الدليل الثاني
{فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَب نَجنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيلِ * وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً منَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَينِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظل فَقَالَ رَب إِني لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } القصص اية21
ففي تفسير التحرير والتنوير ص101 -ط - دار سحنون يقول المؤلف :
وللجزم بأنه شعيب الرسول جعل علماؤنا ماصدر منه هذه القصة شرعا سابقا ففرعوا عليه مسائل مبنية على أصل : أن شرع من قبلنا من الرسل الإلهيين شرع لنا ما لم يرد ناسخ .
ومنها مباشرة المرأة الأعمال والسعي في طرق المعيشة , ووجوب استحيائها .
وفي هذه الآية دليل لها من الكتاب عند القائلين بأن شرع من قبلنا شرع لنا.
وفي إذنه لابنتيه بالسقي دليل على جواز معالجة المرأة أمور مالها وظهورها في مجامع الناس ,إذا كانت تستر مايجب ستره , فإن شرع من قبلنا شرع لنا إذا حكاه شرعنا ولم يأت من شرعنا ما ينسخه . انتهى كلام المؤلف
قال بن كثير في تفسيره :
أي تكفكفان غنمهما أن ترد مع غنم أولئك الرعاء لئلا يؤذيا، لضعفهما
فلما رآهما موسى عليه السلام رق لهما ورحمهما {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا } أي ما خبركما لا تردان مع هؤلاء ؟
{قَالَتَا لاَ نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ لرّعَاء } أي لا يحصل لنا سقي إلا بعد فراغ هؤلاء {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } أي حال فهذا الحال الملجىء لنا إلى ما ترى، قال الله تعالى: {فَسَقَىٰ لَهُمَا }
وليس كما يقول بعض الجهلة إنهما كانتا منزويتان حتى لاتختلاطا بالرجال
الدليل الثالث :
قال تعالى :
{قَالَتْ يٰأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِيۤ أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ * قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِني مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } النمل اية 33
انها بلقيس ( ملكة سبأ) اليمن تلتقي بأعضاء مجلس الوزراء بدون دائرة تلفزيونية وتقرر الهدنة وكانت في هذا القرار أحزم وأعقل من رجال دولتها وقد صدقها القرآن وهاهي تختلط بهم اختلاطا مباشرا .
فلماذا لم يشير القرآن الى تحريم هذا الاختلاط ولماذا لم ينكره أو ينسخه ؟!!