عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-06, 09:35 pm   رقم المشاركة : 3
_-_Bo0oBo0o_-_
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية _-_Bo0oBo0o_-_






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : _-_Bo0oBo0o_-_ غير متواجد حالياً

[ 3 ]


...قيامك في رمضان...



قيام الليل ( شرف المؤمن ) هذا ما تنزل به أمين السماء جبريل - عليه السلام - على أمين الأرض محمد عليه الصلاة والسلام حيث أتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا محمد : عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس ) . وقيام ليل رمضان ليس ككل ليل ، فقيام ليله شرف على شرف .


وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بالقرآن في ليالي رمضان ، ويحتفي جبريل به وبالقرآن في ليالي الشهر الكريم ، فيأتيه فيدارسه فيه ، كما جاء في الحديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ) وفي نهاية الحديث قال : ( وذلك كل ليلة ).


وكان السلف أيضاً يحتفون بالقرآن في ليالي رمضان ، فيقومون به فيها مالا يقومون في غيرها ، فكان بعضهم يختم القرآن كله في ليالي الشهر ، وبعضهم كان يختمه في كل عشر ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل ثلاث.


ولقيام ليالي رمضان خصوصية عن بقية ليالي العام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ، وقيامه إيمانا واحتساباً هو إحياء لياليه بالعبادة والقيام ، تصديقاً بالثواب ، وإخلاصاً في التقرب.


وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه بعض ليالي رمضان ، ثم ترك ذلك ، إشفاقاً على الأمة من فرض القيام عليها وقال : " خشيت أن تفرض عليكم " .


ولما أُمِن هذا الجانب بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي ، أمر عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان ، فكان القارئ يقرأ بالمئين { السورة التي تحوى مئة آية أو نحوها } في الركعة ، حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام ، وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.


وهذا بالطبع يتأتى ممن يتحملون ذلك من أهل الهمم العالية التي تقاصر عنها الناس في زماننا ، فالأمر في ذلك يرجع إلى طاقة الناس – مثلما – بين الإمام أحمد – رحمه الله - فعندما سئل عن الإطالة التي تستغرق الليل قال : ( في هذا مشقة على الناس ولا سيما في الليالي القصار ، وإنما الأمر على ما يتحمله الناس ) .


وقد قال الإمام أحمد لبعض أصحابه – وكان يصلي بهم في رمضان - : ( هؤلاء قوم ضعفاء ) يريد الرفق بهم في الإطالة ، فختم لهم صاحبه في ليلة سبع وعشرين .


ودل هذا على أن الختم في سبع وعشرين ليلة أو في ثلاثين ليلة يتناسب مع ( الضعفاء ) ، ولكن الضعف في زماننا تضاعف حتى وجدنا من يطالب الإمام بألا يزيد عن بضع آيات في الركعة ، فإذا صلى معه بعضهم هذا البضع ، انصرف بعد ركعتين أو أربع ، مؤثراً شويئات من لعاعات الدنيا وزخارفها الزائلة ، مع أن صبر هؤلاء - المصروفين – مع الإمام حتى يتم الليلة ، يضمن لهم ثواب قيام كل تلك الليلة ، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد قام بأصحابه مرة إلى ثلث الليل ، ومرة إلى نصف الليل ، فقالوا : لو نفلتنا بقية ليلتنا ؟ فقال : " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف ، كتب له بقية ليلته ".


وهذه الفضيلة لا تكون إلا لمن قام مع الإمام حتى يتم قيامه . قال ابن رجب تعليقاً على ذلك الحديث : ( دل على أن قيام ثلث الليل أو نصفه يكتب به قيام ليلة ، لكن مع الإمام ، وكان الإمام أحمد يأخذ بهذا الحديث ، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام )

إن قيام رمضان من روح الصيام ، وإذا كان الأئمة يرشدون إلى الرفق بالناس في إتمامه ، فإنهم لا يحجرون على من صلى وحده فأطال ، أو من صلى بغيره فأطاعوه و واطأوه في الاسترسال . قال ابن رجب ومن أراد أن يزيد القراءة ويطيل ، وكان يصلي لنفسه فليطول ما شاء ، وكذلك من صلى بجماعة يرضون بصلاته ).



إن للقيام روحاً ، كما أن للصيام روحاً ، وروح القيام هي الخشوع والخضوع والإخبات ، وقد كان صلى الله عليه وسلم في صلاة القيام ( لا يمر بآية تخويف إلى وقف وتعوذ ، ولا بآية رحمة إلى وقف وسأل) وكثير من الأئمة في التراويح يصلون صلاة لا يعقلونها ، ولا يطمئنون في ركوعها ولا في سجودها ، مع أن الطمأنينة ركن فيها ، والخشوع وحضور القلب بين يدي الله هو مقصودها ، ومثل هذا لا يحصل في العجلة ، فتقصير القراءة مع الخشوع في الركوع والسجود أولى من طول القراءة مع العجلة المكروهة ، وصلاة عشر ركعات مع طول القراءة والطمأنينة ، أولى من عشرين ركعة مع العجلة المكروهة ، لأن لب الصلاة وروحها هو إقبال القلب على الله عز وجل ، ورب قليل خير من كثير ، وكذلك ترتيل القراءة أفضل من السرعة ، والسرعة المباحة هي التي لا يحصل معها إسقاط شيء من الحروف ، فإن أسقط بعض الحروف لأجل السرعة لم يجز ذلك له ، وينهى عنه ، وإذا قرأ قراءة بينة ينتفع بها المصلون خلفه فحسن .


أخي الصائم القائم ، استحضر عند قيامك ، أنك تمتثل لقول الله تعالى : (( وقوموا لله قانتين )) ، فالقيام وحده في الصلاة لا يكفي ما لم يكن القلب قانتاً لله فيه ، وتذكر وأنت تطيل القيام بين يدي الله ، وقوف الناس في القيامة ، في يوم كن مقداره خمسين ألف سنة ، وقيامك يوم قيامتك سيقصر ويسهل بمقدار طول قيامك لله في حياتك.


إن الله تعالى ينزل إذا مضي شطر الليل أو ثلثاه إلى سماء الدنيا - كما ثبت في الحديث - فيقول : (( هل من سائل يُعطى ، هل من داع يستجاب له ، هل من مستغفر يغفر له ، حتى ينفجر الصبح )).


وليل المسلمين تحول في عصرنا إلى نهار ، بعضه عمار ، وأكثره دمار ، فلا تفوت ساعات التنزل الإلهي في ليالي رمضان ، كفواتها في بقية ليالي العام ، وسل نفسك أخي ، أين ستكون في ثلث الليل هذا ... هل في لقاء مع الله ؟...أم في نوم عن مناجاة الله ؟ ... أم في سهر على معصية الله؟!....


قيل لابن مسعود - رضي الله عنه - ( ما نستطيع قيام الليل ! ) قال : ( أقعدتكم ذنوبكم ) ، وقال الفضيل بن عياض : ( إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار ، فاعلم أنك محروم ، قيدتك خطيئتك ).



** ((اللهم أحسن قيامنا بين يديك في الدنيا لِحُسن قيامنا يوم العرض عليك في الآخرة .. وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ... آآآمين )) **




وتقبلوا تحيتي

أختكم

$%$-الفتاكه-$%$