16 نوفمبر 2006
الخميس 25 شوال 1427
ندوة أثارت جدلاً في أدبي القصيم
الزعاق: الحساب الفلكي في رؤية الهلال أصدق وأبرأ للذمة
الأسياح: حسين الحربي
نظم نادي القصيم الأدبي ندوه بعنوان (رؤية الهلال بين الشرع والفلك) أثارت جدلاً كبيراً، وكان الحضور كثيفاً نظراً لشغف الجمهور للاستماع للباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق بعد الإشاعات التي تبناها أحد خطباء الجوامع ببريدة والتي تمس الجانب الاعتقادي للدكتور الزعاق واتهامه بالتنجيم فكانت المحاضرة نافية لمزاعم ذلك الخطيب، إذ تبين للحضور أن الباحث ينطلق من منطلقات علمية مؤصلة تأصيلاً شرعياً في كل المسائل التي طرحها.
وافتتح اللقاء عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام الدكتور فهد اليحيى وتعرض بإسهاب لقضية اختلاف المطالع ومدى تأثيرها على الرؤية الشرعية، ثم تلا ذلك كلمة الدكتور الزعاق، قال فيها: إن غرض الشارع الحكيم من مواقيت العبادة معرفتها، لأن حقيقة الرؤية ليست مشروطة في اللزوم كما نص عليها الفقيه المجتهد ابن دقيق العيد، وما ذكر صلى الله عليه وسلم من نوط إثبات الشهر برؤية الهلال أو إكمال العدة بشرطه قد علله بكون الأمة في عهده كانت أمية، ومعلوم أن من مقاصد بعثته إخراجها من الأمية لا إبقاءها فيها، فتبين لنا أنه في عصر النبوة ليس من سبيل لإثبات الصوم والإفطار غير الرؤية البصرية التي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا زالت حالة الأمية هذه وأصبح من بين المسلمين علماء متخصصون تخصصاً دقيقاً في علم الفلك أفلا يجب أن يزول المعول بتلك العلة التي هي حالة الأمية والتي بها ربط الصوم بالرؤيا البصرية كمسألة الدّين في السفر إذا لم يوجد الكاتب ناب عنه الرهن المقبوض، بل من المعلوم من كتب الأصول أنه عند زوال العلة وهي هنا الأمية يتحتم الرجوع إلى الحساب الفلكي، ولا حرج من التعويل عليه وحده باعتباره أصدق وأبرأ للذمة، وهنا قاطع أحد الحضور (ويدعى أحمد المهوس - معلم) الدكتور الزعاق بدون استئذان واعتلى المنبر على المسرح حيث كاد يحدث فوضى وقدم نقداً جارحاً للدكتور الزعاق إلاّ أنه آثر عدم الرد خوفاً من الخروج عن دائرة النقاش.
الدكتور عبدالله البريدي داخل بمقال اتهم فيه الصحفيين بأنهم هم الذين أثاروا القضية وأن لهم توجهات وصفها بأنها (مشبوهة)، وذكر أيضا أنه لا بد من استفزاز الفلكيين وأخص بذلك الدكتور الزعاق، إلاّ أن الزعاق كانا هادئاً طوال المحاضرة.
وذكر عميد كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم الدكتور الربيش أن الموضوع بسيط ولا يستدعي كل هذه الضجة من الصحفيين، وعقب عليه الزعاق بقوله: أنا لا أتفق معك في أن الموضوع بسيط، بل نقول إن حل المشكلة بسيط جداً لكن آثارها عظيمة، ولو كانت بسيطة لما اجتمعنا هذه الليلة، وما أصاب الناس شك في صيامهم طوال شهر رمضان ولما طرحت على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.